الوحدة ستظل تاجاً على رؤوس الأوفياء الشرفاء الذين قدموا أغلى مايملكون لمصلحة الوطن العليا ورفضوا الارتماء في أحضان الخونة والعمالة والعدوان، فاليمن هو اليمن تاريخاً وحضارةً وتراثاً وأرومة وعروبةً وأصالة ً شاء من شاء وأبى من أبى .. ثقافة الاستعلاء والكبرياء لم ولن تصنع سياسة التغيير بل تقود إلى التمزق والتجزئة والاحتراب بين الشركاء والفرقاء .. من المضحك المحزن الذي يتناقله بعض المأزومين الذين يخافون شبح الإبداع الأدبي ويقرأون الواقع الثقافي من زوايا فكرية ضيقة وأيديولوجية طوباوية مفرطة يعودون إلى الماضي هرباً وخوفاً من معطيات رؤية الحاضر وواقع يرفض المواطنة المتساوية ويريد أن يكون الأنا العليا .. كلنا نعيش زمن الصراعات والمشاحنات المليء بالتوتر والعتامة، في زمن تتماهى فيه الأحقاد والصراعات مجسداً حالات الانحسار والانكسار الذي تعيشه الأمة اليوم من المحيط إلى الخليج في زمن تتداخل فيه الأصوات الناعقة وتتعارك فيه الأفكار المؤدلجة المتنافرة. في ظل الغوغائية وتشابك السيناريوهات تغيب الحقيقة ولا يستطيع الرائي أن يميز بين الغث والسمين كقول الشاعر : (( أقوقع نفسي في خلوات المنافي.. أغوص في قيعان أحزني أكتم آهات ذكرياتي المتعرجة .. وفي صدري براكين تغلي)) هكذا في زمن الحروب وتردي الأوضاع تطفو قصائد الشعراء لتعيد للأمة والشعوب مدى التألق عند ولادة الومضات الخاطفة التي تبزغ رغم الواقع المؤلم .. هنا يأتي دور الشعراء والأدباء في عالم يسبح في بحر متلاطم الأمواج شديد الرياح والعواصف الهوجاء فيكون أكثر اقتراباً للإدراك من المدلول السابح في فضاءات الخيال اللا متناهي .. هكذا يظل الصراع السرمدي بين القديم والجديد قائماً بالرغم من اختلاف الأزمنة والأمكنة طالما هناك ومضات شعرية تجاوزت المسافات الزمانية والمساحات المكانية يقول أحد الشعراء : (في هذه الليلة الظلماء .. أصغي لصوت حزين.. يفجر أوجاعي باحثاً عن مكان ما نباح كلابٍ تملأ وحشية ليلي) كلمات مضيئة صدق الشاعر القائل: أصارع الهوى أعوام عمري: فقلبي لم يزل يهفو لماضٍ أغر وما الستون إلا نشوة ُ عشقٍ: تلاعب زورقي في كل موج أعائد عصف عمري شعراً: فيورق بين ثنايا طرفي وشعري وها أنا بين أنغام القوافي كأني لم أذل في زهو عمري فلا الستون حالت دون عشقي