اتفق الفلسطينيون على وقف إطلاق النار وإعلان تهدئة مع إسرائيل تلتزم كافة الفصائل الفلسطينية بموجبها بوقف إطلاق الصواريخ المحلية باتجاه المدن والبلدات الإسرائيلية. وتوج هذا الاتفاق في أعقاب اجتماع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء اسماعيل هنية مع كافة الفصائل الفلسطينية والأجنحة العسكرية. ودخل الاتفاق حيز التنفيذ في الساعة السادسة من صباح الأحد. وأعلنت إسرائيل قبولها لهذه التهدئة واعتبرت أن الأيام القادمة هي اختبار حقيقي. وقال نبيل أبو ردينة الناطق الرسمي باسم الرئاسة إن اتصالا هاتفيا جرى بين الرئيس عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي وأبلغه على استعداد الجانب الفلسطيني الالتزام بالتهدئة اعتباراً من صباح اليوم، ولقد وافق أولمرت على وقف العمليات العسكرية وبدء الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة في نفس الوقت.وأضاف، لقد وافقت جميع الفصائل وكافة الأجنحة المسلحة على الالتزام بهذا الاتفاق مقابل وقف كافة العمليات العسكرية الاسرائيلية بما في ذلك الانسحاب من غزة وانهاء الوضع القائم.وقال أبو ردينة: ان الرئيس عباس طلب من اولمرت وقف العمليات العسكرية في الضفة الغربية للحفاظ على مناخ التهدئة المتزامنة والمتبادلة التي تم الاجماع عليها. وأصدر الرئيس محمود عباس، اليوم، تعليماته لقادة الأجهزة الأمنية من أجل تنفيذ الاتفاق، الذي تم التوصل إليه بإجماع كافة الفصائل الفلسطينية لوقف إطلاق الصواريخ.وأمر الرئيس عباس الأجهزة الأمنية بالسهر على ضمان الالتزام باتفاق التهدئة الذي تم التوصل إليه بين الفصائل الفلسطينية الليلة الماضية ". وكان الرئيس عباس وإسماعيل هنية اتفقا الليلة الماضية، مع كافة الفصائل الفلسطينية والأجنحة المقاومة على التهدئة في قطاع غزة، بما في ذلك وقف إطلاق الصورايخ، اعتباراً من الساعة السادسة من صباح اليوم الأحد ". وقالت مصادر أمنية فلسطينية أن حوالي ثلاثة عشر ألف رجل أمن فلسطيني سينتشرون برفقة كافة الأجهزة الأمنية على الشريط الحدودي لقطاع غزة بدءا من منطقة "كيرم شالوم"جنوب القطاع وحتى منطقة السودانية شمال قطاع غزة". وقالت المصادر أن قوات الأمن ستنتشر في تمام الساعة الواحدة والنصف من ظهر اليوم على الجهة الأمامية للخط الأخضر وذلك تنفيذا للتعليمات التي أصدرها الرئيس محمود عباس بعد التوصل لاتفاق التهدئة مع الفصائل الفلسطينية الليلة الماضية". وأكدت المصادر أن القوات التي سيتم نشرها ستعمل على منع إطلاق الصواريخ بالقوة وسيتم اعتقال كل من يقوم بإطلاق الصواريخ أو النار أو التسلل للأراضي المحتلة داخل الخط الأخضر. ويعتبر كل من يخرق اتفاق التهدئة خارجاً عن الصف الوطني وسيتم منعه ولو باستخدام القوة. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت في تعقيبه على اتفاق وقف إطلاق النار أنه يأمل أن يدخل وقف إطلاق النار إلى حيز التنفيذ أيضا في الضفة الغربية الذي لم لم يبدأ بعد هناك. وأضاف: " المسؤولية والإرادة السليمة يمكنها أن تؤدي إلى بدء مفاوضات جدية وحقيقية وصادقة ومباشرة بيننا وبين السلطة الفلسطينية".وأضاف "في الأسابيع الأخيرة أدار مكتب رئيس السلطة الفلسطينية ورئاسة الحكومة الإسرائيلية اتصالات دائمة وهناك تفاهمات. وكل ذلك يجب أن يمهد للمفاوضات، وآمل أن يحدث ذلك قريبا "وأوضح أولمرت كيف تم التوصل إلى الاتفاق لوقف إطلاق النار قائلا: " ليلة أمس هاتفني رئيس السلطة الفلسطينية، كي يخبرني عن القرار الذي اتخذته كافة الفصائل الفلسطينية بوقف إطلاق النار، ووقف كافة أعمال العنف، وبضمن ذلك وقف التهريب عبر الأنفاق، وإرسال انتحاريين، وإطلاق الصواريخ. ففرحت وأثنيت على رئيس السلطة واتفقنا أن يبذل الطرفان كافة الجهود من أجل أن يخرج وقف إطلاق النار إلى حيز التنفيذ".وقال أولمرت أنه أخذ بعين الاعتبار أن وقف إطلاق النار لا ينفذ بشكل فوري وتام. وأضاف: "وجهت تعليمات لكل قوات الجيش بالانسحاب من قطاع غزة". وأردف: " صحيح أنه ما زال هناك خروقات من قبل الطرف الآخر ولكن تعليماتي كانت أنه يجب ضبط النفس وإعطاء وقف إطلاق النار فرصة عملية كي يدخل إلى حيز التنفيذ، كما تعهد أبو مازن لنا. وسنبدي ضبط النفس ومسؤولية في الأيام القريبة".وتطرق أولمرت إلى قضية الجندي الأسير" وقف إطلاق النار لا يعطي حلولا لكافة القضايا ونتوقع إطلاق سراح فوري لغلعاد شاليت، أعتقد أن التفاهم لوقف إطلاق النار سيؤدي إلى الإفراج عنه". وبرأيه " نأمل أن يدخل وقف إطلاق النار إلى حيز التنفيذ أيضا في الضفة الغربية، إذ حاليا لا يطبق هناك، وإذا أبدوا مسؤولية وإرادة صادقة(الفلسطينيون)، يمكن لذلك أن يؤدي إلى بدء مفاوضات جدية وحقيقية وصادقة ومباشرة بيننا وبين السلطة الفلسطينية. وقال شمعون بيرس، النائب الأول لرئيس الحكومة الذي رافق أولمرت في زيارته إلى مدينة راهط: " المشكلة ليست في وقف إطلاق النار بل في النهج. لا يوجد بديل لوقف إطلاق النار، ولا يوجد صعوبة بالعودة إلى الحرب ولكن ليس هذا ما نريد. يوجد لأبو مازن دور كبير في التوصل إلى وقف إطلاق النار، أتوقع صعوبات ولا أعتقد أن ذلك بسيطا، فهناك خمس أو ست تنظيمات ومن الصعب لجمها جميعا. ولكن حماس فهمت أنه لا أمل لها في إدارة شؤونها بطريق النار وتجنب السلام". وقال أنه يأمل أن يؤدي وقف إطلاق النار إلى عملية تسمح بالإفراج عن الجندي الاسير، غلعاد شاليت وقال أن "أبو مازن يعتقد أيضا أنه يجب الإفراج عنه".