قال المحلل السياسي والخبير الاقتصادي ان كل المؤشرات تؤكد ان دول العدوان غير جادة في السلام وانهاء العدوان وترك الشعب اليمني يقرر مصيره بعد 8 سنوات من الدمار وتمزيق النسيج الاجتماعي ,لكن الارادة اليمنية القوية ستتحقق اذا توقف العدوان وسيتم الجلوس على طاولة الحوار لاعادة ترتيب البيت اليمني بعيدا عن التدخلات الخارجية. واضاف البروفيسور الترب ان الهدنة وخلال 80 يوما منذ اعلانها لم تحقق شي للمواطن اليمني سواء الشي اليسير من الرحلات ودخول السفن وهذا بحد ذاته حق من حقوق الشعب اليمني فالهدنة تفتقر الإلزامية والضمانة فهي توافقات مبدئية لا اتفاقيات ثنائية، وبهذه الطريقة تتعامل السعودية مع الهدنة وتبرر خروقاتها، إذ لا تريد أن توقع اتفاق هدنة ملزم بدون ضمان استمرار مشاريعها وضمان ما تعتقد أنه مصالحها، فالسعودية تؤجل الحديث عن القضايا الجادة التي تهمها إلى وقت لاحق وكل خطوة ستقدم عليها تجاه السلام تريد مقابلها وخاصة من قبل صنعاء، فموافقتها على الهدنة لا يعني وصولها لقناعة أن السلام يجب أن يحل في اليمن فبقدر ما شعرت بضرورة الهدنة لتجنب العمليات الرادعة فهي تريد توحيد مرتزقتها وكسب مزيد من الوقت للتفاوض مستقبلاً حول القضايا الخاصة. واكد البروفيسور الترب انه إذا لم تتحقق اتفاقات صادقة وواسعة وموثوقة وملموسة الأثر تشمل كل الجوانب الانسانية والاقتصادية بما في ذلك الإيرادات النفطية والغازية والمرتبات فلن يكون هناك مجال لأي تمديدات زائفة وسيكون الجميع مع الجيش واللجان لاستئناف معارك التحرير والتحرر . واضاف البروفيسور الترب منذ الأسبوع الأول للهدنة وامتناع العدوان عن تسيير رحلات جوية من مطار صنعاء واستمراره في احتجاز السفن، وفي الخروقات والزحف والقصف والغارات والتحليق، كانت النتيجة المتوقعة للهدنة هو الانهيار، لولا أن القيادة اليمنية في صنعاء حافظت على مستوى عالٍ من الهدوء وضبط النفس، وهو الأمر الذي أشار إليه الرئيس المشاط في كلمته بمناسبة عيد الوحدة الثاني والثلاثين، حين قال: "يعود صمود الهدنة إلى القدر العالي من ضبط النفس الَّذي مارسته صنعاء..ويبدو أن من سابع المستحيلات تمديد الهدنة بشكلها ونسختها القائمة، من دون استدراك تنفيذ ما استحق في ما مضى من زمن الهدنة، ومن دون تحقيق المزيد من المزايا الاقتصادية والمعيشية للشعب اليمني، ومنها مضاعفة الرحلات الجوية ورفع اليد والقرصنة على سفن الوقود والتوقف عن حجزها ووضع آلية تضمن صرف المرتبات والتوافق على عمل البنك المركزي، بما يعيد دوره المحوري في العملية الاقتصادية، وهذا كله سيعبّد الطريق إلى مفاوضات عملية تحقّق الحلّ السياسي والسّلام المنشود. واشار البروفيسور الترب ان على دول العدوان التفكير الجدّي في وقف الحرب وإنهاء الحصار ومن دون تردد، إذ لا يعد الرهان على كسب شيء من وراء الاستمرار في الحرب والحصار إلّا ضرباً من الأوهام ومخاطرة لن تكون نتيجتها لمصلحتها حتماً، وستكون آثارها كبيرة فاليوم نمتلك أسلحة نوعية ومدمرة يمكنا من القتال لسنوات وستكون دول العدوان هي الخاسرة حتما.