استعدادًا لكأس الخليج.. الإعلان عن القائمة الأولية لمعسكر منتخب الشباب تحت 20 عاما    أخر مستجدات إعادة فتح طريق رابط بين جنوب ووسط اليمن    الوزير الزعوري يناقش مع مؤسسات وهيئات الوزارة مصفوفة الأولويات الحكومية العاجلة    سرايا القدس: قصفنا بالهاون جنود العدو في مدينة غزة    الصهاينة فرار للخارج ونزوح بالداخل هربا من صواريخ إيران    الرهوي : العلامة السيد بدرالدين الحوثي كان منارة في العلم وتتلمذ على يديه الكثير    أبو شوصاء يتفقَّد قصر الشباب ويطِّلع على مستوى الانضباط في الوزارة والجهات التابعة لها    ماكرون يكشف عن عرض أمريكي إلى إيران بشأن وقف إطلاق النار    تلوث نفطي في سواحل عدن    الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال رئيس أركان الجيش الإيراني الجديد    على خلفية أزمة اختلاط المياه.. إقالة نائب مدير مؤسسة المياه والصرف الصحي بعدن    قصة مؤلمة لوفاة طفلة من ردفان في أحد مستشفيات عدن    انهيار مخيف الدولار يقترب من 2700 ريال في عدن    اسعار الذهب في صنعاء وعدن الثلاثاء 17 يونيو/حزيران 2025    الإفراج عن 7 صيادين يمنيين كانوا محتجزين في الصومال    أمنية تعز تعلن ضبط عدد من العناصر الإرهابية المتخادمة مع مليشيا الحوثي الارهابية    طبيب يفند خرافات شائعة عن ورم البروستاتا الحميد    بالأدلة التجريبية.. إثبات وجود ذكاء جماعي لدى النمل!    د.الوالي: لن نشارك في تظاهرة هدفها ضد استقلال الجنوب العربي ورمزها الوطني    صوت الجالية الجنوبية بامريكا يطالب بالسيادة والسلام    أمن العاصمة عدن يلقي القبض على خلية حوثية    الشرق الأوسط تحت المقصلة: حربٌ تُدار من فوق العرب!    قرار مفاجئ للمرتزقة ينذر بأزمة مشتقات نفطية جديدة    اخماد حريق بمركز تجاري في اب    بعض السطور عن دور الاعلام    راموس: اريد انهاء مسيرتي بلقب مونديال الاندية    صنعاء .. التربية والتعليم تعمم على المدارس الاهلية بشأن الرسوم الدراسية وعقود المعلمين وقيمة الكتب    وجبات التحليل الفوري!!    كأس العالم للأندية: تشيلسي يتصدر مؤقتاً بفوز صعب ومستحق على لوس انجلوس    السامعي يدعو لعقد مؤتمر طارئ لمنظمة التعاون الاسلامي لبحث تداعيات العدوان على إيران    اتحاد كرة القدم يقر معسكرا داخليا في مأرب للمنتخب الوطني تحت 23 عاما استعدادا للتصفيات الآسيوية    القائم بأعمال رئيس المجلس الانتقالي يتفقد مستوى الانضباط الوظيفي في هيئات المجلس بعد إجازة عيد الأضحى    نائب وزير الاقتصاد يلتقي وكيل وزارة الخدمة المدنية    أمين عام الإصلاح يعزي البرلماني صادق البعداني في وفاة زوجته    البكري يبحث مع مدير عام مكافحة المخدرات إقامة فعاليات رياضية وتوعوية    الأمم المتحدة:نقص الدعم يهدد بإغلاق مئات المنشآت الطبية في اليمن    تصنيف الأندية المشاركة بكأس العالم للأندية والعرب في المؤخرة    تعز.. مقتل وإصابة 15 شخصا بتفجير قنبلة يدوية في حفل زفاف    بايرن ميونخ يحقق أكبر فوز في تاريخ كأس العالم للأندية    علماء عرب ومسلمين اخترعوا اختراعات مفيدة للبشرية    الفريق السامعي: الوطنية الحقة تظهر وقت الشدة    حصاد الولاء    مناسبة الولاية .. رسالة إيمانية