هيئة شؤون القبائل تستنفر لاحباط مخططات اثارة الفتنة    ثورة السادس والعشرين من سبتمبر بين الحقيقة والمزايدة    منظمة أمريكية: لدى القوات المسلحة اليمنية ترسانة عسكرية تهدد أسرائيل    المعرفة القانونية للمواطن تعزز العدالة وتحمي الحقوق    بعير اليمن الأجرب.. الإخوان المسلمون: من شريك مزعوم إلى عدو واقعي    62 ألف حالة وفاة في أوروبا عام 2024 بسبب موجات الحر    بلباو وإسبانيول يكتفيان بالتعادل أمام جيرونا وفالنسيا    تشيلسي يتجنب المفاجآت.. وبرايتون يكتسح بسداسية    إيزاك يسجل.. وليفربول يتأهل    قوات أمينة تهاجم منزل أحد مشائخ شبوة في الغيظة    مباراة مصيرية لمنتخب الناشئين اليوم امام الامارات    محللون: ترامب يحاول توريط العرب عسكريا في غزة مقابل وقف الحرب    8 وفيات في الحديدة بالصواعق الرعدية    حضرموت.. تفريق وقفة احتجاجية للتربويين بالقوة واعتقال قيادات نقابية    الليغا: ريال مدريد يواصل انطلاقته الصاروخية بفوز سادس على التوالي    مليشيا الحوثي تشن حملة اختطافات جديدة في إب    صنعاء.. الداخلية تعلن الاحتفال بالمناسبات الوطنية رسميًا وتمنع أي نشاط خارج الإطار الرسمي    جمعية الصرافين بصنعاء تعمم بإيقاف التعامل مع شركة صرافة    الرئيس المشاط يعزّي في وفاة الشيخ أحمد محمد الهتار    350 كشافا يشاركون الخميس ايقاد شعلة ثورة 26 سبتمبر بصنعاء    أصدقاء جنوب اليمن: زيارة الرئيس الزُبيدي إلى نيويورك تعزز حضور القضية الجنوبية دولياً    رئيس هيئة الإعلام والثقافة يبحث مع مركز اللغة المهرية آفاق التعاون المشترك    علامات تحذير مبكرة.. 10 أعراض يومية لأمراض القلب    اجتماع للجنة تسيير المشاريع الممولة خارجياً في وزارة الكهرباء    المساوى يدّشن مشروع التمكين الاقتصادي لأسر الشهداء    القسام تدعو لركعتين (ليلة الجمعة) بنية الفرج لمرابطي غزة    بن الوزير يتابع تأهيل مبنى الإدارة المحلية في شبوة    الأرصاد يتوقع أمطارًا متفاوتة الشدة على عدة محافظات    انفجار قرب سفينة تجارية في خليج عدن    القائم بأعمال وزير الاقتصاد يلتقي المواطنين وممثلي القطاع الخاص خلال اليوم المفتوح    هكذا يتغير الشرق الأوسط.. الصراع السعودي الإسرائيلي    إتلاف 5.5 طن من المواد الغذائية منتهية الصلاحية في البيضاء    البقوليات وسيلة فعّالة لتحسين صحة الرجال والتحكم في أوزانهم    الديوان الملكي السعودي : وفاة المفتي العام للمملكة ورئيس هيئة كبار العلماء عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ    نائب وزير المياه يبحث ترتيبات إحياء يوم اللغة المهرية    أمن العاصمة عدن يضبط متهمًا بسرقة 100 جرام ذهب بالمنصورة    الذهب عند ذروته: ارتفاع قياسي في الأسعار    احترام القانون اساس الأمن والاستقرار ..الاجراءات تجاه ماموري الضبط القضائي انموذجا    الرئيس الزُبيدي يلتقي رئيس اللجنة الدولية للإنقاذ ويشيد بجهودها الإغاثية والتنموية في بلادنا    تعرف على هوية الفائز بجائزة الكرة الذهبية 2025    الإمارات تدعو مجددًا مجلس الأمن لتحمل مسؤولياته لردع إسرائيل    غموض يكتنف اختفاء شاعر في صنعاء    إلى أرواح أبنائي الشهيدين    عبقرية "سورج" مع برشلونة جعلته اقوي جهاز فني في أوروبا..!    حين يُتّهم الجائع بأنه عميل: خبز حافي وتهم بالعمالة..!    