قراءة من كتاب البنيان المرصوص الجزء الثاني لمؤلفه العميد القاضي د\ حسن حسين الرصابي . ظل البحر الأحمر عبر التاريخ عاملاً فعالاً لربط هذه البلاد المحيطة به ببعضها البعض وبغيرها من دول العالم فكان بذلك وسيلة تسهل التبادل الحضاري والتجاري كما أنه في نفس الوقت يمثل المخرج الوحيد لبعض دوله الساحلية .. لكن تلك الدول النافذة في الأمس واليوم تعكر صفو العلاقات بين دول الحوض حتى تجد المبرر لتدخل في شؤون دوله وعسكرة مياه هذا الشريان الحيوي الهام والغرض فرض واقع جديد وفرض إرادات واستعمار تحت مبررات تختلقها من اختراعها هي واليوم لم يعدم الطامعون في حوض البحر الأحمر من وسيلة للالتصاق بها حتى يجدوا مبرراً ومنفذاً إلى البحر الأحمر .. فما أن لاحت في الأفق أزمة البحر الأحمر عندما حوصر الكيان الصهيوني من البحر الأحمر حتى تداعى النافذون وتداعت القوة الطامعة إلى التواجد في البحر الأحمر .. وراحت راس الشرور والاطماع امريكا تجمعهم تحت مسمى مخاتل ومغرر وكاذب باسم الاستثمارية القديمة الجديدة لكي تفرض معادلة جديدة عنوانها المخاتل حماية الملاحة البحرية في البحر الأحمر وباطنها مجموعة أطماع ومخاوف .. أطماع في فرض السيطرة والهيمنة واستعادتها, ومخاوف من أن تسبقها إلى هذا الممر المائي الخطير والمهم والحيوي الجيوستراتيجي من القوى الصاعدة الموازية وماهي الا أشهر قليلة حتى تتقدم الأساطيل وتتحرك صوب المدخل الجنوبي للبحر الأحمر وخليج عدن .. فيما الامور لم تكن تستدعي كل هذا الحشد وهذه العسكرة لأهم مجرى مائي في العالم يخدم التجارة الدولية ويعزز الشراكة بين القارات .. والمسألة كانت تنحصر في كف وايقاف العدوان السافر على شعب مظلوم مكلوم يتعرض للإبادة الجماعية تحت مسمع وأبصار الجميع , فيما كل مقومات العالم الاخلاقية والقانونية والسياسية واقفة لاحول لها ولاقوه امام عنجهية وتسلط ووحشية بني صهيون الذين وجدوا في هذه الممالأة والتواطؤ العربي الأمريكي فرصة للتنمر والاستأساد وفرض واقع مؤلم ووحشي على اطفال ونساء لاحول لهم ولا قوة في غزه المعتدى عليها ولتي تتعرض لحرب ابادة لم يجرئ لها في التاريخ مثلاً .. واذا عملنا على تقليب صفحات الأيام التي تصرمت من تاريخ هذا الصراع الناشئ والمضلل والذي لا يخدم غير أجندة صهيونية سنجد ان حوض البحر الأحمر مزدحم بسفن وبوارج وفرقاطات امريكا وبريطانيا وفرنسا والمانيا واليونان ودول أوروبية أخرى مخدوعة يضاف اليها بوارج صينية ويابانية واسترالية .. وغيرها .. وفي الغد القادم قد ترى قوى أخرى تندفع إلى هذا المجرى الملاحي في تحشيد خطير يفصح عن أطماع خفية وظاهرة في المنطقة وفي المجرى الملاحي الجيوستراتيجي هذا الذي يربط قارات العالم ويتحكم بسير الحركة التجارية الاقليمية والدولية غير خفي إن هذه العسكرة والتحشيد العسكري الاجنبي في حوض البحر الأحمر قد تسبب في جملة من الهيمنة الصهيونية .. الأضرار البيئية : 1- اضرار البيئية البحرية والجروف المرجانية والحاق الاثري بمصائد الاسماك والحاق هزات سيسلب الأمن الغذائي لليمن ولدول المنطقة المشاطئة على هذا البحر . 2- الأضرار بغابات المنجرون في ارخبيل حنيش وجزيرة كمران وغيرها من الجزر في مدخل البحر الأحمر الجنوبي . 3- التسبب في اهلاك العديد من الاحياء البحرية وعلى هجرة عدد من الاسماك والأحياء البحرية التي تمثل الدورة الطبيعية للحياة البحرية في هذه المنطقة. أضرار اقتصادية : 1- الحاق ضرر فادح بحركة التجارة الدولية سواء لشرق اسيا أو شرق افريقيا أو لأوروبا ذاتها . 2- الضرر الكبير على دول المنطقة جراء ارتفاع رسوم التأمين على السفن وعلى الحركة الملاحية الاقليمية والدولية 3- تعطيل قطاع النقل البحري للعديد من الدول والشعوب ووضع عراقيل امام حركة الاقتصاد العالمي . 4- التأثير السلبي على الحركة التنموية سواء لدول المنطقة أو الدول المرتبطة بحركة الملاحة الدولية . أضرار سياسية : 1- فرض حالة من الغليان جراء تواجد الاساطيل الأجنبية في المنطقة وما تمثله من تهديدات جدية . 2- عرضت الأمن القومي للدول المشاطئة لهذا البحر لهزات غير مأمونة من خلال تداخل النشاطات المخابراتية والأمنية والجيو سياسية التي تسببت بها لندن وواشنطن ومن تحالف معهما . 3- ساعدت في اثارة البؤر الساخنة من المشكلات السياسية القائمة في دول المنطقة وستشجع على اشاعة حالة من عدم الاستقرار السياسي في دول المنطقة