إن المعارك الشرسة التي يخوضها أبطال الجيش واللجان الشعبية في جبهات الشرف والكرامة بمحافظة مارب ضد الطغاة والمستكبرين وعلى رأسهم الكيان الصهيوني والأمريكي وأذنابهم من آل سلول ودويلة الإمارات ومرتزقتهم, من أجل تحرير وتطهير هذه المحافظة من جحافل هؤلاء المعتدين الذين عاثوا فيها على مدى "6سنوات" تجعلنا نقف وقفة إجلال وتكبير لأبطالنا الميامين لما سطروه ويسطروه من بطولات وتضحيات حتى حققوا الانتصارات النوعية الساحقة في جميع جبهات مارب. وفي هذه المعركة الاستراتيجية والمفصلية هناك رجال أشداء وأبطال سطروا بطولات وتضحيات فدائية نادرة وهم في الأنساق الأمامية لمواجهة العدو بكل فخر واعتزاز ومن هؤلاء الأبطال الذين نكلوا بأعداء الله, صاحب البذل والعطاء واللامحدود إنه الشهيد البطل العميد مانع غازي أركان حرب لواء الخاصة الذي عرف بالتواضع والجود والكرم, وبالصدق والإخلاص والتفاني في عمله .. محباً لله ورسوله ولوطنه وترابه الطاهر, فضحى وجاد بكل ما يملك جهاداً في سبيل الله ودفاعاً عن الأرض والعرض ضد الغزاة والمحتلين. الشهيد غازي - سلام الله عليه- انطلق إلى ميادين وساحات القتال لمواجهة العدوان الظالم والغاشم على شعبنا اليمني استجابةً لقوله تعالى (فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه) فتحرك للجهاد بعزيمة إيمانية وجهادية، وكان في مقدمة الصفوف والأنساق الأمامية للمواجهة حاملاً قضية أبناء شعبه العادلة ضد هؤلاء المعتدين الآثمين ومرتزقتهم. كان الشهيد العميد غازي بطلاً مغواراً مرابطاً وصابراً وثابتاً ومستبسلاً لا تثنيه أهوال المواقف وشدتها ويملك رابطة جأش قوية, مرتبطاً بالله في كل تحركاته معظماً له في أقواله وأفعاله, فقطع على نفسه عهداً بأن يجاهد في سبيل الله ويدافع عن وطنه الغالي وينصر أبناء شعبه المستضعفين حتى تحرير كل شبر من أرض الوطن من الغزاة والمحتلين أو ينال الشهادة. لقد شارك الشهيد - سلام ربي عليه- في كثير من الجبهات منها جبهات (الحدود, وتعز, والبيضاء, والجوف, وغيرها), وحينما قررت القيادة الثورية والسياسية والعسكرية واتخذت القرار لتحرير محافظة مأرب من قوى العدوان ومرتزقتهم وعصاباتهم الإجرامية الذين جعلوا من هذه المحافظة وكراً لهم ولفسادهم أنبرأ لهم كالأسد الضرغام, فصال وجال في هذه الجبهات المشتعلة، وكان أسد الاقتحامات لمواقع العدوان مما جعلهم يلوذون بالفرار وترك مواقعهم من غير رجعة, وبهذه الشجاعة والإقدام والتضحية لهذا البطل سطر أروع الملاحم البطولية، ولقن جحافل العدوان دروساً في التضحية والفداء، وألحق بهم الهزائم النكراء وأرغمهم على التقهقر. حقق الشهيد - سلام الله عليه- مع رفاق دربه من المجاهدين من أبطال الجيش واللجان الشعبية انتصارات ساحقة وعظيمة رغم الإمكانات التي تمتلكها قوى العدوان ومرتزقتهم ولكن الإيمان والعزيمة والثقة التي يحملها هذا الشهيد العميد غازي ورفاق دربه جعلت من المستحيل ممكناً واستطاعوا هزيمة ودحر الغزاة والمحتلين بكل ثقة والتقدم نحو مدينة مارب لإسقاط آخر معقل لهم، وهاهم الأبطال على أبواب مدينة مارب. الشهيد نال وسام شرف الشهادة وهو على أبواب مدينة مأرب يقارع الظلم والظالمين بمعنويات عالية، وكان عازماً على تحقيق الانتصار (الفتح المبين). فهنيئاً لك الشهادة أيها البطل الجسور الثائر، وما كنت عازماً عليه سيكمله زملاؤك ورفاق دربك العظماء.. ولا نامت أعين الجبناء.