منارة عدن المنسية.. إعادة ترميم الفندق واجب وطني    صحة بنجلادش : وفاة 12 شخصًا وإصابة 740 آخرين بحمى الضنك    نائب وزير الإعلام والثقافة والسياحة ومدير صيرة يتفقدان أعمال تأهيل سينما أروى بصيرة    لقاء تشاوري بين النيابة العامة وهيئة الأراضي لمناقشة قضايا أملاك الدولة بالوادي والصحراء    صحة البيئة بالمنصورة تشن حملة واسعة لسحب وإتلاف "شمة الحوت" من الأسواق    عدن.. البنك المركزي يكشف عن استخدامات المنحة السعودية ومستقبل أسعار الصرف خلال الفترة القادمة    الراحلون دون وداع۔۔۔    السعودية تسرق لحن زامل يمني شهير "ما نبالي" في عيدها الوطني    على خلفية إضراب عمّال النظافة وهطول الأمطار.. شوارع تعز تتحول إلى مستنقعات ومخاوف من تفشّي الأوبئة    على خلفية إضراب عمّال النظافة وهطول الأمطار.. شوارع تعز تتحول إلى مستنقعات ومخاوف من تفشّي الأوبئة    العرب أمة بلا روح العروبة: صناعة الحاكم الغريب    في محراب النفس المترعة..    العليمي وشرعية الأعمى في بيت من لحم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كيف سيكتب التاريخ مواقف ثورة طوفان- الأقصى...؟
نشر في 26 سبتمبر يوم 28 - 11 - 2023

لا استغرب ولا يدهشني كل ذلك الكم من الحضور الذي يجسده صديقي الماجد عزيز بن حبتور، بإصرار على مواكبة يوميات المجد والتراجيديا الفلسطينية، وبحرص كفاحي صميم بنهج كفاحيته التي لا تهزها مدلهمات النوائب، ولا تغفلها مشرقات المكاسب عن قضايا قوميتها العربية او دينها الاسلامي اينما تموضعت تلك القضايا والهموم، فكيف لو كان ذلك التموضع في القلب العربي والاسلامي (فلسطين مهجة الكون)، وهذا السرد الذي اسطره لا علاقة له بمباخر المطبلين ولا بروايات النفاق والإفك، ولعلي لا ابالغ تنطعا ان قلت انه لربما كان نوعا من توارد خواطر يحركه لينك (رابط) او هاجس نضالي ممتد بيني وبين دولة رئيس وزراء حكومة تصريف الأعمال بصنعاء-البروف عبدالعزيز بن حبتور، وبعد هذا التوضيح الذي كان لابد من ايراده للقارئ الكريم ايضاحا للحقيقة، ولأستميحه تفضلا بمطالعة تعقيبي هذا فلننطلق بقراءة تفاصيله.
بالعودة لتناول مقال كاتبنا الهمام والذي هو محور قراءتنا هذه، نلاحظ طول عنوانه والذي جاء بصيغة سؤال استفساري مستغرب فيه من حال التاريخ البشري وكيف سيجيب في صفحات اسفاره عن ثورة طوفان - الأقصى، فذلك شأن تفرضه طبيعة ومحتوى موضوع المقال المقاوم، لنرى بعد ذلك الكاتب يلج مباشرة في صلب ثنايا مقاله بالرقم تاريخا وبالفعل طوفانا وبالموقع فلسطينا جغرافيا/وديمغرافيا، مسترسلا بتوضيحه لكينونة آلة القتل الصهيونية وكيف انها كانت اكثر نازية وفاشية إثخانا بالقتل والتدمير لكل ما هو انساني من المستشفيات والمدارس والمخابز ومحطات الكهرباء والمياه، ناهيك عن مباني الاتصالات ومباني الاجهزة الرسمية والاهلية صحافة وتلفزة وستون بالمئة من الوحدات السكنية لمواطني القطاع، فاضحا لغطرسة الصهاينة التي لم تعط بالا للرأي العام الاسلامي والدولي الذي تم التعبير عنه من خلال أكثر من خمسة ألف تظاهرة احتجاجية وفعالية تنديديه بجرائمه، اعتصام مدني يدين ارتكابه للمجازر بحق الاطفال والنساء كما يطالب بمحاكمة النظام الصهيوني وقادته المنفذين لتلك الإبادة الجماعية بحق شعب تحت الاحتلال، بدعم ومساندة مباشرة من واشنطن وعواصم الناتو الرئيسة لندن باريس برلين وغيرها من تلك العواصم .....