واستراتيجية في مواجهة التحديات    إب.. إصابات وأضرار في إحدى المنازل جراء انفجار أسطوانة للغاز    العقيد العزب : صرف إكرامية عيد الأضحى ل400 أسرة شهيد ومفقود    مرض الفشل الكلوي (8)    من يومياتي في أمريكا .. صديقي الحرازي    هيئة الآثار :التمثالين البرونزيين باقيان في المتحف الوطني    وزير الصحة يترأس اجتماعا موسعا ويقر حزمة إجراءات لاحتواء الوضع الوبائ    أهدر جزائية.. الأهلي يكتفي بنقطة ميامي    صنعاء تحيي يوم الولاية بمسيرات كبرى    - عضو مجلس الشورى جحاف يشكو من مناداته بالزبادي بدلا عن اسمه في قاعة الاعراس بصنعاء    سرقة مرحاض الحمام المصنوع من الذهب كلفته 6ملايين دولار    اغتيال الشخصية!    قهوة نواة التمر.. فوائد طبية وغذائية غير محدودة    حينما تتثاءب الجغرافيا .. وتضحك القنابل بصوت منخفض!    الترجمة في زمن العولمة: جسر بين الثقافات أم أداة للهيمنة اللغوية؟    فشل المطاوعة في وزارة الأوقاف.. حجاج يتعهدون باللجوء للمحكمة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«الموساد».. كيف تمكن من اغتيال القائد إسماعيل هنية ؟
نشر في 26 سبتمبر يوم 04 - 08 - 2024

ضعفاء النفوس والعملاء والخونة موفورون في كل بلد وبواسطتهم ينفذ الأعداء مخططاتهم وعملياتهم الاجرامية بحق الشعوب وقادتها المناهضين للاستعمار ومخططاته التدميرية..
ولذلك تستند هيئة الاستخبارات والمهمات الخاصة في إسرائيل التي تعرف اختصارا باسم (الموساد) على أولئك الأشخاص الذين باعوا انفسهم وشعوبهم لهذا الشر الماحق مقابل حفنة من المال المدنس تارة وتارة أخرى عبر وسائل ضغط وابتزاز بصور متعددة .
26 سبتمبر – خاص
وفي سياق مسلسل الاغتيالات التي دأب عليها كيان الاحتلال الصهيوني بواسطة الموساد وبأوامر مباشرة من قبل رئيس وزراء الاحتلال المشرف عليه تمت عملية الاغتيال الغادرة والجبانة لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس القائد المجاهد إسماعيل هنية من قبل الموساد في العاصمة الإيرانية طهران بعد مشاركته حفل تنصيب الرئيس الإيراني مسعود بزيشكان. ووفقا لما نقلته وكالة الأنباء الإيرانية فإن عملية الاغتيال حدثت حوالى الساعة الثانية بعد منتصف ليل الثلاثاء بتاريخ 31يوليو 2024م بمحل إقامته في إحدى المساكن الخاصة بقدامى المحاربين شمالي العاصمة طهران.. وقد أصدر الحرس الثوري يوم السبت 3أغسطس الجاري بيانا ثالثا بشأن الجريمة التي ارتكبها جيش الاحتلال الصهيوني وأدت إلى استشهاد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية. وأفادت وكالة "تسنيم" الدولية للأنباء بأن الحرس الثوري قال في بيان بشأن استشهاد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية، "تم تنفيذ هذه العملية الإرهابية بإطلاق مقذوف قصير المدى من خارج منطقة إقامة الضيوف برأس حربي يزن حوالي 7كلغ، مع انفجار قوي".
وجاء في البيان: "عقب العمل الإرهابي الذي قام به الكيان الصهيوني المجرم والذي أدى إلى استشهاد الشهيد الدكتور إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) ومرافقه، نحيط الشعب الإيراني بما يلي:
لقد خطط لهذا العمل ونفذه الكيان الصهيوني وبدعم من الحكومة الأمريكية المجرمة."
