قال المحلل السياسي والخبير الاقتصادي ان تسع سنوات من العدوان كانت كافية لفضح مخططات تحالف العدوان في اليمن الذي كان بيئة خصبة لتنفيذ مؤامراته نتيجة للبناء المؤسسي الهش الذي لم يحقق ادنى مستوى معيشي للمواطن رغم الثروات الكبيرة التي يتمتع بها فكان دائما في صراع سياسي وعسكري تغذيه اطراف خارجية ليبقى اليمن ضعيفا يسهل السيطرة عليه . وأضاف البروفيسور الترب ان القوى السياسية اليمنية اليوم معنية بتجاوز هذا الوضع السيئ المتوارث من خمسة عقود تقريبا والاتجاه لبناء اليمن أرضا و انسانا وذلك من خلال الإعلان عن مؤتمر وطني جامع تشارك فيه كل القوى الوطنية المخلصة فالوطن يتسع للجميع ولن يبنى الا بتعاون الجميع ولابد ان يكون هناك رؤية وطنية ثاقبة لتفويت الفرصة على أعداء اليمن والحفاظ على ما تبقى ونتنازل ونتصالح ونتسامح في مؤتمر وطني شامل نحدد ما نريد بعيدا عن العنتريات وتصفية الحسابات لخدمة دول العدوان . وأشار البروفيسور الترب الى ان القيادة الثورية والسياسية والعسكرية قدمت رؤى واضحة للسلام تتمثل في وقف العدوان ورفع الحصار وترك اليمن تقرر مصيرها مع القبول بدفع فاتورة إعادة الإعمار والتنمية أن أرادوا سلام واستقرار في المنطقة . واكد البروفيسور الترب ان الدول الاستعمارية تسعى للاستغلال الاقتصادي والاستحواذ على الموارد الطبيعية في البلدان التي احتلوها ومنها اليمن، فإن الدول الاستعمارية كانت تهتم بموقعه الاستراتيجية وثرواته الطبيعية فمن الأسباب التي تدفع دول العدوان لمواصلة عدوانها على اليمن الموقع الاستراتيجي لليمن الواقع على البحر الأحمر ومضيق باب المندب، وهو طريق ملاحي حيوي يربط بين قارتي أفريقيا وآسيا هذا الموقع جعل اليمن مكانًا مهمًا للتجارة البحرية والنقل البحري، وبالتالي تصبح جذابة للدول الاستعمارية التي تسعى للسيطرة على هذه الطرق التجارية الحيوي فالجميع يعرف ان مضيق باب المندب هو الممر المائي الوحيد الذي يربط بين البحر الأحمر والمحيط الهندي، ويُعد هذا المضيق خط الملاحة الرئيسي للشحن البحري ونقل النفط من منطقة الشرق الأوسط إلى أوروبا وأمريكا الشمالية لذلك، فإن الدول التي تسيطر على المضيق تتمتع بقوة استراتيجية كبيرة وقدرة على التأثير في حركة التجارة العالمية وأسعار النفط. ونوه البروفيسور الترب ان اليمن اليوم يجب ان يتخلص من ارث الماضي ويستعيد سيادته واستقلاله بشتى الوسائل الممكنة ولن يتحقق ذلك الا بالقوة ونحن نمتلك من القوى ما يكفي لتحقيق ذلك فدول العدوان وخاصة السعودية والامارات لن تخضع وتنسحب من اليمن الا بتدمير ما تمتلكه من مقومات اقتصادية ولن نخسر شي ومن المفيد التعجيل بذلك كون دول العدوان تراهن على زعزعة الأوضاع الداخلية وسياسة التجويع والحصار فهم يصرُّون على استخدام ملف مطار صنعاء كورقة مساومة وابتزاز للحصول على مكاسب سياسية وعسكرية وهو ما تشجعه الأممالمتحدة بوضوح من خلال التعاطي مع موضوع الرحلات الجوية كموضوع سياسي لا إنساني.