حيث نجد الكاتب وقد ذهب مضيفا الى ذلك رفض الكيان الصهيوني الالتزام بمناشدة الامم المتحدة فى مراعاة القوانين الانسانية والدولية التي تجرم مثل تلك الافعال ضد المدنيين، لكنه لم يكتف بمهرجانه الدموي بل ارفقه بمهرجان تدميري وتخريبي لكامل البنية التحتية بكافة محافظات غزة، ليجعلها غير صالحة للحياة الانسانية حتى قبل الانتهاء من مفاعيل المعركة، وذلك خدمة لتحقيق هدفه الثالث، والذي يتلخص في مشروع( الترنسفير) التهجير القسري لشعب غزة الى صحراء سيناء المصرية، استنساخا لتهجيري نكبة 1948م + نكسة 1967م، وتحديدا بالألفية الثالثة بعد ان تم أنسنه الريبوتات من خلال الذكاء الاصطناعي، ظل الصهاينة اكثر توحشا رغم ان بعض من علمائهم من تطور تلك التقنية.
في تأسيس لما بعده من تشاركية جرمية، نجد الكاتب يستعرض بسطور ثلاثة جمل رقمية بدراية حصيفة تتوخى أثر الارقام والاحصائية الصادقة في الادانة بالحكم العام، وبحرفية بدأها ب(كل قطرة الدم تراق) ليفصلها اعداد ل44000 جريح + 14128 شهيد بينهم ما يقارب 6000 طفل و من النساء 3920 أنثى، اما المفقودين من الشهداء تحت ركام الانقاض فهم أكثر من 6400 مفقود، ليدلف بنا الى تفاصيل تشاركية اقدم عليها (العالم الحر والمتحضر) كما يدعي بقيادة إدارة البيت الذي لم يعد ابيض مطلقا، حيث اسهم الى جانب القتل في تعذيب الجرحى والنازحين من المخيمات والعجزة من كبار السن، من خلال التسليح بكافة الاسلحة الذكية والبليدة التي تزن الآلاف من الكيلوجرامات فخر صناعة السلاح الامريكي، والذي تساهم دول الناتو بدفع اثمانه متضامنة ومعهم ك. الجنوبية واليابان واستراليا كذلك، ازهاقا لأرواح الفلسطينيين واهدارا لدمائمهم بدون جرم، صحيح ان من يطلق النيران صهيوني ومعه متصهين امريكي، وكلاهما جاء من خلف البحار ليقتلا الطفل الفلسطيني وامه بدم بارد ويغتصبوا الارض وثرواتها وينعموا تمتعا بجنانها الخضراء ودفئ شواطئها الرائعة، تحركه الطغمة المالية الصهيونية والماسونية العالمية.
في مقدمة مقتضبة للمرتكزات السبعة التي اعتدنا على مطالعتها بمقالات صديقي الكاتب الفذ، دشنها ب(تتوالى اراء ومواقف الدول والشعوب مما يجري بارض فلسطين) وفق ما يلي من مؤشرات :-
*أولا: *
كان انتقاء ترتيب المواقف التي عرضها (دولته) حصيفا، حين وضع اراء ومواقف محور المقاومة اولا لأنها تبعث على الفخر والاعتزاز، موضحا حجم صدقية ترابط والتحام الجبهات وغرفة العمليات المشتركة. وكيف لقن قادة وشعوب محور المقاومة العالم دروس في باذخ العزة وشرف الشموخ بنصرة المستضعفين واحقاق الحق لأصحابه، بعكس المواقف المخزية لكل حكومات الغرب المتصهين والمتصهينين العرب، الذين صمتوا خلال مجازر غزة، وتلك لعمري يصعب فهمها من قبل الذين ارتضوا الانبطاح تطبيعا مع العدو الصهيو امريكي.
**ثانيا: *
في ثانيا يقدم لنا الكاتب من خلال مقاربة ذكية لحجم الخزي والعار الذي يرفل به قادة أكثر من 57 دولة عربية واسلامية تضم مليارين ومئتي مليون نسمة، وبحجم مهول من القدرات المالية والاقتصادية وتتموضع بمواقع جيواستراتيجية، كيف لها ان ترتضي الهوان والرضوخ بقبول كل ذلك الظلم قتلا للأطفال والنساء والمسنيين، ليتمخض فيل اجتماع قمتهم عن (اقل من فأر) سيكتب التاريخ في اسفاره عن انها كانت( اكبر قمة عار) في ألفية النهوض الاممي وانتصار العلم والتحضر الانساني، لكن اؤلئك القادة ارتضوا بالعبودية بل ويحاولون ارغام شعوبهم على تلبس ثوب تلك العبودية، الكل تقريبا وصلتهم همسات مفردات ذلك البيان الخجول الذي تضخمت فيه المناشدة حد التسول برجاء قبول العدو الصهيو امريكي في النظر لبيانهم، تاركين له حرية اشباع غريزته الهمجية تقتيلا لشعب غزة وتدميرا لمقدراته بقصد الإذلال لشعب لم ولن يقبل بالرضوخ مطلقا فهو شعب علم البشرية معنى الكرامة وعزة النفس.