وفي الختام أكد الحرس الثوري أن الثأر لدماء "الشهيد إسماعيل هنية" أمر حتمي، وسيتلقى الكيان الصهيوني الطائش والإرهابي الرد على هذه الجريمة ب"العقاب الشديد" في الزمان والمكان المناسبين والنوعية المناسبة.
الانتقام واجب
عملية الاغتيال الاجرامية الصهيونية التي أقدم عليها كيان الاحتلال تعد الأخطر خلال العقود الماضية وفي حين كانت مفاوضات وقف إطلاق النار تجرى بوساطة قطرية مصرية واشراف امريكي إلا ان المجرم نتن ياهو بعد عودته من حفلة التصفيق في الكونجرس باشر عمله الإجرامي بتوجيه جهاز الموساد لتنفيذ عملية الاغتيال الآثمة بحق القائد إسماعيل هنية الممثل لحركة حماس في مفاوضات إحلال السلام ووقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
هذا العمل الاجرامي الغادر والجبان أثار ردودا واسعة على المستوى الإقليمي والدولي وفي هذا السياق.. نشر المرشد الإيراني علي خامنئي بيان تعزية باستشهاد إسماعيل هنية، واعتبر أن الحادثة تعد انتهاكا للأراضي الإيرانية وأن الانتقام له واجب إيران، وأكد أن "النظام الصهيوني المجرم والإرهابي بهذه العملية وفرّ الأرضية لعقابه بشكل حازم".
من جهته، أشار الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى أن إيران تنعى شريكها في الأحزان والأفراح، رفيق درب المقاومة الدائم وقائد المقاومة الفلسطينية الشجاع، شهيد القدس الحاج إسماعيل هنية.
التاريخ السري للاغتيالات
وبحسب تقرير نشرته "الجزيرة" فإن الكاتب رونين بيرغمان -وهو صحفي استقصائي إسرائيلي ومراسل كبير للشؤون العسكرية والاستخباراتية في صحيفة يديعوت أحرونوت، قد قدم في كتابه الذي نشر عام 2018م "انهض واقتل أولا: التاريخ السري للاغتيالات المستهدفة في إسرائيل" قدم- رواية مفصلة عن تاريخ وإستراتيجية وتنفيذ الاغتيالات المستهدفة التي نفذتها إسرائيل حتى قبل إعلان قيامها عام 1948م.
ويستند الكتاب إلى وثائق سرية للغاية وبحث أرشيفي وأكثر من ألف مقابلة أجراها مع مسؤولي الاستخبارات السابقين والحاليين.
وبحسب الكتاب، فإن عقيدة الاغتيالات الإسرائيلية هي مشتقة من مقولة تلمودية تنص على "إذا جاء شخص لقتلك، فانهض واقتله أولا" بحيث أصبح هذا المفهوم مبدأ توجيهيا لأجهزة الأمن والاستخبارات الإسرائيلية.
وبحسب بيرغمان، فإن مئير داغان الذي أصبح رئيسا للموساد عام 2002م بعد أن عينه رئيس الوزراء أرييل شارون لإعادة تنشيط الوكالة، رأى أن البرنامج النووي الإيراني يشكل تهديدا وجوديا لإسرائيل، فأعاد تنظيم الموساد لمعالجة هدفين رئيسيين: أولا، لمواجهة الدول المعادية التي تحاول الحصول على أسلحة نووية (مع التركيز بشكل خاص على إيران)، وثانيا، لمواجهة الفصائل المسلحة القادرة على مواجهة تل أبيب مثل حزب الله وحماس وفصائل أخرى.
