أظهر إحصاء لوكالة رويترز أن أكثر من 271 مليون نسمة أُصيبوا بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) على مستوى العالم، في حين تخطى إجمالي عدد الوفيات الناتجة عن الفيروس حاجز 5 ملايين و624 ألف وفاة، يأتي ذلك وسط مطالب أوروبية بإجراءات عاجلة لوقف انتشار المتحور الجديد "أوميكرون" (Omicron) مع تأكيد أن التطعيم وحده لا يكفي. وتم تسجيل إصابات بالفيروس في أكثر من 210 مناطق ودول، منذ اكتشاف أولى حالات الإصابة بالصين في ديسمبر/كانون الأول 2019. والولاياتالمتحدة هي أكثر الدول تضررا من ناحية الوفيات بواقع 800 ألف و473 حالة، تليها البرازيل بنحو 617 ألفا، ثم الهند بأكثر من 476 ألفا، والمكسيك ب297 ألفا، فروسيا بنحو 292 ألفا. وحسب منظمة الصحة العالمية، فإن المتحور أوميكرون ينتشر بوتيرة غير مسبوقة، وأصبح على الأرجح متفشيا في معظم دول العالم. وقال الرئيس الأميركي جو بايدن فجر الجمعة إن المتحور أوميكرون سيبدأ بالتفشي بشكل أسرع بكثير في الولاياتالمتحدة. إصابات وأرقام وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس إن "77 دولة أبلغت حتى الآن عن إصابات بأوميكرون، لكن الواقع أن (هذا المتحور) موجود على الأرجح في معظم الدول حتى لو لم يتم رصده بعد"، مشيرا إلى أنه "ينتشر بوتيرة لم نرَ مثلها من قبل" مع أي متحور آخر. وقد يصبح أوميكرون الأكثر انتشارا في أوروبا بحلول منتصف يناير/كانون الثاني المقبل، إذ قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إن عدد المصابين بأوميكرون يتضاعف حاليا كل يومين إلى 3 أيام، ومن المتوقع أن تصبح هذه السلالة الأكثر انتشارا في هذه القارة العجوز الشهر المقبل. وذكرت فون دير لاين أن 66% من سكان أوروبا طُعموا حتى الآن بشكل كامل، وأن 62 مليونا تلقوا جرعات معززة. وشددت على أن هذا الأمر يشكل أفضل حماية ممكنة ضد أوميكرون في الوقت الراهن. واعتمادا على أرقام منظمة الصحة، فقد تم تسجيل أكثر من 4 ملايين إصابة بفيروس كورونا خلال الأسبوع الماضي فقط، 65% من هؤلاء تم تسجيلهم في أوروبا التي تصدرت أيضا نسبة المتوفين منهم وبنسبة متشابهة تقريبا. إجراءات وقيود وللتصدي لتفشي الفيروس والسلالات المتحورة منه، بدأت اليونان وإسبانيا والمجر ومدينة برلين (ألمانيا) أمس الأربعاء حملات تطعيم ضد كوفيد-19 للأطفال دون سن 12 عاما، وهي فئة عمرية من بين أكثر الفئات المعرضة للإصابة حاليا بأوروبا. كذلك، أطلقت فرنسا حملتها لتحصين الأطفال أمس الأربعاء، لكنها حصرتها في الوقت الراهن على الأطفال "المعرضين للخطر" الذين من المحتمل أن يصابوا بأشكال خطيرة من كوفيد-19. وأصبح ممكنا تلقيح الأطفال -الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و11 عاما- بنسخة من لقاح "فايزر" (Pfizer) أقل قوة من النسخة المخصصة للبالغين في الاتحاد الأوروبي، منذ سمحت بذلك الهيئة الأوروبية للأدوية يوم 25 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وكانت الدانمارك والنمسا أولى الدول التي طبّقت ذلك. يأتي ذلك في وقت فرضت فيه بولندا قيودا جديدة على عدد الأشخاص المسموح لهم بدخول المطاعم والفنادق والمسارح أمس الأربعاء بنسبة 30% من السعة القصوى لها، بعدما بلغ عدد الوفيات اليومية بكوفيد-19 أعلى مستوى له منذ أبريل/نيسان الماضي مع تسجيل 669 وفاة في الساعات ال24 الماضية. لكن هذه القيود الجديدة لا تنطبق على الأشخاص الملقّحين، مما يحمّل أصحاب الأعمال والمديرين مسؤولية التحقق مما إذا كان الرواد ملقّحين أم لا. وفي إيطاليا، أعلنت السلطات فرض شروط لدخول أراضيها على المسافرين من الاتحاد الأوروبي اعتبارا من اليوم الخميس، مع إلزامية إبراز اختبار سلبي عن كوفيد-19 للجميع وحجر صحي 5 أيام لغير الملقّحين. مسيرات ورفض وفي نيوزيلندا، نظم الآلاف مسيرات في ولنغتون العاصمة اليوم الخميس احتجاجا على الإغلاق وفرض التطعيم للوقاية من كوفيد-19، وقد بلغت نسبة المطعمين بشكل كامل 90% من السكان. وساعد الإغلاق الصارم وحملات التطعيم بهذا البلد في إبقاء معدلات الإصابة بفيروس كورونا والوفيات المرتبطة بها منخفضة، لكنها أيضا أدت إلى انتقادات من جانب البعض الذين طالبوا بمزيد من الحرية وإنهاء شروط التطعيم الإلزامي. وقد فرضت الحكومة التطعيم الإلزامي على المعلمين والعاملين في الصحة والشرطة وغيرهما من القطاعات التي تقدم خدمات للجمهور. من جهتها، قالت كوريا الجنوبية اليوم الخميس إنها ستعيد فرض قواعد التباعد الاجتماعي بعد 45 يوما من رفعها ضمن سياسة "التعايش مع كوفيد-19′′، في الوقت الذي هددت فيه زيادة الإصابات الجديدة والحالات الخطيرة بإرباك النظام الصحي في البلاد. وقال رئيس الوزراء الكوري الجنوبي إن القيود ستعود بدءا من الثاني من يناير/كانون الثاني المقبل، وتقصر التجمعات على 4 أشخاص على الأكثر شرط تلقيهم التطعيمات، وتلزم المطاعم والمقاهي والملاهي الليلية بالإغلاق في التاسعة مساء، ودُور السينما ومقاهي الإنترنت في العاشرة مساء.
