أكدت تقارير لمواقع ابحاث عالمية ان عمليات تغيير المناهج في السعودية كانت بأوامر مباشرة من المؤسسات الأمريكية و"الإسرائيلية" والتي رافقتها عمليات رصد وتقييم مستمر. وان محمد بن سلمان يمثل أداة أمريكية و"إسرائيلية" لتغيير المناهج في السعودية التي تشهد تغييرات واسعة وجوهرية في مناهجها التعليمية خصوصًا ما يتعلّق بالمفاهيم الإسلامية والتاريخية. وكشف معهد مراقبة السلام والتسامح الثقافي عن إقدام السعودية على إزالة الإشارات المعادية لليهود من مناهجها الدراسية وأكد التقرير ان التعديلات شملت نحو 300 كتاب مدرسي سعودي كما حذفت المواد التي تتهم إسرائيل بإضرام النار في المسجد الأقصى عام 1969م. وفي هذا السياق، لفت التقرير إلى أنه "تمت إزالة الإشارات إلى اليهود على أنهم قرود وخنازير يعبدون الشيطان ووصفهم بأنهم خونة بطبيعتهم وأعداء لدودين للإسلام". وقال الموقع في تقريره إنه بينما أزيلت هذه المواد المعادية لإسرائيل، لا تزال مواد حول "استخدام الصهاينة للنساء والمخدرات ووسائل الإعلام من أجل تحقيق أهدافهم ومؤامراتهم التي تخطط إسرائيل بموجبها لتوسيع حدودها من نهر النيل في مصر الفرات في العراق". جاء هذا بحسب تحليل أجراه معهد البحوث والسياسات الدولي IMPACT-SE في لندن، المقرب من إسرائيل، والذي عرض التغييرات التي طرأت على نحو 300 كتاب مدرسي سعودي، تجاه إسرائيل، في السنوات الخمس الماضية. وأوضح المعهد أن السعودية حذفت من المنهاج قصيدة تعارض الاستيطان اليهودي في فلسطين، كما حذفت السلطات السعودية، وفق معهد البحوث والسياسات الدولي، "ما يتهم إسرائيل بإضرام النار في المسجد الأقصى عام 1969"، وما يشير إلى أن "أسباب بدء إسرائيل حرب الأيام الستة كانت رغبتها في السيطرة على الأماكن المقدسة للإسلام والمسيحية في القدس، وآبار النفط في شبه جزيرة سيناء". وسبق أن "اللجنة الأميركية للحريات الدينية الدولية" قامت بدراسة مجموعة منتقاة من الكتب المدرسية في السعودية لمنهج 2017-2018 وقارنتها مع نسخ من الفترة 2012-2014. وفي نهاية 2017 ناقش الكونغرس الأمريكي قانونًا يُلزم وزير الخارجية الأمريكي تقديم تقرير سنوي للجنتي الشؤون الخارجية في النواب والشيوخ عن جهود السعودية في تعديل مناهجها التعليمية وإزالة ما وُصف ب "الفقرات التحريضية التي تشجّع على العنف"، كما تمّ مناقشة الأمر مرة أخرى عام 2019. وكان اجتماع للجنة الشؤون الخارجية الأمريكية انعقد في مارس 2018 أجاب فيه وزير الخارجية الأمريكي الأسبق ريكس تيلرسون عن كيفية تنفيذ السعودية "الاتفاق" الذي تم بعد زيارة ترامب للرياض ولقاء بن سلمان، والمتعلّق بتغيير مناهج التعليم وتقديم "إسلام أكثر اعتدالًا" من المنظور الأمريكي. وهذا الاجتماع يؤكد تدخل واشنطن المباشر في تغيير مناهج التعليم وأن هناك "اتفاق" بخصوص ذلك تم بعد زيارة ترامب للمملكة وأن الهدف منه تقديم "إسلام" من المنظور الأمريكي. وحملات التغيير المكثّفة بدأت في مارس 2018 مع إعلان وزير التعليم أحمد العيسى أن الوزارة تعمل على "محاربة الفكر المتطرف" بإعادة صياغة المناهج الدراسية، كما كشف عن الاستعانة ب "الرابطة الأمريكية الوطنية لتعليم الأطفال الصغار". وفي عام 2020 بدأت الحملة الثانية في تغيير المناهج، وسط احتفاء الإعلام الغربي، حيث قالت الديلي تليغراف أواخر 2020 أن هناك"طفرة في التوجهات السعودية مع حذف معاداة السامية والتشدد الإسلامي من المناهج التعليمية". كما أكدت الواشنطن بوست في يناير 2021 أن السعودية حذفت "ببطء وتدريجيًا المحتوى المرفوض" من الكتب المدرسية. والبصمات "الإسرائيلية" كانت واضحة وحمل لواءها مركز Impact-SE في القدسالمحتلة المتخصّص بمراقبة محتوى الكتب المدرسية. حيث كشف تقرير للمركز نشرته الواشنطن بوست عن إشادته بخطوات المملكة في حذف كل الآيات والأحاديث التي تتعلق بمعاداة اليهود ومحاربتهم، ورصده لذلك وهذه بعض الأمثلة. ومع توالي كشف ما تمّ حذفه من المناهج التعليمية، يؤكد المراقبون أن الهدف ليس محاربة "التطرّف" الذي يدّعيه بن سلمان، بل هو لاستبدال معاداة الصهيونية والاحتلال بالتعايش والسلام معها.