*ثالثا: *
هنا بالتحديد وجدنا بن حبتور وقد شحذ (قلمه وكأنه سيف) ليهتك به ستر الكذب ق الذي مارسته إدارة البيت الابيض ومعها الدولة العميقة التي تدير اركان النظام الامريكي، من خلال ليس الموقف المنحاز كلية في نصرة الصهاينة الى الدرجة التي استوجبت هرولة الرئيس العجوز ليقطع الأف الاميال وصولا الى (أم الرشراش) عاصمة الكيان المحتل، بل انه جلب معه اركان حربه من خارجية + دفاع ونخبة جنرالاته المتخصصة بحرب العصابات والمخابرات والحرب السبرانية، ليتموضعوا بغرفة العمليات ببدروم رئاسة الوزراء ويديروا جلسات (الكبينيت الحربي المصغر)، طبعا لانهم اصحاب الملكية الأصلاء ومرعوبين من فقدان ملكيتهم، بدليل تحريك اثنتين من حاملات الطائرات يصاحبها عدد معتبر من البوارج والمدمرات وفوق ذلك اكبر غواصة نووية بالبحرية الامريكية وبالإضافة الى 2500 من نخبة المارينز (قوات الدلتا)، تصوروا كم تكاليف ذلك النقل ونفقات الإعاشة للطواقم مع قوات الدلتا 2500 في اليوم الواحد، في بلد يعيش عجز بالميزانية... ؟؟؟
طبعا لإنقاذ الحكومة والجيش الصهيوني المكلف بإدارة ملكية امريكية، حينما رائهما ينهاران بفعل ضربات ابطال (طوفان - الأقصى) الذي احدث ارتجاج جيواستراتيجي بالشرق الاوسط ارعب اليهود الصهاينة والمتصهينين العرب وسادتهم الانجلو سكسون، ويسترسل الكاتب ليقول لنا ان هول الهزيمة استدعى منح قيادة الكيان الصهيوني صك على بياض بل وضوء اخضر، للتقتيل والتدمير ولا مانع من الإبادة الجماعية لأن امتداد الهزيمة اصاب الامريكان بالفعل فالأرض التي يحتلها الصهاينة هي اكبر قاعدة حربية امريكية يحوزونها خارج حدود الولايات المتحدة.
*رابعا: *
يشير الكاتب في رابعا مواربة الى نظرية (الاواني المستطرقة) من خلال التقاطر المتدافع لرؤساء دول وحكومات حلف الناتو الرئيسة الى عاصمة الصهاينة لشد أزرهم وتقديم ما يلزم من اسناد مادي ومعنوي ولوجستيك للنصر... على من ياترى... ؟؟ *مسترسلا مرة اخرى في فضح الغرب الاستعماري الذي اداخت حكوماته العالم بحديثها وشعاراتها عن التنوير بحقوق الانسان والديمقراطية والقوانين الانسانية والدولية وحرية الاعلام والاديان، لكنها عند هذا المحك رأيناها تنكص على عقبييها بكل خفة، حيث ذهبت تتبنى الرواية الصهيونية وتدافع عن
جرائمهم في قتل لنساء وليس الاطفال معهن فحسب بل والرضع والخدج كذلك، وتمنحهم حق الدفاع عن النفس من شعب واقع تحت احتلال جلاديه يستوجب حمايته، اصبح بنظرهم هو الجاني الذي يجب معاقبته يا سبحان الله على هكذا انقلاب في المعايير.*
خامسا:
اما هنا فقد اشفى غليلي بن حبتور، حين تناول موقف رئيس السلطة الفلسطينية( محمود عباس) ذلك العجوز الخرف تجاه ما يحصل لأبناء شعبه، من موقف صادم وقفه هو ومعه (شلة الأنس) العائشة في مدن الضفة منهمكين بتقاسم المساعدات الامريكية والغربية (طبعا مليارات) كافية لإماتة اقوى ضمير يتوافر عليه اصغر انتهازي عفن، بصراحة لم يقصر الكاتب تحت ضغط هويته كمناضل عروبي منتمي لمحور المقاومة في السرد التفصيلي (لأبي مازن وشلة الأنس حقه) وسلوكهم المشين، لذلك انصح القارئ بالعودة الى نصه مقاله الرائع.
