قال المحلل السياسي والخبير الاقتصادي واحد رموز ثورة 14 أكتوبر البروفيسور عبد العزيز الترب ان يوم الاستقلال المجيد 30 نوفمبر 1967 الذي نعيش ذكراه ال55 يمثل محطة انتصار جديدة لليمن على طريق تحرير قراره الوطني، كما كانت محطة لنيل الاستقلال الوطني ومغادرة آخر جندي بريطاني محتل، في عام 1967، مدينة عدن والأرض اليمنية برمّتها. وأضاف البروفيسور الترب الثلاثين من نوفمبر 1967 يوما مجيدا من أيام هذا الشعب وسيضل كذلك عبر التاريخ فهو انتصار حققه الشعب اليمني كله ولولا وحدة الشعب ووحدة نضاله لما تحقق هذا الانتصار الذي توج الثورة اليمنية 26 سبتمبر 1962 و14 أكتوبر 1967 والشيء المؤكد اليوم أن لأدوات بريطانيا الاستعمارية ومنها السعودية أطماع تاريخية في اليمن ظلت ترحلّها من عام إلى آخر، تحكمها في ذلك نزعة توسعية، فمن الناحية الجغرافية يتمتع اليمن بموقع فريد ويتسم بالأهمية الجيوسياسية، ما يجعله عرضة لأطماع العديد من الدول، بالإضافة إلى ما تختزنه أراضيه من ثروات نفطية وغازية، وإشرافه على الممر المائي المهم "مضيق باب المندب"، الذي يضبط حركة الملاحة البحرية الداخلة والخارجة إلى البحر الأحمر، الأمر الذي يجعل اليمن شريكاً رئيسياً في أمن الطاقة والملاحة الدولية. واكد البروفيسور الترب ان النهج الثوري التحرري للشعب اليمني، الذي واجه بالماضي البعيد والقريب المحتلين والغزاة والطامعين، سيواجه اليوم المعتدين الجدد المنضويين ضمن المشروع الصهيوني – الأمريكي- الانجلوسكسوني، الذي مارس قبل مائة عام تقسيم الوطن العربي وتجزئة الأمة، ويسعى اليوم عبر عملائه ومرتزقته لتجزئة المجزأ، وتفتيت الأمة، وإشاعة الفوضى في أوساطها، وبثّ سموم الفتنة والفرقة والتناحر بين أبنائها. وأشار البروفيسور الترب ان الاستعمار اليوم يعود بأشكال ووسائل وأساليب وواجهات جديدة لكن الأهداف القديمة له متجددة وبأدوات محلية وواجهات إقليمية لم تعد خافية في غايتها على شعبنا خاصةً في المحافظاتالمحتلة التي آن الأوان لتخوض معركةً تحررية جديدة مع كافة الشعب اليمني لطرد الغزاة والمحتلين والانتصار لوحدة اليمن واستقلاله والتي ينبغي أن تكون القضية التي لا تعلوا عليها أية قضية، بعد أن تكشفت كل المؤامرات والمخططات أمام أعين كافة أبناء هذا الشعب الحضاري العريق والعظيم. وقال البروفيسور الترب اليوم وبعد ثمان سنوات من حرب عدوانية همجية تكشفت فيها كافة الحقائق واتضحت المشاريع فينبغي على من تورط بالوقوف مع العدوان من أبناء اليمن أن يعود إلى جادة الصواب ويدركوا أن كل الطموحات غير المشروعة الشخصية والحزبية والفئوية زائلة وأن الباقي هو الوطن والشعب وأن تجارب 129 عام في ظل الاستعمار البريطاني لم تنتج إلا تشتتاً وتمزقاً واحتلالاً وتناحراً ونهباً للثروات والسيطرة على موقع اليمن الاستراتيجي وأن الغزاة الجدد لم يحتاجون لكل هذه الفترة ليضعون أمام هذه الصورة فكانت الثمان سنوات كافية ليعود يوم الثلاثين من نوفمبر 1967 هو النبراس ويعود يوم الثاني والعشرين من مايو هو المنار الذي يرشدنا إلى يمن موحد وحر ومستقل مستوعباً دروس أخطاء الماضي ليبني مجداً جديداً لكل أبنائه بعيداً عن الغزو والاحتلال والوصاية والتبعية للقوى الخارجية التي لم تكن إلا مصدر شر لهذا الشعب العظيم الذي انتصر بالماضي وينتصر اليوم وسينتصر على كل غازي ومحتل ومنهم خارج هذا المسار سيجدون أنفسهم في مزبلة التاريخ تطاردهم اللعنات. واختتم البروفيسور الترب تصريحه بالقول لولا ثورة 26 سبتمبر 1962وانتصارها لما فجرنا ثورة 14 أكتوبر وبكفاح مسلح دام اربع سنوات طرد المستعمر في 30 نوفمبر 1967 ونؤكد ان 30 نوفمبر انتصار للوحدة والاستقلال وبداية ثورية لليمن الواحد وان استمرار العدوان يؤكد النهج الصائب الذي تبنته ثورة 21 سبتمبر في تصحيح مسار اهداف ثورتي سبتمبر/ أكتوبر للسيادة الوطنية والاستقلال والابتعاد عن التدخل الخارجي وهيمنته فالشعب اليمن اقوى من كل المؤامرات واستقلال ثاني قريب لكنس الاستعمار الجديد ورموزه وما علينا إلا السير في مراجعة التجاوزات ودراسة كل المخططات والمؤامرات والاختيار الأمثل لقيادات المرحلة القادمة.