صلاح السقلدي وزارة الإعلام في بعض الدول تم إلغاؤها وتعويمها في المجتمعات، وفي خضم وسائل ووسائط الإعلام الحديث الحر… فهذه الوزارات مع التطور التقني والتكنولوجي المتسارع في الفضاء الرقمي العابر للحدود والمحيطات أصبحت تضمحل وتتحول إلى أثر بعد عين، لتصير تحصيل حاصل وكمالة عدد في التشكيلات الحكومية، وبالذات حكومات الدول التي لا تزال تُدار بعقلية الإعلام الرسمي الموجَّه الرتيب. وحتى هذه الحكومات ووزارات إعلامها وإعلاميها لم تعد تقوى على حجب الخبر أو تزييف الحقائق، ولا تصمد أمام تيار الإعلام المتعدد والتأثير الطاغي لبرامج ومنصات وتطبيقات التواصل الاجتماعي "السوشيال ميديا"، أو ما يُسمى إعلام الشارع، بكل محاسنها ومساوئها، كصانعة للخبر وناقلة له، وصانعة الرأي العام وموجهته، بخيره وشره. في بلادنا، التي يستعر فيها الصراع على مناصب ومخصصات الوزارة، صارت حطامًا وأشلاءً متناثرة بالأصقاع اسمها وزارة الإعلام، ومعها وزارتي الثقافة والسياحة، اللتين يديرهما جميعًا، أو بالأصح ينهب مخصصاتهما "وزير تويتري". لم يبقَ ما يهمنا فيها هو أصول ومتلكات وأرشيف ووثائق هذه الوزارة — وهو، بالمناسبة، أرشيف وطن وتاريخ وثورة وموروث — والحفاظ عليها من السطو والبسط والضياع كما حدث لها بعد حرب 1994م، فضلاً عن حقوق موظفيها. مادون ذلك، فقد أحالوا كل شيء إلى خراب ونهب وتدمير، والإعلام إلى مقصلة الإعدام، ولم يبقَ لنا من طموح معه سوى الحفاظ على ما تبقى. من حائط الكاتب على الفيسبوك