فضح وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن ولي العهد محمد بن سلمان بعد تأكيده علنا أنه يريد التطبيع مع إسرائيل في أقرب وقت. وصرح بلينكن أن محمد بن سلمان "يريد التطبيع مع إسرائيل وبل يريده في أقرب وقت ممكن وأضاف أن التطبيع الرسمي للعلاقات بين إسرائيل وبلاد الحرمين "ممكن بالنسبة لواشنطن والرئيس (جو بايدن) خصوصا في هذه اللحظة". يأتي ذلك فيما نقلت شبكة (سي ان ان) عن مسؤولين أمريكيين أن السعودية والولاياتالمتحدة تضعان اللمسات النهائية على تفاصيل صفقة تاريخية لتعزيز التجارة الثنائية والدفاع – لكن لن يتم التوصل إلى اتفاق إذا لم تقم المملكة وإسرائيل بإقامة علاقات دبلوماسية. وقالت الشبكة إن معاهدة الدفاع من شأنها أن تعمل على ترسيخ التحالف الأمني المستمر منذ سبعة عقود بين السعودية والولاياتالمتحدة، وربطهما بشكل أوثق من بعضهما البعض حيث يسعى خصوم الولاياتالمتحدة مثل إيران وروسيا والصين إلى توسيع نفوذهم في الشرق الأوسط. ويسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو منذ فترة طويلة إلى إقامة علاقات مع المملكة، موطن أقدس الأماكن الإسلامية، حيث أن هذه الخطوة يمكن أن تؤثر على العالم الإسلامي على نطاق أوسع. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميللر يوم الخميس إن الولاياتالمتحدة تتفاوض حاليا على صفقة ضخمة تشمل ثلاثة مكونات. ويتضمن المكون الأول حزمة من الاتفاقيات بين الولاياتالمتحدة والمملكة، ومكونًا آخر يتعلق بتطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل، ومكونًا ثالثًا يتعلق بالطريق إلى دولة فلسطينية. وقال ميلر "كل المكونات مرتبطة ببعضها البعض" و "لا مكون يتقدم بدون الآخرين". ولكي يتحقق التطبيع بين السعودية وإسرائيل، يجب أن يكون هناك طريق لإقامة دولة فلسطينية و"الهدوء في غزة"، حسبما قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أمام لجنة في مؤتمر اقتصادي عقد في الرياض هذا الأسبوع. وأضاف: "أعتقد أن العمل الذي تقوم به السعودية والولاياتالمتحدة معًا فيما يتعلق باتفاقياتنا الخاصة، قد يكون قريبًا جدًا من الاكتمال، ولكن بعد ذلك من أجل المضي قدمًا في التطبيع، سيكون هناك حاجة إلى شيئين: الهدوء في غزة والتوصل إلى اتفاق وطريق موثوق به إلى دولة فلسطينية". وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن بلينكن التقى على هامش المنتدى بمحمد بن سلمان لمناقشة الصفقة. ويصف الخبراء الاتفاق السعودي الأمريكي بأنه "مجموعة شاملة من التفاهمات" التي تشمل ضمانات أمنية واقتصادية وتكنولوجية للمملكة، فضلا عن دعم برنامجها النووي المدني. ومن المتوقع أن تتم صياغة صفقة التطبيع على غرار اتفاقيات إبراهيم، وهي مجموعة من المعاهدات التي شهدت اعتراف أربع دول عربية بإسرائيل في عام 2020 والتي تجاوزت المطلب العربي طويل الأمد بدولة فلسطينية مستقلة كشرط أساسي للاعتراف بإسرائيل. وكان محمد بن سلمان قد قال في وقت سابق إن الاتفاق مع إسرائيل سيكون "أكبر صفقة تاريخية منذ الحرب الباردة، تبادل بالسلام دون التنازل عن شبر واحد" وسعى إلى توسيع ما أسماه "دائرة السلام". ومنذ ذلك الحين، جعلت إدارة بايدن التطبيع الإسرائيلي السعودي أمرا أساسيا في سياستها في الشرق الأوسط وواصلت الولاياتالمتحدة والسعودية المناقشات حول الاتفاقية في عام 2023. وكان من المتوقع أن يسافر بلينكن إلى الرياض في 10 أكتوبر من العام الماضي لمناقشة التفاصيل، قبل ثلاثة أيام فقط من هجوم حماس على إسرائيل، مما أدى إلى تأجيل الجهود.