المرتضى يكشف تفاصيل اتفاق لتنفيذ صفقة تبادل تشمل آلاف الأسرى    لقاء علمائي بتعز استقبالا لجمعة رجب وتنديدًا بالإساءة للمصحف الشريف    صلاح يصبح أول مصري يسجل في 5 نسخ لأمم أفريقيا    أسعار الذهب تلامس 4500 دولار متأثرة بالتوتر بين كراكاس وواشنطن    الصحفي والاكاديمي القدير الدكتور وديع العزعزي    قبائل من المهرة ويافع وشبوة تنضم إلى ساحة الاعتصام الشعبي المفتوح بمدينة الغيضة    العليمي:لن نقبل بفرض أمر واقع بالقوة ولن نسمح بانزلاق البلاد إلى صدام داخلي جديد    مسيرة ووقفة في صالة بتعز تنديداً بجريمة الإساءة للقرآن الكريم    خطوة إنسانية تخفف المعاناة.. السعودية ترحب باتفاق تبادل الأسرى والمحتجزين    1.6 مليون فلسطيني يواجهون المجاعة في غزة ووفاة 1200 مريض بسبب الحصار    تنفيذية انتقالي لحج تشيد بالحشود الجماهيرية لأبناء المحافظة إلى ساحة الاعتصام بعدن    انعقاد اللقاء الأسبوعي الخامس بين الحكومة والقطاع الخاص    الرئيس الزُبيدي يشدد على أهمية الصيانة الدورية لشبكة الطرق    لقاء موسع للعلماء بالعاصمة صنعاء انتصارًا للقرآن الكريم    الفواكه المجففة تمنح الطاقة والدفء في الشتاء    الرئيس:لن نقبل بتحويل الشراكة إلى تمرد وعلى الجميع منع انزلاق البلاد نحو صدام داخلي    تكريم الفائزات ببطولة الرماية المفتوحة في صنعاء    هيئة الآثار: نقوش سبأ القديمة تتعرض للاقتلاع والتهريب    قيادات يمنية تهدد بالتحالف مع الحوثي ضد الجنوب.. صمت بن بريك والزنداني    تهديد بالتحالف مع الحوثي.. حين تنكشف عقيدة الشرعية وتُسقط آخر أقنعتها    النازحون.. عامٌ من القطيعة    مستشار الرئيس الاماراتي : حق تقرير المصير في الجنوب إرادة أهله وليس الإمارات    الرئيس الزُبيدي يشدد على أهمية تطوير البنى التحتية لمطار عدن الدولي    فعاليات ثقافية بمديريات محافظة صنعاء احتفاءً بجمعة رجب وتأكيداً على الهوية الإيمانية    جامع الشعب.. تدشين أنشطة جمعة رجب وفعاليات الهوية الإيمانية بحضور علمائي ونخبوي واسع    البنك المركزي يوقف تراخيص عدد من شركات الصرافة المخالفة ويغلق مقراتها    اتلاف 20 طنا بضائع منتهية الصلاحية في البيضاء    سفراء بريطانيا فرنسا ألمانيا هولندا والاتحاد الأوروبي يؤكدون التزامهم بوحدة اليمن وسيادته وسلامة أراضيه    فقيد الوطن و الساحه الفنية الشاعر سالم أحمد بامطرف    برنامج الأغذية العالمي يعلن استمرار تعليق أنشطته في مناطق سيطرة سلطات صنعاء    هيئة المواصفات والمقاييس تحذر من منتج حليب أطفال ملوث ببكتيريا خطرة    نابولي بطلا للسوبر الإيطالي على حساب بولونيا    صلاح ومرموش يقودان منتخب مصر لإحباط مفاجأة زيمبابوي    رئيس مجلس الشورى يعزّي في وفاة القاضي محمد عبدالله عبدالمغني    مخيم طبي مجاني لإزالة المياه البيضاء وزراعة العدسات بالحديدة    فنان تشكيلي يتلقى إشعاراً