إعلان قضائي    تنفيذية انتقالي سيئون تناقش الاستعدادات الجارية للاحتفال بذكرى عيد الاستقلال 30 نوفمبر    مرض الفشل الكلوي (29)    افتتاح المرحة الثانية من تطوير كورنيش الحديدة بتكلفة 204 ملايين ريال    قبائل اليمن تؤكد دعمها لخيارات القيادة الثورية والسياسية والعسكرية .. ثبات الموقف الشعبي المساند لغزة ولقضايا الأمة ومقدساتها    تقرير دولي: توسع إماراتي لشبكة قواعد عسكرية حول البحر الأحمر وخليج عدن    عاجل: الرئيس الأمريكي يعلن نيته تصنيف الإخوان منظمة إرهابية    يوم كانت المائة الشلن أهم من الوزير    الإصلاح.. ثباتٌ صلب في الشراكة والتوافق    إطلاق التعويذة الرسمية لبطولة كأس العرب 2025    أمين عام الإصلاح يعزي في وفاة البرلماني الورافي ويشيد بمناقبه وأدواره    ارتفاع ضحايا العدوان على الضاحية إلى 23 شهيدا وجريحا    المنتخب اليمني يصل الدوحة لمواجهة جزر القمر    اختتام الدورة الثالثة لمسؤولي التيقظ الدوائي في المصانع الدوائية    الربيزي يعزّي مدير عام مكتب الصحة والسكان في لحج بوفاة والده    الأورومو.. شظايا قنبلة موقوتة في عدن    النفط مقابل الوهم.. العليمي يستولي على قطاع 5 ويمنح نجله نفوذاً نفطياً متصاعداً    كندا: سنستأنف محادثات التجارة مع أمريكا عندما يكون الوقت مناسبا    استئناف إصدار وتجديد الجوازات بتعز    صنعاء.. الحكم بالإعدام على قاتل فتاة الفليحي    برشلونة يعود إلى «كامب نو» ويكتسح بلباو برباعية    ليفركوزن يستعيد التوزان.. ودورتموند يتعثر بالتعادل.. وفرانكفورت يلقبها على كولن    سلوت: الخسارة مسؤوليتي.. وحاولنا التعديل ولم ننجح    قراءة تحليلية لنص "حرمان وشدّة..!" ل"أحمد سيف حاشد"    القائم بأعمال رئيس الوزراء يدشن الموقع الرسمي لمصلحة الأحوال المدنية    الأرصاد يحذر المواطنين في المرتفعات الجبلية من الأجواء الباردة وشديدة البرودة    أجواء فنزويلا خالية من حركة الطيران وسط مخاوف من التصعيد العسكري    القوات الجنوبية تحبط هجومًا إرهابيًا في شبوة    العراق أمام تحديات مالية بسبب الاعتماد على النفط    لملس يبحث في فرنسا تعزيز الشراكات الاقتصادية واللوجستية بين عدن والمدن الأوروبية    المرتزقة يسلمون حقول النفط لأمريكا    ضبط المتهم بقتل حارس ملعب الكبسي في اب    قبائل الوازعية تجبر عناصر "طارق عفاش" على الانسحاب بقوة السلاح    انطلاق بطولة الطائرة للمؤسسات على كأس شهداء حكومة التغيير والبناء    عين الوطن الساهرة (5)    اليمن بين الانقسام والبحث عن طريق النجاة    الأمم المتحدة تحث مجموعة العشرين على استخدام نفوذها لإنهاء النزاعات في اليمن    برنامج الأغذية يقلّص مستفيدي المساعدات الانسانية في مناطق الحكومة    الصحفي والمناضل الوطني الراحل الدكتور عبدالعزيز السقّاف    مليشيا الحوثي تغلق مركزاً لتحفيظ القرآن وتحوله إلى سكن لأحد قياداتها    الاطلاع على أعمال ترميم وصيانة جامع معاذ بن جبل التاريخي في تعز    برشلونة يحتفل بالعودة إلى "كامب نو" بفوز عريض على بلباو    هيئة أسر الشهداء تُنفذ مشاريع تمكين اقتصادي بنصف مليار ريال    ظهور "غير اخلاقي" بقناة للمرتزق طارق عفاش يثير عاصفة جدل    المنتخب الوطني للناشئين يفوز على قيرغيزستان بهدفين في تصفيات كأس اسيا    الكاتب والمثقف والصحفي القدير الأستاذ أحمد عبدالرحمن    متوسط أسعار الذهب في صنعاء وعدن السبت 22 نوفمبر/تشرين ثاني 2025    قراءة تحليلية لنص "فرار وقت صلاة المغرب" ل"أحمد سيف حاشد"    الدوحة تفتتح مهرجانها السينمائي بفيلم فلسطيني مؤثر    وزير الصحة يوجه برفع مستوى التأهب الوطني لمواجهة فيروس "ماربورغ"    حديقة عدن مول تتحول إلى مساحة وعي... فعالية توعوية لكسر الصمت حول مرض الصرع    وزارة النفط: مرحلة سوداء صنعت الانهيار في الجنوب (وثيقة)    طنين الأذن واضطرابات النوم.. حلقة مفرغة يكشفها العلم    الأوقاف والخطوط اليمنية توقعان اتفاقية لنقل أكثر من 6 آلاف حاج    ميزان الخصومة    أهم مفاتيح السعادة    أيهما أفضل: العمرة أم الصدقة؟    يا حكومة الفنادق: إما اضبطوا الأسعار أو أعيدوا الصرف إلى 750    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المسيرة "يافا" هل تطيح بنتنياهو ؟
