توصل علماء الى أدلة جديدة تشكك في الاتهامات الموجهة لخمس ممرضات بلغاريات وطبيب فلسطيني بتعمد اصابة 426 طفلا ليبيا بفيروس (اتش اي في) المسبب للايدز في عام 1998. وانتهت الشهر الماضي محاكمة الممرضات الخمس والطبيب في طرابلس. وطالب الادعاء بمعاقبة المتهمين بالاعدام بعدما تمسك خمسة خبراء ليبيين في فيروس (اتش اي في) المسبب للايدز بتقريرهم الذي أعدوه في عام 2003 وجاء في 61 صفحة والذي خلص الى أن العدوى نتجت عن عمل متعمد..ومن المتوقع أن تصدر محكمة ليبية حكمها في 19 ديسمبر الجاري. غير أن فريقا من العلماء الدوليين الذين أعادوا تتبع تاريخ الفيروس استنادا الى عينات من الاطفال المصابين اكتشفوا أن النوع من فيروس (اتش اي في) الذي أصاب الاطفال بدأ الانتشار في مستشفى الفاتح ببنغازي قبل وصول الفريق الطبي الاجنبي. وقال الدكتور توليو دو اوليفيرا أخصائي الفيروسات بجامعة اوكسفورد بانجلترا خلال مقابلة "الادلة تظهر أن سلسلة العدوى بدأت قبل بضع سنوات من وصول الطاقم الاجنبي المتهم بالتسبب فيها عمدا." وحلل العلماء الذين تنشر نتائج أبحاثهم في نسخة مجلة (نيتشر) على شبكة الانترنت الشفرة الوراثية لفيروس (اتش اي في) وفيروس الالتهاب الكبدي (سي) من عينات أخذت من الاطفال لتحديد وقت بدء انتشارهما. وقام العلماء بتحليل مكثف باستخدام 20 نموذجا مختلفا..وقال دو أوليفيرا "جميعها أشارت الى أن الوباء بدأ في حوالي منتصف التسعينات." واضاف أن فريقا من عشرة متخصصين من أنحاء العالم راجعوا البحث يعتقد أن النتائج "سليمة تماما". وكانت الممرضات الخمس والطبيب وصلوا الى ليبيا في مارس اذار عام 1998. ودفع الستة ببراءتهم وقالوا ان اعترافاتهم انتزعت تحت وطأة التعذيب. وتحتجز السلطات الليبية الستة منذ عام 1999. وتعاون دو اوليفيرا وزملاؤه في جامعة اوكسفورد مع باحثين من عدة جامعات أوروبية لاجراء تقييم علمي مستقل للبيانات..ويتوقع أن تقدم نتائج التقييم الى السلطات الليبية. وحكم على الممرضات البلغاريات الخمس والطبيب الفلسطيني بالاعدام رميا بالرصاص بعد ادانتهم عقب محاكمة في عام 2004. غير أن المحكمة العليا في ليبيا ألغت الحكم العام الماضي وأعادت القضية الى محكمة أقل درجة. وكان دليل علمي قدمه في وقت سابق لوك مونتانييه الذي شارك في اكتشاف فيروس (اتش اي في) خلص الى أن العدوى التي انتشرت بالمستشفى نتجت عن الافتقار الى النظافة وتكرار استخدام المحاقن وأنها أيضا بدأت الانتشار قبل عام 1998. وقال الدكتور أوليفر بيباس بجامعة أوكسفورد والذي شارك في كتابة التقرير الذي نشرته مجلة (نيتشر) في بيان "جميع خيوط الادلة العلمية تشير الى نفس الاتجاه.. نحو وجود مشكلة قائمة منذ فترة طويلة في السيطرة على العدوى بالمستشفى تعود الى منتصف التسعينات أو قبل ذلك." وتؤيد الولاياتالمتحدة بلغاريا والاتحاد الاوروبي في القول بأن الممرضات الخمس والطبيب أبرياء. والولاياتالمتحدة بصدد استعادة علاقات دبلوماسية كاملة مع ليبيا بعد عقود من العداء بينهما. وتتعرض ليبيا لضغوط للاستماع الى أدلة علمية مستقلة بخصوص القضية. وكان خبراء دوليون انتقدوا التقرير العلمي الذي استخدم خلال المحاكمة. وفي خطاب مفتوح وجه الى الزعيم الليبي معمر القذافي ونشر في مجلة (نيتشر) الشهر الماضي دعا أكثر من 100 من الحائزين على جوائز نوبل في العلوم الى محاكمة نزيهة للممرضات الخمس والطبيب. وقال الحائزون على جوائز نوبل في الخطاب "سيحدث اجهاض للعدالة دون أخذ الادلة العلمية في الاعتبار بشكل سليم. ندعو السلطات المعنية الى اتخاذ الخطوات الضرورية للسماح باستخدام مثل تلك الادلة في هذه القضية." ويطالب محامون يمثلون أسر الاطفال المصابين بتعويضات تبلغ 15 مليون دينار ليبي (11.6 مليون دولار) لكل طفل ليصل اجمالي التعويضات الى نحو 4.6 مليار دولار. رويترز: