قال المحلل السياسي والخبير الاقتصادي البروفيسور عبد العزيز الترب ان اللحظات الأخيرة من انتهاء فترة الهدنة الأممية الثالثة تشهد تحركا غير عاديا على المستوى الأقليمي ولن يكون له أي جدوى ما لم تتحق المطالب الانسانية الواردة فيها والتي تصر عليها القيادة في صنعاء كأستحقاقات غير قابلة للتأجيل أو التسويف. واضاف البروفيسور الترب ان تعنت ومماطلة دول العدوان في تنفيذ تلك المطالب التي اعلنتها القيادة في صنعاء وكررها رئيس الوفد الوطني قبل يومين وهي صرف المرتبات ورفع الحصار الجوي والبحري وتقديم التعويضات وانهاء الاحتلال مضيعة للوقت ويدفع مسار التهدئة الى الفشل الوشيك الذي سيترتب عليه تداعيات غير مسبوقة. واشار البروفيسور الترب الى ان شعبنا اصبح يعي الاعيب ومخططات دول العدوان التي هي بأمس الحاجة اليوم للهدنة لتأمين منشآتها النفطية حيث اكد قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، على أن استمرار العدوان والحصار يمثل "أكبر تهديد إقليمي ودولي" ثم أعلن رئيس المجلس السياسي مهدي المشاط، في خطابه الأخير بمناسبة ذكرى ثورة 26 سبتمبر أن "التصعيد محتمل جداً في حال أصر الطرف الآخر على تجاهل مطالب شعبنا" وأن "دول العدوان تتحمل مسؤولية ما قد يترتب على ذلك من أضرارٍ محلية أو إقليمية أو دولية". ونوه البروفيسور الترب أن تحذيرات القيادة تحمل الكثير من مدلولات الحرص على تجنب التصعيد كونها جاءت قبل نهاية الهدنة لمنح العدو فرصة لتدارك موقفه والالتزام بالمسار الصحيح للتهدئة والسلام، وهو ما بات يعرف بأسلوب "إقامة الحجة" الذي تلتزم به القيادة الثورية دائماً، والذي يخطئ العدو دائماً تفسيره، ليتكبد في الأخير خسائر لم يكن يتوقعها. واكد البروفيسور الترب ان كلمة الفصل في التمديد ستكون من صنعاء كونها الأقرب والأقوى اليوم على الساحة وهي من تتحكم بمسار الأحداث بعد أن اعدت العدة الكافية لتأمين وسائل الردع الكافية لتلقين الاعداء الدروس القاسية في قادم الأيام ان لم تستجيب للمطالب وفكرت بالعمل العسكري. واضاف البروفيسور الترب هذا النوع من الإنذارات لم يكن مألوفاً بشكلٍ كبير من قبل، وقد حرصت القيادة الوطنية على أن يأتي ذلك متوازياً مع سلسلة العروض العسكرية الضخمة وغير المسبوقة التي كشفت عن تطور لم يكن متوقعاً في القدرات الحربية اليمنية براً وبحراً وجواً، الأمر الذي يعني أن تحالف العدوان يقف على حافة مرحلة ردع جديدة أوسع وأقسى من سابقاتها بدرجة ربما تؤدي إلى تغييرات جذرية جديدة في موازين القوى على مستوى المنطقة.