قال المحلل السياسي والخبير الاقتصادي وأحد رموز ثورة 14 اكتوبر البروفيسور عبد العزيز الترب ان اليمن أمام مرحلة هامة من تاريخها وتحتاج الى المصالحة و التسامح والتنازل لبعض البعض وذلك لما فيه مصلحة بناء اليمن الحديث الذي يتسع للجميع ونتعلم بقبول الآخر مهما تباينت الرؤى واختلفت المفاهيم. وأضاف البروفيسور الترب ان اليمن اليوم تعيش اصعب لحظاتها التاريخية نظرا للمؤامرات الكبيرة التي تحاك ضدها من قوى الاحتلال التي تسعة لتمزيق اليمن والتهيئة احتلالاً جديداً يسعى لامتصاص ثروات اليمنيين والتحكم بمصيرهم، وتدمير كُلّ مقدرات البلاد حيث تواصل دول العدوان إفراغ المجتمع الجنوبي من قوته البشرية واستنزاف أبنائه في جبهات حرب عبثية لخدمة الاحتلال من خلال تشكيل مليشيات عسكرية، واستهداف اللحمة الاجتماعية وإثارة العنصرية والمناطقية في أوساط المجتمع وتحويل عدنوالمحافظات الجنوبية المحتلّة إلى ساحةٍ للصراعات، يتمكّن من خلالها الاحتلال الجديد من تقاسم النفوذ فيها ونهب ثرواتها النفطية والغازية وتجريف الثروة السمكية من المياه الإقليمية اليمنية، والتحكم والسيطرة على الموانئ والمطارات، وتحويلها إلى قواعدَ عسكرية للقوات الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية. وأشار البروفيسور الترب الى ان الوطن اليمني اليوم بحاجة اكثر من أي وقت مضى لنبذ الفرقة لمواجه المستعمرين الجدد الذين عادوا في صورة تشكيلات وتسميات تعزز الانتماءات المناطقية والمشيخية، بعد أن انهت ثورة 14 أُكتوبر تراكمات 129عاماً من الطغيان والعبث الاستعماري البريطاني، وقدمت في سبيل ذلك عشرات الآلاف من الشهداء، وللأسف لم يتبقَّ من هذه الثورة سوى الاسم فقط، الصورة انقلبت رأساً على عقب، والمفاهيم تغيرت، والأدوار تبدلت، والمستعمر لم يعد مستعمراً بل محرّراً، ومقاومة المستعمرين لم تعد عملاً وطنياً بل عمالة وخيانة وإرهاباً، وبقي المشترك بعد 59 عاما المحافظات الجنوبية المحتلّة، بما تتوافر عليها من موقع استراتيجي وثروات، وأصبحت ساحة لعبث المحتلّين، ومسرحاً للأطماع ونهب المهيمنين، القدماء والجدد، ولهذا لا زالت ثورة 14 أُكتوبر تنبض بالحرية والاستقلال، من وسط العاصمة صنعاء حتى عدن، في ظل القيادة الثورية والسياسية والعسكرية. ووجه البروفيسور الترب الدعوة الى كل احرار اليمن في شماله وجنوبه الى إعادة الاعتبار لثورة 14 أكتوبر ورص الصفوف ونبذ الخلافات واحياء مفاهيم العمل الثوري لطرد الغزاة لكي ينعم أبناء اليمن بالأمن والاستقرار والقضاء على الفقر والبطالة المتزايدة كل يوم ولا يوجد خيار آخر غير الكفاح المسلح وطرد المحتلين ومرتزقتهم من اليمن.