قال المحلل السياسي والخبير الاقتصادي البروفيسور عبد العزيز الترب ان الأيام المقبلة ربما تشهد انفراجة كبيرة في الجوانب الانسانية التي خلفها العدوان والحصار على اليمن للعام الثامن على التوالي انطلاقا من الحراك الدبلوماسي الذي شهدته الأيام الأخيرة بهدف تمديد الهدنة في اليمن التي قاربت على انتهاء فترتها الثانية. واضاف البروفيسور الترب ان القيادة في صنعاء تضع الجوانب الانسانية اساس في أي تفاهمات أو حوار للتمديد للهدنة ولن يتم بحسب اعتقادي القبول بأي هدنة في شكاها الحالي كونها لم تحقق شي ولا تصب في صالح اليمنيين، ولا ترضيهم ومنها رفع الحصار الكلي عن مطار صنعاء وميناء الحديدة وقضية صرف المرتبات والافراج عن الأسرى وفتح الطرقات كشرط أساسي لأي تمديد، باعتبار أن استمرار تمديد الهدنة دون أي تطور في الجانب الاقتصادي او مسار الحل السياسي الشامل، لا يمثل أي فائدة حقيقية لليمنيين بل يجعل من الهدنة غاية بدلا عن كونها وسيلة لإنهاء الحرب وقد ابلغت القيادة في صنعاء المجتمع الدولي أنه لا تمديد ولا النظر في الهدنة اذا لا يلمس المواطن جوانبها الانسانية المتمثلة في فتح المطار وتسير السفن واستلام الموظف رواتبه التي انقطعت منذ نقل البنك المركزي الى عدن . وقال البروفيسور الترب ان القيادة في صنعاء حريصة على السلام واعلنت هذا الموقف منذ بداية العدوان وعلى استعداد للسلام وتمديد للهدنة اذا التزم تحالف العدوان بتنفيذ لما لم ينفذ من بنود الهدنة السابقة. واشار البروفيسور الترب ان المتغيرات الدولية الحالية تفرض على دول العدوان الانصياع للسلام لتجنيب منشآتها النفطية والحيوية الدمار كون أمريكا شاخت وغير قادة على حمايتهم وستكون الجولة المقبلة اشدا ايلاما لكل المواقع الاستراتيجية في السعودية والامارات. ونوه البروفيسور الترب الى ان الجيش اليمني عمل على فرض معادلة جديدة ضد العدوان السعودي والإماراتي وكبد عدوان التحالف خسائر في الأروح والعتاد العسكري إضافة إلى ضرب القواعد العسكرية والمواقع الحيوية في العمقين السعودي والإماراتي خلال الفترة الماضية واذا استمرار تحالف العدوان في الحرب والحصار على اليمن سيقابله ضربات موجعة على مواقع التحالف في العمقين الإماراتي والسعودي . مضيفا بأن تحالف العدوان يدرك تماما تزايد قدرات الجيش اليمني في الدفاع عن اليمن وبالمقابل تفاقمت المشاكل الداخلية في السعودية حيث أن المملكة تعاني انكماش اقتصادي وارتفاع معدلات البطالة والفقر، فالسعودية اضافة إلى الخيبات والهزائم التي تلقتها باتت اليوم تعاني من مشاكل داخلية كبيرة ظهرت على السطح في السنوات الاخيرة، فهناك تذمر شديد بين أوساط الشعب السعودي بسبب استمرار الحرب على اليمن ، حيث إن مغامرات الامير الطائش محمد بن سلمان في حربه على اليمن جعل المملكة تتعرض لوضع صعب جداً ،و يشير خبراء في مجال الطاقة العالمي إلى أن السعودية تخسر كثيرا في كل ضربة يوجهها الجيش اليمني لمنشأتها النفطية. وقال البروفيسور الترب نحن على ثقة تامة ان استمرار الحصار لن يمر من دون رد مزلزل كما عوّدتنا القوات المسلحة اليمنية التي لا تزال تحتفظ بكامل قوتها، وتحتفظ بمعادلة التصعيد بالتصعيد، فكلما زادت جرائم التحالف بحق أبناء الشعب اليمني عليه أن يدرك أن الرد اليمني سيكون أكثر قسوةً وأكثر إيلاماً.