تنفيذا لتوجيهات قائد الثورة دشنت مؤسسة بنيان التنموية مشروع "الوجبة الرمضانية" الذي يأتي في مقدمة المشاريع الخيرية في ظل ظروف اقتصادية صعبة يمر بها شعبنا اليمني الكريم بسبب الحصار والعدوان. ويعد المشروع- حسب المدير التنفيذي للمؤسسة المهندس محمد حسن المداني- أحد مشاريع برنامج "إطعام" المكونة من اللحوم والأضاحي العيدية والأفران الخيرية والكسوة والوجبة الرمضانية، ويستهدف 41 ألف أسرة قرابة ربع مليون مستفيد من 410 آلاف وجبة يوميا مكونة من الدجاج والخبز، و(حقين من معامل أسر منتجة من ألبان يمنية لتشجيع الاقتصاد المجتمعي) بكلفة تقديرية تصل قرابة 880 مليون ريال. وأشار المداني إلى أن مؤسسة بنيان التنموية تمول وتنفذ هذا المشروع، ويساعدها عدد من الشركاء هم الهيئة العامة للزكاة، حيث تأتي كشريك سنوي مستمر للعام الرابع، وقد أعلن الشيخ شمسان أبو نشطان في حفل التدشين في الأول من رمضان مساهمة الهيئة لهذا العام بمبلغ 200 مليون ريال، كما أنها شريك تنموي مع مؤسسة بنيان واللجنة الزراعية ووزارة الزراعة والسلطة المحلية في الثورة الزراعية حيث تخطط لتقديم قروض، وضمانات للمزارعين الفقراء لتمكينهم من المشاركة في تحقيق الاكتفاء الذاتي، كما أننا شركاء منفذون معها في مشروع الكسوة العيدية، وتساهم وزارة الاتصالات بمؤسساتها وبالذات شركة يمن موبايل كشريك اغاثي في هذا المشروع، بالإضافة إلى شراكة بقية مؤسسات الوزارة في عدد من المشاريع التنموية. مشيرا إلى أن القنوات الفضائية والإذاعات والصحف بالإضافة إلى دائرة التوجيه المعنوي وأمانة العاصمة، وشركة نيو فيجن الذين سيكون لهم دور في مساعدتنا على حشد التمويل الجماهيري لهذا المشروع خلال شهر رمضان. - اهم ممول الشريك الصامت وأكد المداني أن أهم ممول لهذا المشروع هو المجتمع بمستضعفيه، هذا الشريك الصامت بنسائه ورجاله، صغاره وكباره، الذي يستمر في المساهمة السنوية عبر حسابنا في البريد وحساباتنا البنكية، وهذه السنة وزعنا تلك الحسابات على أوسع نطاق في الجوامع والمجالس الرمضانية وأماكن التجمعات، كما إننا وبمساعدة وزارة وشركات الاتصالات الحكومية والخاصة ومزودي الخدمة أعلنا الرقم الرباعي للتبرع ( 5076)، والذي ندعو الجميع لنشره وليكونوا هم أول المساهمين بواسطته. - قاعدة بيانات وفي السياق، يشير رئيس قطاع التنسيق بمؤسسة بنيان التنموية المهندس علي عبدالله ماهر إلى أنه تم اختيار المستفيدين وفق معايير دقيقة، حيث تم استهداف الفقراء والمساكين من كافة فئات الشعب بغض النظر عن الانتماء أو النوع أو الجنس أو المنطقة، وأن ما حدد استحقاق المستفيد للوجبة الرمضانية هو حالته؛ فقير أو مسكين. وأضاف أن الصرف يتم وفق قاعدة بيانات تم تثبيتها وغربلتها على مراحل تحر وتحقق من صحة بيانات المستفيدين فيما يخص الاستحقاق، لافتا إلى أنه تم تشكيل غرفة عمليات لاستقبال البلاغات بشكل يومي ومتابعتها والتحقق منها، بالإضافة إلى قسم المتابعة وتقييم الأداء لاستقبال التقارير اليومية والتأكد من سلامتها وخلوها من أي تلاعب أو إهمال أو تقصير بشكل يومي. وجبة كاملة من جهته أكد مدير إدارة منطقة صنعاء المهندس وائل مهدي الفار أن مشروع الوجبة الرمضانية مشروع موسمي ينفذ خلال شهر رمضان المبارك، ويوزع فيه قرابة 410 وجبات يوميا طوال شهر رمضان المبارك مكونة من (دجاجة كاملة وزبادي ونصف كيلو خبز) بما يقارب وجبة متكاملة تكفي لأسرة. وتطرق إلى أن المشروع يمر بعملية إعداد وتجهيز تبدأ على هيئة استنفار لدى المتطوعين، من قبل شهر رمضان بشهرين، مؤكدا أن العملية تتم بحرص ومتابعة فنية دقيقة من قبل مختصين في شؤون التغذية وبيطريين في فحص الدجاج التي يتم توزيعها للتأكد من خلوها من