وتم منح داغان موارد ودعما كبيرا لتنفيذ هذه المهمة، وقام بتفكيك هيكل الموساد السابق وأعاد تجميعه للتركيز بشكل مؤثر على المعلومات الاستخباراتية القابلة للتنفيذ والتي يمكن أن تؤدي إلى عمليات استباقية ووقائية مثل التخريب والكمائن والقتل المستهدف والاغتيالات، وكان هدفه تحويل الموساد إلى وكالة محاربة قادرة على اتخاذ إجراءات حاسمة ضد أعدائها خارج الحدود.
العقل المدبر للاغتيال
وأشار التقرير "في مايو/أيار 2003م، قدم باردو خطة شاملة وسرية للغاية إلى القيادة العليا للموساد، موضحا أن الإستراتيجية لوقف طموحات إيران النووية تكون من خلال مجموعة من التدابير المباشرة وغير المباشرة، وشملت:
ضغوطا دبلوماسية قوية.
عقوبات اقتصادية.
دعم الأقليات وجماعات المعارضة ومساعدتها على التخريب داخل إيران.
تعطيل نقل المعدات والمواد الخام للبرنامج النووي.
العمليات السرية بما في ذلك تخريب المنشآت النووية واغتيال شخصيات مهمة في البرنامج النووي الإيراني.
وبناء على هذه الخطة أعد الموساد قائمة بأسماء 15 باحثا مهما كأهداف للاغتيالات، معظم هذه الأسماء كانت مسؤولة عن تطوير البرنامج النووي والبرنامج الصاروخي الإيراني.
التنفيذ
كان مسعود علي محمدي أول من اغتيل في 12 يناير/كانون الثاني 2010م. قُتل أستاذ الفيزياء والمشارك في تطوير البرنامج النووي الإيراني بقنبلة تم التحكم فيها عن بعد زرعت على دراجة نارية بالقرب من منزله في طهران، انفجرت القنبلة أثناء مغادرته منزله، مما أدى إلى مقتله على الفور.
وفي أعقاب ذلك، في 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2010م، اغتيل مؤسس الجمعية النووية الإيرانية مجيد شهرياري بقنبلة مغناطيسية مثبتة بسيارته بواسطة راكبي دراجات نارية في طهران.
قُتل شهرياري، وهو عالم نووي كُلّف بأحد أكبر المشاريع في المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية، على الفور عندما انفجرت القنبلة أثناء قيادته لسيارته، مما أدى أيضا إلى إصابة زوجته.
وفي اليوم نفسه، نجا رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية فريدون عباسي دواني بأعجوبة من مصير مماثل، إذ تم تثبيت قنبلة مغناطيسية بسيارته، لكنه تمكن من القفز منها قبل أن تنفجر.
بعد ذلك، تم اغتيال طالب الدكتوراه في الهندسة الكهربائية داريوش رضائي نجاد، في 23 يوليو/تموز 2011م، حيث أطلق عليه مسلحون يستقلون دراجات نارية النار عدة مرات خارج منزله في طهران بينما كان مع زوجته التي أصيبت أيضًا في الهجوم.
وفي 11 يناير/كانون الثاني 2012م، قتل المهندس الكيميائي والمشرف في منشأة تخصيب اليورانيوم مصطفى أحمدي روشان، ومعه سائقه في انفجار قنبلة مغناطيسية وضعها راكبو دراجات نارية على سيارته في شمال طهران، وسارعت السلطات الإيرانية في ذلك الوقت إلى توجيه أصابع الاتهام إلى إسرائيل.
اغتيال العقل المدبر للبرنامج الصاروخي
لم تكتف إسرائيل باغتيال العلماء النوويين، بل استهدفت شخصيات عسكرية مرموقة في الأراضي الإيرانية، بهدف إضعاف القدرات الإستراتيجية والدفاعية لإيران، ومن أبرزها كانت عملية اغتيال حسن طهراني مقدم.
ولعب طهراني مقدم، الذي يُشار إليه غالبا ب"أبو البرنامج الصاروخي الإيراني"، دورا محوريا في تطوير قدرات الصواريخ الباليستية الإيرانية.
