يقال "إن من أصعب الصعاب توضيح ما هو واضح"! لذا فإن ما لم تستطع ما تسمى قوات "الشرعية" أو قوات المدعو عبد ربه منصور هادي المدعومة من دول التحالف وأمريكا وبريطانيا تحقيقه خلال 7 سنوات من الحرب، لن تحققه خلال أسابيع، إذ من المستحيل تحقيق الحسم في حرب اليمن، وأن استمرار الحرب يشوه الحياة، ويؤثر على العلاقة بين الدول والمجتمعات. الشعب اليمني بمختلف فئاته وأطيافه ينشد السلام، لكن الإصرار على إطالة أمد الحرب سيؤثر سلباً على مسيرة النهضة والتقدم والرخاء والحياة الآمنة المستقرة، سواء في اليمن أو دول التحالف. الحقيقة، لم يكن هناك تقييماً دقيقاً واضحاً لحجم الخسائر والمكاسب في هذه الحرب، والسبب يعود على سوء الحسابات وعدم تقدير ردة فعل الشعب اليمني. التسرع في اتخاذ القرار وغياب الرؤية الاستراتيجية المبنية على اليقين التام في تحقيق النتائج، تسببت في حدوث أكبر كارثة إنسانية في العالم وخسائر بشرية تزيد عن نصف مليون إنسان، ونزوح وتشريد ملايين اليمنيين، بالإضافة إلى تدمير شبه كامل للبنية التحتية، يقابلها الخسائر البشرية التي تجاوزت عشرات الآلاف في صفوف ما يسمى "التحالف" وخسائر اقتصادية تزيد عن تريليوني دولار ، كذلك التعويضات العادلة وإعادة الإعمار ، ولن ينتهي الأمر هنا فقط، فالملف الحقوقي والإنساني وجرائم الحرب التي ارتكبت في حق الشعب اليمني ستظل مفتوحة لعشرات السنين. الوضع في اليمن والمنطقة لا يحتمل التأخير، وحماية المصالح الدولية والإقليمية لن تتحقق في ظل استمرار الحروب المفتوحة، ووجود الدولة اليمنية القوية هو الضامن الحقيقي لتبادل المصالح، وحماية الحقوق وتأمين الملاحة الدولية في البحرين الأحمر والعربي وباب المندب، فأي حديث أو مخطط يتجاهل أو ينتقص من حقوق الشعب اليمني سواء المساس بكرامته أو سيادته على تراب أرضه أو حرمانه الاستفادة من ثرواته، مرفوض وغير مقبول من جميع أبناء الشعب اليمني في الشمال والجنوب. آفة الغرور هو الاستخفاف بأهل اليمن والنظر إليهم على أنهم شعب فقير لا يستطيعون العيش والبقاء على قيد الحياة بدون الحاجة إلى المساعدة، كما يتصوره البعض وبأنه شعب غير قادر على الاعتماد على نفسه، ولا يستطيع الرد والمقاومة، وأنه يعاني وضع معيشي صعب و... و... و...، فيما الحقيقة تقول غير ذلك تماماً؛ إذ إن ثرواته تكفي لأن تضع اليمن في أعلى قمة الاقتصاديات في العالم، ولكن الله ابتلاه بمسؤولين فاسدين، وهذا الحال لن يدوم طويلاً، فالشعب اليمني قادر على قلب الموازين على رؤوس كل من أساء إليه، فهو كالجبال الرواسي يموت ولا يقبل الذل ولا يبيع أرضه، ولا تخيفه كل جيوش العالم، شعب عريق يمتلك أعظم حضارة في تاريخ البشرية. الخلاصة: في السلام ووقف الحرب حتى يخرج الجميع من عنق الزجاجة، يجب على الأممالمتحدة ومجلس الأمن مراعاة مصالح الشعوب وأمنها واستقرارها ترجمة للمواثيق الدولية التي أنشئت من أجلها، والتحرك العاجل نحو إلغاء القرار (2216) القاضي بوضع اليمن تحت البند السابع، بقرار آخر يعلن فيه وقف الحرب وجميع الأعمال العسكرية ورفع الحصار وفتح المطارات والموانئ والمنافذ البرية أمام اليمنيين ودخول المواد والسلع الغذائية والدوائية والمشتقات النفطية، وتقديم المساعدات الانسانية العاجلة، حينها سيشارك الجميع في العملية السياسية، ومن يرفض السلام، سيضع نفسه في مواجهة الجميع، المجتمع الدولي والشعب اليمني بكل أطيافه وشرائحه في الشمال والجنوب، وغير ذلك سيتضرر الجميع والخاسر الأكبر دول التحالف التي ستعاني من تبعات هذه الحرب لعقود قادمة. أما "كهنة وتجار الحروب، فإن السلام يقتلهم ويقضي على مصالحهم وأحلامهم القذرة، ولن تقوم نهضة في المنطقة في ظل استمرار الحرب، فالسلام يتبعه النهضة والتطور والرخاء والحياة الآمنة والمستقرة. هذه هي اللغة الحية التي تخدم الشعوب وليس الحروب والانجرار خلف براثن المخططات الغربية التي تستهدف ثرواتنا وأموالنا وتاريخنا وحضارتنا وحياتنا ومستقبل أبنائنا والأجيال القادمة.