سادسا:
وفي هذا المرتكز السادس يعود الكاتب لتعزيز مربعات التفاؤل، بنبرة المبتهج مقدما الشكر والامتنان للأرواح والانفس الفلسطينية وللشعب الفلسطيني المجيد والمجاهد، ومعهم لأحرار محور المقاومة بل لكل احرار العرب والمسلمين وكذا لأحرار العالم اجمع، الذين يقف بطليعتهم دول وحكومات باسلة مثل كوبا وفنزويلا وايرلندا وجنوب افريقيا، التي قطعت علاقاتها الثقافية والاقتصادية والدبلوماسية كذلك، وذلك امر عجز علوج من قادة العرب والمسلمين المخصية من الإتيان بجزء يسير من ذلك الفعل النوعي، حيث سيلعنهم التاريخ ويلعنهم اللاعنون.
سابعا:
في اخر المرتكزات يصر (دولته) على مواصلة البهجة، بالرغم من ما يقارب الخمسين يوم قصف وتدمير وتقتيل للأطفال والنساء والشيوخ، لكن ظلت المعنويات تطاول عنان السماء شموخا وكبرياء وحين تسأل مواطني غزة عن سبب ذلك... ؟؟ يقولون يكفي ان العدو الصهيوني لم يتفاخر بعرض جثامين شهداء او أسرى ثم قتلهم او القبض عليهم، او تحرير احدا من أسراه الصهاينة لذلك نحن والمقاومة المنتصرون يرددون ذلك امام كاميرات القنوات الفضائية، من اين للعالم ان يجد شعب بهذا الاصرار متمسك بأرضه وواثق من قضية تحرره وبناء دولته المستقلة على كامل ترابه الوطني، بدعم صادق من محور المقاومة الواقف بجانبه.
الحلاصة:
هنا في خلاصة المقال والتي ارادها بن حبتور ان تكون (المستر سين) المشهد الرئيسي تعريبا لما بين القوسين، حيث سطر ثناء و إطراء باذخ تستحقه فلسطين ويستحقه شعبها الباسل ومقاومتها الشجاعة واللذان ابقيا قضية المظلومية الفلسطينية حية والحق بالأرض والسيادة كأبعاد مادية وروحية للبشر الاحرار وقضيتهم المركزية و محور اهتمام احرار العرب والمسلمين وفي معيتهم احرار العالم، قدسيتها نابعة من احاطتها بالعديد من المقدسات كالمباني والتراب الذي يتنفس طهر ونقاء والفضاء المعطر بعبق النبوءات والانبياء عليهم افضل صلوات ربي وسلامه.
ملقيا الضوء الى انها اخر دولة في العالم تعاني من جبروت استعمار استيطاني بالألفية الثالثة، لكن تباشير زواله قد تجلت عبر انتصارات (طوفان - الأقصى) هو بالأساس نصر رباني يؤسس (لفتح بيت المقدس)، ليس هرطقة لكنه الوعد الحق وغالبية الاطهار الفلسطينيين مؤمنين بذلك.
*محمد الجوهري جامعة عدن.
لا استغرب ولا يدهشني كل ذلك الكم من الحضور الذي يجسده صديقي الماجد عزيز بن حبتور، بإصرار على مواكبة يوميات المجد والتراجيديا الفلسطينية، وبحرص كفاحي صميم بنهج كفاحيته التي لا تهزها مدلهمات النوائب، ولا تغفلها مشرقات المكاسب عن قضايا قوميتها العربية او دينها الاسلامي اينما تموضعت تلك القضايا والهموم، فكيف لو كان ذلك التموضع في القلب العربي والاسلامي (فلسطين مهجة الكون)، وهذا السرد الذي اسطره لا علاقة له بمباخر المطبلين ولا بروايات النفاق والإفك، ولعلي لا ابالغ تنطعا ان قلت انه لربما كان نوعا من توارد خواطر يحركه لينك (رابط) او هاجس نضالي ممتد بيني وبين دولة رئيس وزراء حكومة تصريف الأعمال بصنعاء-البروف عبدالعزيز بن حبتور، وبعد هذا التوضيح الذي كان لابد من ايراده للقارئ الكريم ايضاحا للحقيقة، ولأستميحه تفضلا بمطالعة تعقيبي هذا فلننطلق بقراءة تفاصيله.
بالعودة لتناول مقال كاتبنا الهمام والذي هو محور قراءتنا هذه، نلاحظ طول عنوانه والذي جاء بصيغة سؤال استفساري مستغرب فيه من حال التاريخ البشري وكيف سيجيب في صفحات اسفاره عن ثورة طوفان - الأقصى، فذلك شأن تفرضه طبيعة ومحتوى موضوع المقال المقاوم، لنرى بعد ذلك الكاتب يلج مباشرة في صلب ثنايا مقاله بالرقم تاريخا وبالفعل طوفانا وبالموقع فلسطينا جغرافيا/وديمغرافيا، مسترسلا بتوضيحه لكينونة آلة القتل الصهيونية وكيف انها كانت اكثر نازية وفاشية إثخانا بالقتل والتدمير لكل ما هو انساني من المستشفيات والمدارس والمخابز ومحطات الكهرباء والمياه، ناهيك عن مباني الاتصالات ومباني الاجهزة الرسمية والاهلية صحافة وتلفزة وستون بالمئة من الوحدات السكنية لمواطني القطاع، فاضحا لغطرسة الصهاينة التي لم تعط بالا للرأي العام الاسلامي والدولي الذي تم التعبير عنه من خلال أكثر من خمسة ألف تظاهرة احتجاجية وفعالية تنديديه بجرائمه، اعتصام مدني يدين ارتكابه للمجازر بحق الاطفال والنساء كما يطالب بمحاكمة النظام الصهيوني وقادته المنفذين لتلك الإبادة الجماعية بحق شعب تحت الاحتلال، بدعم ومساندة مباشرة من واشنطن وعواصم الناتو الرئيسة لندن باريس برلين وغيرها من تلك العواصم .....
حيث نجد الكاتب وقد ذهب مضيفا الى ذلك رفض الكيان الصهيوني الالتزام بمناشدة الامم المتحدة فى مراعاة القوانين الانسانية والدولية التي تجرم مثل تلك الافعال ضد المدنيين، لكنه لم يكتف بمهرجانه الدموي بل ارفقه بمهرجان تدميري وتخريبي لكامل البنية التحتية بكافة محافظات غزة، ليجعلها غير صالحة للحياة الانسانية حتى قبل الانتهاء من مفاعيل المعركة، وذلك خدمة لتحقيق هدفه الثالث، والذي يتلخص في مشروع( الترنسفير) التهجير القسري لشعب غزة الى صحراء سيناء المصرية، استنساخا لتهجيري نكبة 1948م + نكسة 1967م، وتحديدا بالألفية الثالثة بعد ان تم أنسنه الريبوتات من خلال الذكاء الاصطناعي، ظل الصهاينة اكثر توحشا رغم ان بعض من علمائهم من تطور تلك التقنية.
في تأسيس لما بعده من تشاركية جرمية، نجد الكاتب يستعرض بسطور ثلاثة جمل رقمية بدراية حصيفة تتوخى أثر الارقام والاحصائية الصادقة في الادانة بالحكم العام، وبحرفية بدأها ب(كل قطرة الدم تراق) ليفصلها اعداد ل44000 جريح + 14128 شهيد بينهم ما يقارب 6000 طفل و من النساء 3920 أنثى، اما المفقودين من الشهداء تحت ركام الانقاض فهم أكثر من 6400 مفقود، ليدلف بنا الى تفاصيل تشاركية اقدم عليها (العالم الحر والمتحضر) كما يدعي بقيادة إدارة البيت الذي لم يعد ابيض مطلقا، حيث اسهم الى جانب القتل في تعذيب الجرحى والنازحين من المخيمات والعجزة من كبار السن، من خلال التسليح بكافة الاسلحة الذكية والبليدة التي تزن الآلاف من الكيلوجرامات فخر صناعة السلاح الامريكي، والذي تساهم دول الناتو بدفع اثمانه متضامنة ومعهم ك. الجنوبية واليابان واستراليا كذلك، ازهاقا لأرواح الفلسطينيين واهدارا لدمائمهم بدون جرم، صحيح ان من يطلق النيران صهيوني ومعه متصهين امريكي، وكلاهما جاء من خلف البحار ليقتلا الطفل الفلسطيني وامه بدم بارد ويغتصبوا الارض وثرواتها وينعموا تمتعا بجنانها الخضراء ودفئ شواطئها الرائعة، تحركه الطغمة المالية الصهيونية والماسونية العالمية.
في مقدمة مقتضبة للمرتكزات السبعة التي اعتدنا على مطالعتها بمقالات صديقي الكاتب الفذ، دشنها ب(تتوالى اراء ومواقف الدول والشعوب مما يجري بارض فلسطين) وفق ما يلي من مؤشرات :-
*أولا: *
كان انتقاء ترتيب المواقف التي عرضها (دولته) حصيفا، حين وضع اراء ومواقف محور المقاومة اولا لأنها تبعث على الفخر والاعتزاز، موضحا حجم صدقية ترابط والتحام الجبهات وغرفة العمليات المشتركة. وكيف لقن قادة وشعوب محور المقاومة العالم دروس في باذخ العزة وشرف الشموخ بنصرة المستضعفين واحقاق الحق لأصحابه، بعكس المواقف المخزية لكل حكومات الغرب المتصهين والمتصهينين العرب، الذين صمتوا خلال مجازر غزة، وتلك لعمري يصعب فهمها من قبل الذين ارتضوا الانبطاح تطبيعا مع العدو الصهيو امريكي.
