قال المحلل السياسي والخبير الاقتصادي ان صنعاء قدمت كل ما لديها من خيارات لاحلال السلام كون السلام بالنسبة للقيادة في صنعاء هو مطلب وذلك وفق رؤى واضحة وصحيحة تؤدّي للوصول إلى حل سياسي شامل وتنهي مظاهر العدوان كاملة وننتظر اليوم في صنعاء اعلان رفع الحصار كخطوة لتهيئة الاجواء للحل الساسي. واضاف البروفيسور الترب ان المبادرات التي اطلقتها القيادية وكان أخرها مبادرة الرئيس المشاط يوم الأحد المنصرم جاءت في سياق البحث عن حقوق الشعب اليمني المشروعة فالشعب ينتظر ما يتم في سلطنة عمان ان كانوا صادقين في سلام واستقرار في المنطقة وعليهم سرعة تأكيد نواياهم في اعلان وقف العدوان ورفع الحصار و فتح مطار صنعاء الدولي والممرات البحرية اولا وخلال ما تبقى من فترة للمبادرة والقبول دفع رواتب الموظفين بنهاية مارس (قبل استقبال شهر رمضان) وتحمل فاتورة اعادة الإعمار ....مالم لقد اعذر من انذر ولا يمكن ان تستمر معاناتنا في العام الثامن للصمود و نتمنى أن يسمعوا صوت العقل كون المؤشرات لا تدل على استعدادهم للحوار في دولة محايدة و ما يتم الترتيب له في الرياض ليس في سياق السلام لأن السلام من وجهة نظرنا مطلبا إنسانياً مهماً يمكن الوصول إليه عندما تتوفر له شروط موضوعية يمكن تنفيذها وتحقيقها على أرض الواقع والبحث عن السلام الحقيقي غاية لكل اليمنيين من أجل بقاء الوطن وضمان استقراره مستقبلاً. واعتبر البروفيسور الترب مؤتمر الرياض هو عبارة عن مظلة لتمرير اجندة جديدة للرياض تحت غطاء ( اجماع اليمنيين ) وما الدعوات التي وجهتها لكل نطيحة ومتردية وما أكل السبع لحضور هذا المؤتمر إلا دليل على نيتهم السوداء والشي المهم ايضا انه كيف تكون الدعوة إلى تحقيق السلام في اليمن من قبل أطراف دولية متورطة بصورة مباشرة في أكبر كارثة إنسانية خلال السنوات الماضية على مستوى العالم، جراء تدخلها في شؤون اليمن وإعلانها الحرب والتدخل العسكري المباشر وتنفيذها حصاراً شاملاً "براً وبحراً وجواً" على اليمن، وهو ما تسبب في أزمة انسانية غير مسبوقة حسب تصنيف الأممالمتحدة. واشار البروفيسور الترب ان ما يتم التسويق له من خلال الدبلوماسية والإعلام السعوديين يهدف في المقام الأول إلى تجاوز التداعيات الكارثية على المملكة جراء حربها الهمجية على اليمن، وفي المقام الثاني الترويج لولي العهد محمد بن سلمان بأنه القائد المُلهم صاحب الامكانيات الكبيرة القادرة على تحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، من خلال التدخل في مختلف الملفات الشائكة ومنها الملف اليمني المُعقد عبر جمع الفرقاء اليمنيين، وإصلاح ذات البين فيما بينهم. وتسأل البروفيسور الترب كيف يريدون سلام مع استمرار الحصار وسياسة العقاب الجماعي بحق الشعب اليمني من قبل دول العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي ومرتزقته، وآخرها التقطع لقاطرات الغاز في المناطق المحتلة ومنع دخولها إلى المحافظات الحرة ورفع سعره وبالتالي فإن الهدف الحقيقي من وراء تلك الدعوات ليس إلا محاولة متأخرة من قبل حكام المملكة لتحقيق مكاسب سياسية بعد أن فشلت كافة الخيارات العسكرية في حربهم على اليمن هذا من ناحية، ومن الناحية الأخرى تلك الدعوات تهدف إلى تخفيف الضغوط الدولية على المملكة بعد اتهامات بتسببها في اطالت الأزمة وتعقيد الصراع في اليمن. ونوه البروفيسور الترب الى ان الفشل العسكري خلال سبعة أعوام وتعاظم الخسائر العسكرية البشرية والمادية من الجانب السعودي وتزايد الخلافات مع الإمارات خلال المرحلة الماضية، دفع بالرياض إلى البحث عن انتصارات دبلوماسية جوفاء -مؤتمر الرياض- خاصة بعد أن تزايدت المؤشرات على تحقيق حليفها الإماراتي مزيد من السيطرة الجغرافية من خلال عملائها ولا سيما في مدينة عدنوالمحافظات المحيطة بها، فضلاً عن احكام أبوظبي السيطرة بصورة أكبر على جزيرة سقطرى، ودخولها محافظة شبوة النفطية . واكد البروفيسور الترب أن مثل هذه الإجراءات والجرائم تقوض جهود السلام وتمنح الشعب اليمني حقه الكامل في رفد الجبهات والدفاع عن النفس وكسر الحصار الجائر بكل الوسائل المتاحة التي تراها القيادة. واضاف البروفيسور الترب ان السعودية والامارات من خلال عدوانهما على اليمن مارسا كل أشكال الظلم والقتل والتدمير الممنهج لكل مقدرات الدولة مع النهب المنظم لثروات اليمن النفطية والغازية وبيعها للخارج في الوقت الذي يستمرون في حصار وتجويع الشعب اليمني وحرمانه من الحصول على احتياجاته اليومية إلا بصعوبة بالغة وكلفة عالية جراء هذه الممارسات الإجرامية. واختتم البروفيسور الترب تصريحه بالقول كل الخيارات ستبقى مفتوحة ولا سلام بدون القبول بمبادرة القيادة في صنعاء كونها تمثل المخرج الصحيح واللبنة القوية للسلام وصنع المستقبل بعيدا على التدخلات الخارجية والهيمنة السعودية فمفاتيح السلام في صنعاء وليس بيد حثالة من المرتزقة والعملاء الذين تقاطروا الى الرياض من اجل حفنة من الريالات السعودية المدنسة.