قال المحلل السياسي والخبير الاقتصادي البروفيسورعبد العزيز الترب ان أبناء الجنوب اليوم امام مفترق طريق بعد ان تكشفت كل أوراق دول العدوان في السيطرة على ثروات المحافظات الواقعة تحت الاحتلال عن طريق حفنة من المرتزقة الذين لا يهمهم سوى الارتزاق. وأضاف البروفيسور الترب ان ما شهدته عدن من عقد اجتماعات مشبوهة لم يهدف إلى وقف العدوان ورفع الحصار وإخراج المحتلين من اليمن وبناء دولة حديثة قائمة على العدل والمساواة وخارجة عن الوصاية الأجنبية بل تنفيذ اجندة مناطقية ذات نزعة انفصالية تخدم المحتل فقط . وأوضح البروفيسور الترب أن كل التجارب الماضية وتعدد اللقاءات التشاورية للأحزاب والمكونات الأخرى على مختلف مسمياتها والتي أدت إلى الفرقة والشتات وهيمنة قوى معينة على مخرجاتها، لم تكن في الغالب لصالح أبناء الوطن وإنما لصالح أعدائه وهو ما تم التحذير منه منذ وقت مبكر كون ذلك يكرس التبعية للمحتل ويعزز من الانقسام الداخلي وتفتيت النسيج الاجتماعي لأبناء اليمن. ودعاء البروفيسور الترب كل الأحرار من ابناء المحافظات الجنوبية المحتلة بعدم القبول بالمسرحيات الهزلية التي يفرضها عليها العدوان والعمل على إخراج المحتل من أراضهم وتحقيق الاستقلال، وبناء اليمن الموحد على أسس وطنية صحيحة دون أي إملاءات من الخارج وعدم الانجرار وراء الدعوات المشبوهة التي تجير لصالح العدوان أو لصالح مناطق معينة أو أطراف دون أخرى. وأشار البروفيسور الترب ان للسعودية أطماع قديمة في اليمن وكان من أهم أسباب الحرب السعودية الأخيرة على اليمن هو وجود احتياطات نفطية ضخمة في هذا البلد، في الوقت الذي ينفد فيه احتياط السعودية النفطي. وترغب السعودية في إنشاء خط أنابيب نفطي من حضرموت، تملكه وتشغّله وتحميه، على أن يمتد من حضرموت إلى مرفأ في خليج عدن. وأضاف البروفيسور الترب انه وبحسب الوقائع التاريخية فأن الأطماع السعودية في الأراضي اليمنية ليست وليدة اللحظة فهي برزت مع توقيع اتفاقية الطائف عام 1934، وتطورت مع اتفاقية جدّة عام 2000، حيث بسطت السعودية سيطرتها على مناطق نجران وعسير وجازان. وظهرت هذه الأطماع مجدّداً خلال الحرب السعودية الحالية على اليمن، من خلال استغلال السعوديين الحرب للسيطرة على محافظة المهرة في الشرق على الحدود مع سلطنة عُمان لمد أنبوب نفط استراتيجي، وإنشاء ميناء نفطي، ما يكفل لهم الاستغناء عن مضيق هرمز الذي تسيطر عليه إيران وللإمارات، التي تشارك في العدوان أطماع أيضاً في اليمن فهي تسعى إلى السيطرة على الخليج، والمحيط الهندي. كما تسعى إلى السيطرة على الموانئ اليمنية بما فيها باب المندب، وميناء عدن، وميناء المكلا، والجزر اليمنية الواقعة في مضيق باب المندب. واكد البروفيسور الترب ان السبيل الوحيد للحوار اليمني اليمني والمصالحة الوطني الشاملة هو خروج المحتل أولا ومن ثم الدعوة لحوار شامل يجمع كل الفصائل الوطنية تحت راية الجمهورية اليمنية والتفكير بالصيغة التوافقية التي تحترم سيادة واستقلال اليمن ووحدته ونظامه الجمهوري.