هل تكون الإمارات الخاسر الوحيد من التقارب القطري السعودي؟ وأين هي الإمارات من التفاهم الأخير ولماذا لم يتم تسليط الأضواء عليها؟ البعض يشير الى أن أحد أسباب موافقة الرياض على التقارب مع الدوحة هو خشيتها من تمدد النفوذ الإماراتي الذي بدأ يتغلغل حتى وصل الى رأس السلطة السعودية وبدأ يكرس حضوره في المشهدين الأمني والإقتصادي بالمملكة السعودية ناهيك عن الدور الإماراتي الكبير في جنوباليمن وعدم توافق الرياضوابوظبي على أبرز الملفات المتعلقة بالعدوان على اليمن وكذلك ملفات أخرى بالمنطقة فهناك صراع بارد وغير معلن بين ابوظبيوالرياض حيث تظهر الاخيرة في موقع التسليم والقبول بكافة الإملاءات الاماراتية فيما يتعلق بتلك الملفات التي يكون فيها قرار الحسم الأخير لبن زايد وليس لبن سلمان هذه هي حقيقة الوضع في المنطقة فالإمارات الدويلة الصغيرة باتت تسير السياسة السعودية أو على الأقل تؤثر عليها بشكل كبير لدرجة أن الرياض لا تستطيع الوقوف في وجه ابوظبي. القيادة الإماراتية تنفذ مخططاً استراتيجياً بنفس طويل من أجل الهيمنة على السعودية .. مثل هذه الحقيقة قد لا يدركها البعض اليوم رغم وجود مؤشرات على ذلك إلا أن استمرار الوضع على ما هو عليه سيؤدي فعلاً الى تنامي النفوذ الاماراتي بالسعودية لدرجة التحكم في الدولة السعودية. فيما يعلل البعض أن الرياض من خلال محاولتها إيقاف تمدد النفوذ الإماراتي تعمل على استعادة سيطرتها ومكانتها ولو تطلب الأمر فتح العلاقات مع الدوحة حتى تعمل على إعادة ترتيب ملفاتها وأولوياتها من خلال التخلص من أعباء السياسات الداخلية والخارجية التي تسبب بها بن سلمان منذ وصوله الى منصب ولي العهد وعلى رأس تلك الملفات العدوان على اليمن والملف الحقوقي ومقتل خاشقجي والأزمات بالمنطقة وأن حلحلة هذه الملفات قد يدفع الى تمكن النظام السعودية من الالتفات الى الجوانب الأكثر ضرورية كالجانب الاقتصادي وكذلك التفرغ لإستعادة النفوذ حيث تسعى ابوظبي الى إبقاء الرياض رهين أزماتها الداخلية والخارجية فالامارات حاضرة في معظم ملفات الرياض المعقدة ومن خلال هذا التعقيد يدير بن زايد لعبته المفضلة في السيطرة على القيادة السعودية وقد قطع شوط لا بأس به في ذلك وهناك أسرار لم تكشف بعد عن حقيقة ما وصلت اليه الإمارات من نفوذ في السعودية غير أن السؤال العريض يبقى دون إجابة .. هل أدركت القيادة السعودية مخاطر توسع النفوذ الإماراتي قد تكون الإجابة هنا نعم .. لكن هل استوعبت السلطة السعودية بالفعل أنها أصبحت قاب قوسين أو أدنى من أن تقع بأكملها في شباك بن زايد الذي بات يؤثر على السياسة السعودية فإذا ما أستمر وتوسع قليلاً حينها سيصبح من الصعوبة التخلص من ذلك النفوذ الذي يلتف حول أعناق آل سعود من حيث لا يشعرون.. وبالتالي فإن الوقت من ذهب إن لم تحسم فيه القيادة السعودية توجهها فبالتأكيد أن خيار الوقوع الكامل تحت سيطرة أبوظبي لا يحتاج للمزيد من الخطوات والإجراءات فالسنوات السابقة كان بن سلمان قد سلم نفسه لبن زايد وكان هذا الأخير قد اتخذ ما يكفي من الإجراءات للتغلغل في الاقتصاد والسياسة السعودية بل والأمن والجيش وما خفي كان أعظم.