وكان له دور فعال في تصميم أنظمة صواريخ سجيل وشهاب ويعد شخصية رئيسية في قوة الفضاء التابعة للحرس الثوري الإيراني. وعززت جهوده بشكل كبير تكنولوجيا الصواريخ الإيرانية والردع الإستراتيجي.
وفي 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2011م، وقع انفجار هائل في قاعدة "بيد غنه" العسكرية بالقرب من طهران، حيث كان هناك مقدم و17 عضوا من الحرس الثوري الإيراني.
الاغتيال الأكثر تعقيدا
تعتبر عملية اغتيال محسن فخري زاده، كبير العلماء النوويين في إيران، على يد الموساد في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2020م بالقرب من طهران، واحدة من أكثر العمليات تعقيدا التي قامت بها وكالة الاستخبارات الإسرائيلية على الإطلاق.
وبحسب رواية صحيفة نيويورك تايمز، فقد تم استهداف زاده باستخدام مدفع رشاش تم التحكم فيه عن بعد، والذي تم تركيبه على شاحنة صغيرة، تم تشغيل السلاح من مسافة كبيرة، مما يضمن عدم وجود عملاء على الأرض أثناء التنفيذ.
واستخدمت إسرائيل في عملية الاغتيال تقنية الذكاء الاصطناعي لتعزيز الدقة، كانت العملية تتويجا لأشهر -إن لم يكن سنوات- من المراقبة التفصيلية وجمع المعلومات الاستخبارية، درس عملاء الموساد روتين العالم الإيراني وتحركاته، كما تم تهريب السلاح المخصص إلى إيران في أجزاء ثم أعيد تجميعه.
وفي يوم الاغتيال، تعرض موكب فخري زاده لكمين على طريق ريفي بالقرب من طهران، وأطلق السلاح الآلي عدة طلقات، مما أدى إلى مقتله.
اغتيال حسن صياد
كما اغتيل العقيد حسن صياد خدايي، وهو شخصية عسكرية إيرانية بارزة، في 22 مايو/أيار 2022م، وكان عضوا في فيلق القدس النخبوية، والذراع العملياتي للحرس الثوري الإيراني خارج الحدود الإقليمية.
قُتل خدايي بالرصاص خارج منزله في طهران من قبل مسلحين على دراجات نارية، وهي الطريقة المشابهة لاغتيال العلماء النوويين الإيرانيين.
الاحتلال لا يعترف بالمسؤولية
لم تقتصر الاغتيالات الإسرائيلية على العسكريين أو السياسيين، بل طالت أدباء وعلماء أيضا، وعادة لا تعترف إسرائيل بمسؤوليتها عن الاغتيالات خارج المناطق المحتلة، بل يأتي الاعتراف في الغالب عن طريق وسائل الإعلام الإسرائيلية بعد مدة.
ويوضح التقرير الذي نشرته" الجزيرة" ان اسم جهاز (الموساد) برز عندما نجح في اختطاف الضابط النازي السابق أدولف آيخمان من الأرجنتين عام 1960م، وإحضاره إلى إسرائيل ومحاكمته بتهمة ارتكاب جرائم حرب والحكم عليه بالإعدام، ونفذ الحكم في 31 مايو/أيار 1962م وأُحرق جثمانه وألقي رماده في البحر الأبيض المتوسط.
وفي يوليو/تموز 1972م اغتيل الأديب والصحفي الفلسطيني غسان كنفاني عبر تفجير سيارته في بيروت بعبوة ناسفة.
وفي العاشر من أبريل/نيسان 1973م نفذت وحدة تابعة للموساد في العاصمة اللبنانية بيروت، عملية اغتيال ل 3 من قادة حركة فتح ومنظمة التحرير، هم محمد يوسف النجار، وكمال عدوان عضوا اللجنة المركزية لحركة فتح، وكمال ناصر المتحدث الرسمي باسم منظمة التحرير الفلسطينية.
وتم اغتيال القيادي بالجبهة الشعبية وديع حداد في مارس/آذار 1979م عن طريق وضع السم في قطع الشوكولاتة التي كان يفضلها، وذلك أثناء وجوده في أحد فنادق ألمانيا الشرقية.
وفي سيدي بوسعيد بضواحي العاصمة التونسية اغتال الموساد في 16 أبريل/نيسان 1988م المناضل والقيادي في حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) خليل الوزير الملقب بأبي جهاد.
في فبراير/شباط 1992م، وبعد تلقي معلومات من الموساد، قصفت طائرات إسرائيلية موكب الأمين العام لحزب الله عباس الموسوي في بلدة تفاحتا في جنوب لبنان، مما أدى لمقتله وزوجته ونجله.
وفي مالطا وعن طريق إرسال وحدة كيدون المتخصصة في عمليات الاغتيال، اغتيل الأمين العام السابق لحركة الجهاد الإسلامي فتحي الشقاقي في أكتوبر/تشرين الأول 1995م، عبر إطلاق رصاصات في رأسه.
وفي يناير/كانون الثاني 1996م اغتيل مهندس كتائب القسام يحيى عياش عبر إيصال هاتف خليوي ملغم إلى بيته وتفجيره عن بعد أثناء استخدامه.
في 25 سبتمبر/أيلول 1997م حاول الموساد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل في العاصمة الأردنية عمان، عبر حقنه بمادة سامة، إلا أن هذه العملية باءت بالفشل بعد القبض على أحد المنفذين من قبل المرافق الخاص بمشعل، بينما ألقت قوات الأمن الأردنية القبض على عنصرين تبين لاحقا أنهما ينتميان لجهاز الموساد، وبعد تدخل ملك الأردن الحسين بن طلال وإصراره على أن تسلّم إسرائيل المصل المضاد للسم، تم إنقاذ حياة خالد مشعل. وبعد التحقيق اتضح أن وحدة كيدون هي المسؤولة عن تنفيذ هذه العملية.
في 26سبتمبر/أيلول 2004م، اغتال الموساد عز الدين الشيخ خليل، وهو من كوادر حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وقُتل بانفجار سيارته في دمشق.
في 12فبراير/شباط 2008م اغتال الموساد القيادي في حزب الله اللبناني عماد مغنية بتفجير سيارة مفخخة في دمشق.
وفي أحد فنادق دبي بالإمارات اغتيل محمود المبحوح في 19يناير/كانون
اغتال الموساد عمر الناي الناشط السابق بالجبهة الشعبية في 26فبراير/شباط 2016م، إذ وجد مقتولا داخل سيارته في بلغاريا.
في ديسمبر/كانون الأول 2016 اغتال جهاز الموساد المهندس التونسي محمد الزواري بإطلاق الرصاص عليه أمام منزله بمدينة صفاقس.
وفي ماليزيا في 21 أبريل/نيسان 2018م اغتيل المهندس الكهربائي فادي البطش، وذلك باستهدافه بحوالي 14 رصاصة من قبل مجهولين على دراجة نارية.
ما أسلحة الاغتيال الإسرائيلية؟
على مدار سنوات طويلة، كانت غالبية الاستهدافات الإسرائيلية تحدث بشكل أساسي عبر الطرق التقليدية، مثل القتل المباشر (عبر مسدس أو بندقية قناصة) بيد عملاء استخبارات أو جواسيس، أو من خلال التسميم. أضف إلى ذلك وحدات العمليات الخاصة للاغتيالات مثل "سايرت ماتكال" أو "شايطيت 13" أو "دوفدفان"، وهي معروفة بالاغتيالات السرية.
إلى جانب ذلك، استخدمت إسرائيل العبوات الناسفة في عمليات الاغتيال لعدة أسباب، حيث يسهل تصنيعها من مواد مختلفة وتصميمها للانفجار بطرق متعددة، مما يجعلها قابلة للتكيف مع سيناريوهات الاغتيال المختلفة، وهي سهلة التنفيذ ولا حاجة إلى تهريب مكوناتها من الخارج، أو على الأقل يسهل تهريبها مقارنة بأي سلاح يمتلك القوة التدميرية نفسها.
