الاوضاع العسكرية القتالية .. وكذا الأوضاع الامنية اضافة الى حالة الفوضى والتدمير والنسف وتوسع دائرة المواجهات ما بين التمترس وكذا ما بين حرب العصابات ومعارك الاستنزاف والحصار ودعم اللوجستيات وحرب المعلومات , وكذا الافراط في استخدام الذكاء الاصطناعي يجعل المواجهة المتواصلة في غزة في اعلى درجات الخطورة والمجازفة .. وبذلك ايضاً ترفع الكلفة الباهظة لمثل هذه المواجهات العسكرية القتالية والامنية في حرب كسر العظم وهي حرب مخابرات وحروب ضغوط نفسية وحرب معنويات بالدرجة الاساسية . وطوال فترة الحرب العدوانية .. وخلال الايام والليالي والغطاء الجيوسياسي للحرب النازية الصهيونية من قوى دولية وعالمية تأكد ان هناك " استحالات " تقف امام المقاومة وامام المقاومين من المجاهدين الابطال .. وقد تميزت هذه المواجهة بجملة من المشاهدات لعل أبرزها : * دفعت الوية وفرق بكاملها الى منطقة ضيقة وحيز جغرافي محدود للغاية التي يمثله قطاع غزة . * المبالغة الصهيونية في تحمل الكلفة العالية من هذه المعارك والمواجهات . * المشاركة الميدانية المباشرة من خبرات قيادية عسكرية من أمريكاوبريطانيا ومن فرنسا . * اسهام انظمة عربية في الحصار وفي دعم الكيان الصهيوني احياناً اسناداً مباشراً وتحديداً في جوانب الاقتصاد والتجارة وغيرها . * ضخ انظمة ودول أوروبية لموارد دعم للكيان الصهيوني * اتباع الصهاينة لأ سلوب الارض المحروقة والمجروفة وإيقاع أكبر خسائر في المدن والاحياء السكنية كأسلوب ضغط على قيادة المقاومة الاسلامية في غزة . ولذا فان قراءة انماط واساليب وطرائق إدارة المعارك والمواجهات التي استطاعت المقاومة الاسلامية ان تقوم به وتحقق سبقاً واثراً وضرراً اكبر .. فعمليات المقاومة لم تتوقف يوماً , بل ان بعض العمليات لها اكبر الضرر .. من بين اوساط الاعاصير والفوضى التدميرية انطلقت المقاومة في ادارة المواجهات وضرب القوة الصهيونية المتمثلة في الوحدات العسكرية المتوغلة , وقد اتخذت المقاومة في جسد الجيش الصهيوني بتدمير مستمر لألياته ودباباته وقطعانه العسكرية .. وهناك من المراقبين من يستبق التقييم ويرى ان غزة رغم الاعاصير العاصفة ورغم هول التحدي الصهيوني إلا انها رسمت خطوطاً عريضة للانتصار ويقولون ان من يريد ان يعرف حجم الانتصار الذي حققته المقاومة بمعرفة مباشرة حجم الخسائر الكبيرة التي مني بها الكيان الصهيوني ولينظر الى الحجيج العربي المتواصل الى الكيان الصهيوني والزيارات المتكررة للرئيس الامريكي جوبايدن ووزير خارجيته والدفاع , واصرار واشنطن عن تحريك حاملتي الطائرات و2000 جندي من المارينز الى السواحل في الكيان الصهيوني .. وكذا مسارعة أمريكا الى تقديم دعم مادي بقيمة 10 مليارات دولار اضافة الى وعد بايدن لقيادات من الكيان الصهيوني بتقديم 13 مليار دولار بعد موافقة الكونجرس الامريكي وقد واكب الزيارات الامريكية الى الكيان الصهيوني في دعمه زيارات اخرى لرئيس وزراء بريطانيا والمستشار الالماني ورئيس وزراء اليونان والرئيس الفرنسي وكذا زيارات قيادات اوروبية اخرى . واذا عدنا الى قراءة الخسائر الاقتصادية التي مني بها الكيان الصهيوني .. فهناك معلومات تشير الى تصاعد خسائر 100 مليار دولار جراء تدهور قيمة الشيكل اضافة الى خسائر تصل الى 45مليار .. وخسائر في الطاقة تصل الى 6 مليارات دولار وخسائر في البورصة تصل الى 30 مليار دولار .. وقدرت كلفة ادارة الحرب العدائية خلال الاسبوع الاول أكثر من 20 مليار دولار. اما على المستوى العالمي والدولي فان المقاومة حققت حضوراً مهماً وتحقق لها انتصارات اعلامية فقد اصطف كثيرون مع قضايا غزة , فقد عاش الكيان عزلة سياسية واعلامية رغم كثافة الآلة الاعلامية الصهيونية ومع ذلك اصطف كثيرون في وجه الوحشية الصهيونية . بقى ان نؤكد هنا ان الاعاصير العاتية هي من تصنع ملاحاً ماهراً وهي التي تكتب قوة الانسان الحقيقية التي تتجلى أكثر وسط الاعاصير تعيش اهوالها وتواجهها وتصمد وتخرج الى الفضاءات الواسعة .. وهذا ما لمسناه خلال حرب غزة واتضح ان المجاهد المؤمن قادر على ان يحقق مساحة مناسبة للانتصار ويصعب على أي قوة في الأرض ان تدفع المجاهد المؤمن نحو الانهيار أو الانكسار والهزيمة .