قالت منظمة الصحة العالمية يوم الجمعة أن عدد المصابين والمفقودين والشهداء في قطاع غزة يتخطى 100 ألف، مع تدهور الوضع في القطاع، وهو ما يمثل 4.3 بالمائة من سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.3 مليونا. وفي كلمته خلال المؤتمر الصحفي الأسبوعي للأمم المتحدة عبر رابط فيديو من القدس، قال ريتشارد بيبركورن، ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، إن بقية سكان القطاع يواجهون ظروفا صعبة، ويعانون من صعوبات في تأمين احتياجاتهم الأساسية من الأمن والغذاء والصحة والتدفئة. عرقلة الوصول إلى مرافق الرعاية الصحية ومعربا عن قلقه الشديد إزاء عدم تمكن كلا من المرضى والعاملين الصحيين من الوصول بشكل مستمر إلى المستشفيات، قال بيبركورن إنه من بين 36 مستشفى في غزة لا يعمل بشكل جزئي سوى 13، بينما يتم تشغيل فقط 13 من 73 مركزا للرعاية الصحية الأولية في القطاع. وقد عرقل العدوان خدمات الرعاية الصحية، ما يُصعب توفير العلاج المناسب لكل من مصابي العدوان ومرضى الأمراض المزمنة. وأردف بيبركورن "تشير تقديراتنا الآن إلى أنه يجب أن يتم الإخلاء الطبي ل 8 آلاف من سكان غزة على الأقل،" مضيفا أنه من بين أولئك المحتاجين، يعاني 6 آلاف شخص من إصابات حرب وصدمات نفسية متعددة، ولم يتم نقل سوى قلة قليلة بنجاح عبر مدينة رفح بجنوب القطاع. وتجدر الإشارة إلى أن الوصول إلى شمال غزة لا يزال مُقيدا بشدة مع الرفض المستمر لطلب منظمة الصحة العالمية بالوصول إلى المرافق الصحية في المنطقة. وفي مستشفى غزة الأوروبي الذي يحتمي فيه 22 ألف شخص، كانت الإمدادات الطبية غير كافية، مع ارتفاع خطر انتشار الأمراض. يواجه العاملون في المجال الطبي تحديات هائلة، عند توفيرهم الرعاية اللازمة للمرضى وعائلتهم، حيث كان بعض منهم يعمل يوميا لمدة 3 أشهر متواصلة. وفي الوقت نفسه، انخفض عدد سيارات الإسعاف في مستشفى ناصر بمدينة خان يونس إلى واحدة، ولم يكن هناك حلا سوى نقل المرضى على عربات تجرها الحمير. ومع 400 مريض ونقص الأخصائيين، فإن قدرة المستشفى على توفير الرعاية الكافية معرضة للخطر. قضايا صحية بالغة الخطورة تجاوزت الأزمة الإنسانية الرعاية الصحية، فقد تسبب انعدام الأمن الغذائي وتلوث المياه في خلق أرض خصبة لانتشار الأمراض المعدية. وأشار ممثل منظمة الصحة العالمية في غزة إلى إحصائيات مثيرة للقلق: تم تسجيل أكثر من 245 ألف حالة بالتهاب الجهاز التنفسي و160 ألف حالة بالإسهال بين الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات، وما يقرب من 70 ألف حالة بالجرب والقمل. وفي الوقت نفسه، أصبحت أزمة سوء التغذية مصدرا كبيرا للقلق، حيث تتفاقم مع التوزيع المحدود للغذاء داخل غزة. كما سلط الضوء أيضا على الهجمات التي يتم شنها على مرافق الرعاية الصحية، حيث تم تسجيل 342 هجوما، ما تسبب في استشهاد 627 شخصا و783 مصابا. وفي الوقت نفسه، تم احتجاز 61 عاملا في المجال الطبي حاليا، ما يزيد من الضغط على النظام الصحي المُنهك بالفعل. وقال أحمد ضاهر، رئيس المكتب الفرعي لمنظمة الصحة العالمية في غزة، إن الآلاف فروا إلى رفح بحثا عن الغذاء والأمان، حيث يعاني الكثيرون من بينهم من النحافة والضعف بشكل واضح بسبب نقص الغذاء. يعاني المرضى والمصابين للحصول على الرعاية الصحية المناسبة، ولكن تعرقل الأعمال العدائية حول المرافق الطبية الكبرى وصول المرضى ومقدمي الرعاية الصحية، بحسب بيبركورن.