نشر في 26 سبتمبر يوم 21 - 07 - 2024

على وقع عملية المسيرة يافا التي عبرت كافة خطوط الدفاع ما قبل حدود الكيان المؤقت, وتجاوزت رادارات دفاعاته الجوية وقببه الحديدية, ونجاحها بالوصول وضرب أهدافها بدقة في تل أبيب, بتأكيد بيان القوات المسلحة اليمنية,
بدا واضحاً أنه الإعلان الصريح لجبهة المساندة اليمنية عن بدء مرحلة مفصلية جديدة ومسار جديد سيفرض أسقفاً جديدة وقواعد اشتباك وردع جديد, والتأكيد على أن منطقة يافا "تل أبيب" غير اّمنة, وبتحول معاقلها إلى أهداف على لوائح القوات المسلحة اليمنية
مع تعنت الحكومة الإسرائيلية ورئيس وزرائها بنيامين نتنياهو, ومراوغته ورفضه كافة أشكال التسوية التي تم طرحها في جولات المفاوضات السابقة, كان لا بد لجبهات الإسناد من تطوير أدائها وأدواتها وأساليبها, وافتتاح المرحلة الجديدة.
ومع إنسداد أفق التسوية, ومع غياب أية مؤشرات تُظهر استعداد العدو الإسرائيلي لقبول صفقة وقف الحرب والعدوان على غزة, وكذلك الأمر بالنسبة للمواقف الأمريكية والغربية التي لم تُظهر تطوراً وجدية كافية للضغط على الإسرائيليين لقبول الصفقة, ومع استمرار رهان نتنياهو على كسب الوقت, وسط اعتقاده بأن "الوقت غير مناسب لإبرام الصفقة", وإدراكه بأن الصفقة الشاملة والدائمة هي الصفقة الوحيدة التي تقبل بها المقاومة, في حين أنه يبحث عن صفقة جزئية ومرحلية ووقفٌ مؤقت واستعادة نغمة العدوان.
من الواضح أن نتنياهو بنى العديد من مواقفه الأخيرة بالإعتماد على تراجع الضغوط الأمريكية التي مارستها في الفترات السابقة, وتعامل معها على أنها رخصة إضافية لاستمرار عدوانه ومجازره, ولجوئه إلى خداع الرأي العام الأمريكي حصراً, وبأنه خفف من كثافة عملياته العسكرية للتقليل من إحتمالية إصابة المدنيين الفلسطينيين, لكنه في واقع الحال, يدفع قواته لتنفيذ جرائم ومجازر خاطفة, تكون نتائجها أكثر إيلاماً ووحشية على الجانب الفلسطيني.
لم تتوقف مشاورات ولقاءات قادة محور المقاومة, وكان لا بد من بحث ترتيبات وتطوير عمليات الإسناد على كافة الجبهات, لإجبار العدو الإسرائيلي على وقف العدوان, فكانت عملية المسيرة "يافا" عبر جبهة الإسناد اليمنية, والتعاون مع المقاومة العراقية بتغطية العمليات على الجبهة الشرقية والعمق الإسرائيلي, فيما أدخل حزب الله أسلحةً جديدة, واعتمد تكتيكات جديدة على الجهة الشمالية, وسمحت عملية الهدهد2 , بتوجيه الإنذار وتأكيدات السيد حسن نصر الله ب "استعداد المقاومة لتوسيع رقعة الإشتباك" , وبأن "الجبهة اللبنانية مستمرة مادام العدوان مستمراً على غزة".
من الواضح أن عملية المسيرة يافا, أتت في وقتٍ لم يكن نتنياهو وصحبه يتوقعون هكذا عملية, ويعتقدون بقدراتهم على حماية تل أبيب والداخل الإستيطاني أمام تهديدات مقاومي غزة, وأصابت الكيان وقادته بحالة من الهلع وبإرتباكٍ كبير, خصوصاً مع كبر حجم قيمتها من النواحي العسكرية والأمنية والمعنوية, ناهيك عن الأضرار المادية ومقتل مستوطن وإصابة العشرات, دفعت نتنياهو ووزير حربه لإطلاق التصريحات غير المسؤولة التي تعد وتتوعد اليمن وأنصار الله بالرد وبدفع الثمن, وسط سرعة تنديد البيت الأبيض وفرنسا بالعملية.
