صرف المرتبات لكافة الموظفين والقوى العاملة العسكرية والمدنية ورفع الحصار الكلي عن ميناء الحديدة ومطار صنعاء هو الأساس لأي هدنة وإذا لم يقبل تحالف العدوان بذلك فهذا يدل ان مخططاته ذاهبة في اتجاهات لا علاقة ولا ارتباط باي حل سياسي او سلام وكما هو حاله منذ بداية العدوان فلعبته المفضلة الخداع والكذب والتضليل وإذا لم تكون قيادتنا السياسية مدركة لمراميه فأنها والله الكارثة. احداث ومتغيرات تنبئ بتحولات كبرى دولية وإقليمية ووطنية ولولا ذلك لما كان هذا السعي الغير مسبوق للهدنة التي فهم أهدافها لا تحتاج لذكاء او عقل خارق .. انه النفط والغاز وامن كيان العدو الصهيوني وحفظ ما وجه الامريكان والبريطانيين وادواتهما الأكثر سواءً واجراماً واستكباراً وتخلفاً . فلا ينبغي ان نعطيهم مرادهم بالاستمرار والقبول بما يرومونه من هذه الهدن وللتوضيح اكثر كسب الوقت وانتظار انجلاء الأمور والى اين ستمضي أي تضييع الوقت واضعاف الجبهة الداخلية وكما خططوا فانهم بعد اتضاح الصورة سيكونون جاهزين بكل السيناريوهات التي تصب في صالح اهداف عدوانهم المستمر والمتواصل للعام الثامن على التوالي . ومن هنا نجد التحركات المحمومة للأمريكان والبريطانيين والأمم المتحدة تعكس هوساً بالهدنة وتمديدها وفي المرة الثالثة لمدة أطول والجولات المكوكية التي يقوم بها المبعوث الأمريكي ليندر كينج والمبعوث الاممي هانس غروندبرغ في دول التحالف الأساسية وعمان وعمّان ولقاءات لا تنتهي لفرض الهدنة على القوى اليمنية الوطنية الصابرة والصامدة والمنتصرة في مواجهة هذا العدوان. السؤال الذي يفرض نفسه على أي متابع .. لماذا كل هذا الإصرار على الهدنة وتمديدها لستة اشهر ؟! .. الواضح ان تحالف العدوان بعد ان فشلت كل مؤامراتهم ومخططاتهم الماكرة والخبيثة ينصب رهانه هذه المرة على الهدن وفقاً لمخطط اتضحت ملامحه منذ بداية الاشتغال على هذه الأفكار التي يعتقدون انها جديدة وانهم سينجحون فيما فشلوا به سابقاً على طاولة المشاورات وفي الجبهات الممتدة طوال سنوات العدوان. اليوم أصبح وبعد تجريب الهدنتين السابقتين والنتائج التي انتهت اليها تصب في محصلتها لصالح الاجندة الامريكية البريطانية الصهيونية السعودية الإماراتية .. وما داموا استخدموا الحصار والملف الاقتصادي كأقذر الوسائل لعدوانهم فقد حان الوقت لفرض المطالب المحقة للشعب اليمني والتي تبدأ من الفتح الكلي والشامل دون قيد او شرط لمطار صنعاء وميناء الحديدة وصرف المرتبات السابقة واللاحقة وفقاً لضمانات اكيدة ان هذه المطالب ستنفذ اما الوعود والاشتراطات المدفوعة بالعقلية الاستعمارية البريطانية والأمريكية والحقد السعودي واوهام أطماع مشيخية أبو ظبي فان الهدنة ليست الا استمرار للحرب باستخدام الأساليب والوسائل الأكثر قذارة. السلام له طريق واحد وتجزئة الملفات لا تحمل الا عدم الرغبة في انهاء هذا العدوان ورفع الحصار والذهاب الى سلام عادل وشامل ومشرف وتبقى المرتبات اولاً هي القضية الرئيسية لأي تمديد.