**ثانيا: *
في ثانيا يقدم لنا الكاتب من خلال مقاربة ذكية لحجم الخزي والعار الذي يرفل به قادة أكثر من 57 دولة عربية واسلامية تضم مليارين ومئتي مليون نسمة، وبحجم مهول من القدرات المالية والاقتصادية وتتموضع بمواقع جيواستراتيجية، كيف لها ان ترتضي الهوان والرضوخ بقبول كل ذلك الظلم قتلا للأطفال والنساء والمسنيين، ليتمخض فيل اجتماع قمتهم عن (اقل من فأر) سيكتب التاريخ في اسفاره عن انها كانت( اكبر قمة عار) في ألفية النهوض الاممي وانتصار العلم والتحضر الانساني، لكن اؤلئك القادة ارتضوا بالعبودية بل ويحاولون ارغام شعوبهم على تلبس ثوب تلك العبودية، الكل تقريبا وصلتهم همسات مفردات ذلك البيان الخجول الذي تضخمت فيه المناشدة حد التسول برجاء قبول العدو الصهيو امريكي في النظر لبيانهم، تاركين له حرية اشباع غريزته الهمجية تقتيلا لشعب غزة وتدميرا لمقدراته بقصد الإذلال لشعب لم ولن يقبل بالرضوخ مطلقا فهو شعب علم البشرية معنى الكرامة وعزة النفس.
*ثالثا: *
هنا بالتحديد وجدنا بن حبتور وقد شحذ (قلمه وكأنه سيف) ليهتك به ستر الكذب ق الذي مارسته إدارة البيت الابيض ومعها الدولة العميقة التي تدير اركان النظام الامريكي، من خلال ليس الموقف المنحاز كلية في نصرة الصهاينة الى الدرجة التي استوجبت هرولة الرئيس العجوز ليقطع الأف الاميال وصولا الى (أم الرشراش) عاصمة الكيان المحتل، بل انه جلب معه اركان حربه من خارجية + دفاع ونخبة جنرالاته المتخصصة بحرب العصابات والمخابرات والحرب السبرانية، ليتموضعوا بغرفة العمليات ببدروم رئاسة الوزراء ويديروا جلسات (الكبينيت الحربي المصغر)، طبعا لانهم اصحاب الملكية الأصلاء ومرعوبين من فقدان ملكيتهم، بدليل تحريك اثنتين من حاملات الطائرات يصاحبها عدد معتبر من البوارج والمدمرات وفوق ذلك اكبر غواصة نووية بالبحرية الامريكية وبالإضافة الى 2500 من نخبة المارينز (قوات الدلتا)، تصوروا كم تكاليف ذلك النقل ونفقات الإعاشة للطواقم مع قوات الدلتا 2500 في اليوم الواحد، في بلد يعيش عجز بالميزانية... ؟؟؟
طبعا لإنقاذ الحكومة والجيش الصهيوني المكلف بإدارة ملكية امريكية، حينما رائهما ينهاران بفعل ضربات ابطال (طوفان - الأقصى) الذي احدث ارتجاج جيواستراتيجي بالشرق الاوسط ارعب اليهود الصهاينة والمتصهينين العرب وسادتهم الانجلو سكسون، ويسترسل الكاتب ليقول لنا ان هول الهزيمة استدعى منح قيادة الكيان الصهيوني صك على بياض بل وضوء اخضر، للتقتيل والتدمير ولا مانع من الإبادة الجماعية لأن امتداد الهزيمة اصاب الامريكان بالفعل فالأرض التي يحتلها الصهاينة هي اكبر قاعدة حربية امريكية يحوزونها خارج حدود الولايات المتحدة.