أي أمراض قد تؤثر على صحة الإنسان، وأيضا يتم التأكد من سلامة عملية الذبح والسلخ والتعبئة، كما يتم التأكد كذلك من سلامة الزبادي والخبز من أي شوائب قد تضر بالمستفيدين من الوجبة، وتتم عملية التعبئة بعناية صحية راقية وملتزمة بالمواصفات السليمة لحفظ ونقل الأغذية. عناية طبية مسؤول برنامج الثروة الحيوانية د. أيمن الغباري بدوره أكد من جهته أنه يتم اختيار المزارع النموذجية للدجاج حيث يتم التأكد من أن التربية للدجاج تتم بجودة عالية، حيث تحظى بعناية صحية سليمة أثناء فترة التربية، كما يتم متابعة الدجاج خلال مراحل النقل من المزارع إلى المسالخ والإشراف على عملية الذبح السليمة تكون بالطريقة الإسلامية وبعيدا عن الصعق بالتيار الكهربائي. أما ضابط الجودة لمشروع الوجبة خالد الشاحذي فيوضح من جهته أن الزبادي الذي يعطى ضمن الوجبة الرمضانية هو من مشتقات الحليب الطبيعي؛ أي: منتج محلي 100 %، حيث تم التعاقد مع معمل خيرات للأسر المنتجة التي تقوم بجلب الحليب من مزارع الأبقار المحلية، وتقوم بتكريره واستخراج الزبادي منه وتعبئته في علب صحية تخضع لرقابة صحية دقيقة، مؤكدا أن المنتج يشهد له الكثيرون بجودته الصحية الممتازة. منسق برنامج إطعام سيف الحريري بدوره يقول إنه تم تزويد مشروع «إطعام» بمجموعة أفران آلية بما يضمن وصول الخبز إلى المستفيدين بجودة صحية ذات مواصفات عالية. وأكد أن المشروع يعمل فيه أكثر من ألف متطوع يتوزعون على أكثر من 151، وأنه تم توزيع النقاط على أساس كثافة المستفيدين ومراعاة بعد مواقعها عن مناطق الازدحام كالأسواق أو الشوارع كثيرة الحركة، وبحيث تكون قريبة منهم فلا تحدث عليهم مشقة أو تكاليف، وبحيث يتم التوزيع بطريقة تمنع الخدش لكرامة وعزة المستفيدين أو تشكيل أي نوع من الطوابير أو الازدحام أمام النقاط، حتى أنه تم توزيع أوقات التوزيع بين المستفيدين أنفسهم، بحيث يحضرون إلى النقاط على هيئة لا يشعر بها أحد حتى من المارة، كما يتم مراعاة أن هناك أناساً متعففون أو نساء لا يمكنهن الخروج إلى مسافات بعيدة عن منازلهن أو كبار في السن لا يستطيعون الحركة أو أسرة ليس لديها سوى أطفال صغار لا يمكن السماح لهم بالخروج إلى النقاط، حيث يبادر مجاميع من الشباب والشابات المتطوعين إلى إيصال هذه الوجبات إلى البيوت. مشيرا إلى أن هناك حوالي 200 عامل في النقاط ال 151 يعملون فيها بشكل طوعي بلا أجر طوال العام، بالإضافة إلى 800 متطوع نقاط فرعية يعملون على إيصال الوجبات والمساعدات العينية الأخرى إلى المستفيدين في منازلهم. دين الرحمة الثقافي (محمد النشي) بدوره أكد أن الإسلام دين رحمة وإحسان، لذلك لم يُترك الفقير والمسكين فريسة الجوع في أوساط المجتمع المسلم، وإنما أوجب على المجتمع تفعيل مبدأ التكافل من أجل إطعام الفقراء والمساكين وسد رمقهم، حين استوجب على كل مسلم أن يعمل على سد جوع من يقرب له نسباً أو مكاناً بقوله صلى الله عليه وآله وسلم : «والذي نفس محمّد بيده لا يؤمن بي عبد يبيت شبعان وأخوه أو قال: جاره المسلم جائع».. وبما أن الإسلام في مفهوم المنهج إيمان وعمل، فقد صار التكافل ضمن دائرة الإيمان العملي، وبدون ذلك لا يمكن إطلاق صفة الإيمان الكامل على من لا يمارس التكافل. وللإطعام في الإسلام غاية سامية هي سد حاجة الفقراء والمساكين من الطعام والملبس والدواء، وإبعاد شبح المجاعة والمرض عنهم، وليس الغاية منه التفاخر.. كما أن من أدب الإسلام في الإطعام أن يبلغ الغاية في إشباع الجائع، ويصيب الهدف المراد به إسعاف المحتاج إلى الطعام بما يُلبي حاجته الفعلية منه، فمن وصايا أمير المؤمنين (عليه السلام) القيّمة: «إذا أطعمت فأشبع»، والإطعام المؤدي إلى الكفاية يستوجب الثواب.