الاغتيالات.. لن تفت من عضد المقاومة
لم تكن عملية اغتيال القائد إسماعيل هنية إلا حلقة من حلقات مسلسل الاغتيالات التي طالت العشرات من القادة السياسيين والعسكرية في المقاومة خلال العقد الثلاثة الماضية بداء من اغتيال المهندس يحيى عياش عام 1996م، ومرورا بصلاح شحادة عام 2002م وإبراهيم المقادمة عام 2003م، ثم مؤسس الحركة الشيخ أحمد ياسين عام 2004م وخليفته الدكتور عبد العزيز الرنتيسي في العام نفسه، وتمتد القائمة لتشمل القيادي نزار ريان عام 2009م، وأحمد الجعبري عام 2012م، ورائد العطار ومحمد أبو شمالة عام 2014م.
ويتوهم كيان العدو الصهيوني وعلى رأسهم الإرهابي نتن ياهو أنه بهذه العملية الغادرة التي طالت الشهيد إسماعيل هنية سيحقق أهدافه في إخضاع المقاومة في قطاع غزة والسيطرة عليها ولكنه بهذا التصرف الأرعن يجهل حقيقة أن المقاومة لا تموت وان فلسطين ولادة للقادة واحد تلو الآخر وأن المقاومة ستسمر حتى يندحر الاحتلال مهما عربد الاحتلال ومهما سفك من الدماء.
ولذلك فإن قادة المقاومة مثلهم مثل بقية المجاهدين في الميدان يضحون بدمائهم الزكية ولا تنال من عزيمتهم وايمانهم القوي العصابات الصهيونية وقد لاحظنا كيف كان الشهيد إسماعيل هنية قوي الإرادة والعزيمة فعندما استقبل استشهاد 6 من افراد عائلته بينهم ثلاثة من أبنائه وعدد من أحفاده قال رحمه الله ليت دماء أبنائي أغلى من دماء أبناء الشعب الفلسطيني الذين لا فرق بيهم وقال "الله يسهل عليهم" ونفس العبارة رددها ابنه عبدالسلام وبقية أبنائه عند سماعهم نبأ استشهاد أبيهم وقال الشهيد هنيه في تصريح له: "ما يقرب من 60 من أفراد عائلتي ارتقوا شهداء شأن كل أبناء الشعب الفلسطيني ولا فرق بينهم.. الاحتلال يعتقد أنه باستهداف أبناء القادة سيكسر عزيمة شعبنا!".
قرارنا هو الانتصار
وردًا على الحصار المستمر على قطاع غزة، قال الشهيد هنية في خطاب له عام 2014م: "نحن قوم إذا كان قراركم الحصار فإن قرارنا هو الانتصار، وإذا كان القرار تركيع غزة والشعب، فقرارنا هو أننا لا نركع إلا لله. وعلى كل صانعي القرار داخل وخارج فلسطين أن يلتقطوا رسالة هذا الشعب، نحن قوم نعشق الموت كما يعشق أعداؤنا الحياة، نعشق الشهادة على ما مات عليه القادة كما يعشق الآخرون الكراسي، خذوا كل الكراسي وأبقوا لنا الوطن".
البحث عن نصر وهمي
يحاول كيان العدو الصهيوني البحث عن ترميم هيبة الردع العسكرية التي سقطت يوم السابع من أكتوبر على أيدي أبطال المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة ولن يستطيع استعادتها مهما أوغل في سفك الدماء ومهما نفذ من اغتيالات ومهما كان حجم الدعم والمشاركة الأمريكية التي تعد المسؤول الأول عن كل الجرائم التي ترتكب اليوم بحق المدنيين من أبناء الشعب الفلسطيني المحاصر في قطاع غزة.. ولن يفلح القتلة المجرمون في تحقيق اهدافهم مادام هناك مجاهدون اشداء يؤمنون بقدسية الدفاع عن الأرض والعرض والمسجد الأقصى المبارك.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.