*رابعا: *
يشير الكاتب في رابعا مواربة الى نظرية (الاواني المستطرقة) من خلال التقاطر المتدافع لرؤساء دول وحكومات حلف الناتو الرئيسة الى عاصمة الصهاينة لشد أزرهم وتقديم ما يلزم من اسناد مادي ومعنوي ولوجستيك للنصر... على من ياترى... ؟؟ *مسترسلا مرة اخرى في فضح الغرب الاستعماري الذي اداخت حكوماته العالم بحديثها وشعاراتها عن التنوير بحقوق الانسان والديمقراطية والقوانين الانسانية والدولية وحرية الاعلام والاديان، لكنها عند هذا المحك رأيناها تنكص على عقبييها بكل خفة، حيث ذهبت تتبنى الرواية الصهيونية وتدافع عن
جرائمهم في قتل لنساء وليس الاطفال معهن فحسب بل والرضع والخدج كذلك، وتمنحهم حق الدفاع عن النفس من شعب واقع تحت احتلال جلاديه يستوجب حمايته، اصبح بنظرهم هو الجاني الذي يجب معاقبته يا سبحان الله على هكذا انقلاب في المعايير.*
خامسا:
اما هنا فقد اشفى غليلي بن حبتور، حين تناول موقف رئيس السلطة الفلسطينية( محمود عباس) ذلك العجوز الخرف تجاه ما يحصل لأبناء شعبه، من موقف صادم وقفه هو ومعه (شلة الأنس) العائشة في مدن الضفة منهمكين بتقاسم المساعدات الامريكية والغربية (طبعا مليارات) كافية لإماتة اقوى ضمير يتوافر عليه اصغر انتهازي عفن، بصراحة لم يقصر الكاتب تحت ضغط هويته كمناضل عروبي منتمي لمحور المقاومة في السرد التفصيلي (لأبي مازن وشلة الأنس حقه) وسلوكهم المشين، لذلك انصح القارئ بالعودة الى نصه مقاله الرائع.
سادسا:
وفي هذا المرتكز السادس يعود الكاتب لتعزيز مربعات التفاؤل، بنبرة المبتهج مقدما الشكر والامتنان للأرواح والانفس الفلسطينية وللشعب الفلسطيني المجيد والمجاهد، ومعهم لأحرار محور المقاومة بل لكل احرار العرب والمسلمين وكذا لأحرار العالم اجمع، الذين يقف بطليعتهم دول وحكومات باسلة مثل كوبا وفنزويلا وايرلندا وجنوب افريقيا، التي قطعت علاقاتها الثقافية والاقتصادية والدبلوماسية كذلك، وذلك امر عجز علوج من قادة العرب والمسلمين المخصية من الإتيان بجزء يسير من ذلك الفعل النوعي، حيث سيلعنهم التاريخ ويلعنهم اللاعنون.
سابعا:
في اخر المرتكزات يصر (دولته) على مواصلة البهجة، بالرغم من ما يقارب الخمسين يوم قصف وتدمير وتقتيل للأطفال والنساء والشيوخ، لكن ظلت المعنويات تطاول عنان السماء شموخا وكبرياء وحين تسأل مواطني غزة عن سبب ذلك... ؟؟ يقولون يكفي ان العدو الصهيوني لم يتفاخر بعرض جثامين شهداء او أسرى ثم قتلهم او القبض عليهم، او تحرير احدا من أسراه الصهاينة لذلك نحن والمقاومة المنتصرون يرددون ذلك امام كاميرات القنوات الفضائية، من اين للعالم ان يجد شعب بهذا الاصرار متمسك بأرضه وواثق من قضية تحرره وبناء دولته المستقلة على كامل ترابه الوطني، بدعم صادق من محور المقاومة الواقف بجانبه.
الحلاصة:
هنا في خلاصة المقال والتي ارادها بن حبتور ان تكون (المستر سين) المشهد الرئيسي تعريبا لما بين القوسين، حيث سطر ثناء و إطراء باذخ تستحقه فلسطين ويستحقه شعبها الباسل ومقاومتها الشجاعة واللذان ابقيا قضية المظلومية الفلسطينية حية والحق بالأرض والسيادة كأبعاد مادية وروحية للبشر الاحرار وقضيتهم المركزية و محور اهتمام احرار العرب والمسلمين وفي معيتهم احرار العالم، قدسيتها نابعة من احاطتها بالعديد من المقدسات كالمباني والتراب الذي يتنفس طهر ونقاء والفضاء المعطر بعبق النبوءات والانبياء عليهم افضل صلوات ربي وسلامه.
ملقيا الضوء الى انها اخر دولة في العالم تعاني من جبروت استعمار استيطاني بالألفية الثالثة، لكن تباشير زواله قد تجلت عبر انتصارات (طوفان - الأقصى) هو بالأساس نصر رباني يؤسس (لفتح بيت المقدس)، ليس هرطقة لكنه الوعد الحق وغالبية الاطهار الفلسطينيين مؤمنين بذلك.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.