لن تغير تهديدات نتنياهو وغالانت شيئاً بالنسبة لليمنيين، فهم يخوضون الحرب بمواجهة الولايات المتحدة وبريطانيا والكيان الإسرائيلي منذ 10 أعوام, وقد تمكنوا اليوم من قلب المعادلات, عبر العمليات التي يقومون بها ضد المعتدين في البحر الأحمر وبحر العرب, واستطاعوا التأثير على تسليح الكيان وتعطيل اقتصاده وحركة ميناء إيلات, وليس أدل من العمليات الإسرائيلية ضد اليمن من إعتراف المتورطين بشبكات التجسس الإسرائيلية التي استطاع اليمن تفكيكها والحصول على اعترافات كاملة للمشاركة الإسرائيلية في العدوان على اليمن.
المتغير الوحيد الذي وجده نتنياهو للحديث عنه, هو عجز الأمريكيين والبريطانيين عن حماية الكيان, وإعلانه عزم القوات الإسرائيلية تولي هذه المسؤولية بنفسها,
إن تصريحات وزير الحرب الإسرائيلي يواّف غالانت عالية النبرة لن تكون مؤثرة على اليمن ومقاوميه, وسيقتصر تأثيرها على جمهور الشارعين الإسرائيلي والأمريكي فقط , فالإسرائيليون بعد عملية يافا باتوا يشعرون بتخلي أو تقصير أو عجز القوات الإسرائيلية على حمايتهم, فيما بات الشارع الأمريكي يقرأ المعادلة بعيون إدارته, ويؤمن بأن إسرائيل غير قادرة على تنفيذ تهديداتها لليمن ولبنان, وإن فعلت فستوقع نفسها في حفرةٍ أكثر عمقاً من حفرة غزة.
بات من المؤكد أن عملية مسيرة يافا ستدفع الخلافات الأمريكية – الإسرائيلية نحو مستوى جديد, وتستبق زيارة نتنياهو إلى واشنطن, والتي بدورها تعيش أوقاتاً إنتخابية عصيبة, أدخلتها في أزمة ضرورة إنسحاب جو بايدن على مقلب, وإندفاعة دونالد ترامب الصاروخية نحو الرئاسة على المقل الاّخر, مدفوعاً بردود الأفعال جراء تعرضه إلى محاولة الإغتيال قبل أيام.
وتأتي زيارة نتنياهو وسط أجواء بقاء أو انسحاب بايدن من الترشح, وتستمر المبارزة التي انطلقت قبل اسبوعين في المناظرة الأولى بين الرئيسين الحالي والسابق للفوز بلقب "الأكثر إسرائيلية وصهيونية", في وقتٍ يعتقد فيه بايدن بأنه أكثر رئيس أمريكي قدم الدعم لإسرائيل, فيما يستعرض ترامب عضلاته و"إنجازاته" كالإعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل, وتوقيعه قرار سيادة إسرائيل على الجولان السوري المحتل.
في مكان ما, تبدو تصريحات نتنياهو وغالانت مثيرة للشفقة, وكيف سيلتقي الرجلان, فالأول عاد لتوه من زيارة واشنطن, وفيما يستعد الثاني لزيارتها, علماً أن عملية مسيرة يافا نسفت كل نتائج وخفايا زيارة غالانت, وكذلك أصابت جوهر زيارة نتنياهو, الذي كان يستعد للصراخ والعتاب وإقناع الأمريكيين والكونغرس بصوابية مواقفه لتفادي الهزيمة الأمريكية - الإسرائيلية المشتركة, وقد تتحول زيارته لذرف الدموع وطلب النجدة ومهلة جديدة لبقائه في السلطة.
لن يكون كافياً لنتنياهو استباق زيارته لواشنطن, بإعلان دراسته تكتيكات عسكرية جديدة تضمن قيام طائراته الحربية بنوبات حراسة الأجواء الإسرائيلية, ونيته تنفيذ عملياتٍ هجومية على اليمن, بمعنى استغنائه عن الخدمات الأمريكية لحماية الكيان , فقد يلقى – هذه المرة – سيلاً من السخرية عوضاً عن التصفيق الذي اعتاد عليه في واشنطن.
ولن يكون بإستطاعته إقناع الأمريكيين بوقف القتال على جبهات غزة والتفرغ ونقل المواجهة نحو مواجهة حزب الله , وتنفيذ عملياتٍ خاطفة سريعة والعودة بسلام, فعدم توسيع نطاق الحرب كان ولا زال موقفاً أمريكياً, ولن يتغير أمام فشل نتنياهو في غزة, وأعتقد أن أفضل ما يمكن أن يعود به نتنياهو من واشنطن هو بقائه رئيساً لوزراء الكيان.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.