بإخلاء مسكنه في صنعاء ويعرض لوحاته للبيع    أبين.. إصابة 3 جنود من الحزام الأمني جراء هجوم بطائرة مسيّرة    الخارجية الروسية: روسيا تؤكد تضامنها مع فنزويلا على خلفية التصعيد في البحر الكاريبي    الصحفي والناشط الحقوقي نشوان النظاري    تواصل منافسات بطولة الرماية المفتوحة للسيدات والناشئات    رئيس انتقالي لحج "الحالمي" يعزّي في وفاة الشيخ حسين جابر بن شعيلة    هيئة المواصفات تحذر من منتج حليب أطفال ملوث ببكتيريا خطرة    رشيد تعز يفوز على تضامن شبوة في دوري الدرجة الثانية    تحذيرات طبية من خطورة تجمعات مياه المجاري في عدد من الأحياء بمدينة إب    وقفة طلابية تندد باغتيال الاستاذ الشراعي بالتفجير الذي استهدف مقر الإصلاح بتعز    الإصلاح بحجة ينعى الشيخ مبخوت السعيدي ويذكّر بمواقفه الوطنية وتصديه للمشروع الحوثي    فيفا: السعودية معقل كرة القدم الجديد    الذهب يتجاوز 4400 دولار للأونصة والفضة عند مستوى تاريخي    اغتيال جنرال في الجيش الروسي في موسكو    الأرصاد يتوقع أجواء شديدة البرودة وتشكّل الصقيع    خلال مراسم تشييع جثمان الصحفي الأميري.. المشيعون: الإعلام اليمني فقد أحد الأقلام الحرة التي حملت هموم الوطن    مرض الفشل الكلوي (33)    الدوري الاسباني: برشلونة يهزم فياريال ويؤكد انفراده بالصدارة    رحيل الفنانة المصرية سمية الألفي عن 72 عاما    بنات الحاج أحمد عبدالله الشيباني يستصرخن القبائل والمشايخ وسلطات الدولة ووجاهات اليمن لرفع الظلم وإنصافهن من أخيهن عبدالكريم    بنات الحاج أحمد عبدالله الشيباني يستصرخن القبائل والمشايخ وسلطات الدولة ووجاهات اليمن لرفع الظلم وإنصافهن من أخيهن عبدالكريم    لملس والعاقل يدشنان مهرجان عدن الدولي للشعوب والتراث    تحرير حضرموت: اللطمة التي أفقدت قوى الاحتلال صوابها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عدوان 1967م..وفشل سيناريو تطبيقه بلبنان اليوم !
نشر في 26 سبتمبر يوم 20 - 09 - 2024

وصلت تقارير استخباراتية عن قيام وكالة المخابرات الأمريكية بالاتفاق مع بعض شركات الطيران الدولية على تركيب كاميرات خاصة في بطون طائراتها بحيث تستطيع أن تلتقط صورا .
سخرت المخابرات الأمريكية كل التسهيلات للكيان الصهيوني فأباحت له بكل المعلومات المتوفرة لديها وأتاحت له إمكانية فك مفاتيح الشفرة المدنية والعسكرية , ووفرت له إمكانيات الحرب الالكترونية من تشويش إلى إعاقة .
-معركة أمريكا
طبقا لما قاله الرئيس الجزائري هواري بومدين : ( إسرائيل قامت بدور ثانوي في حرب 1967م, إذ كانت المعركة أمريكية وكان الأداء وحده إسرائيليا ).
فالكيان الصهيوني لم يكن يعمل لمصلحته فقط بل هو بمثابة أداة وعميل للقوي الغربية وعلى رأسها امريكا للسيطرة على العالم العربي .
في المرحلة التي سبقت حرب يونيو 1967م , كانت الولايات المتحدة تبذل كل ما في وسعها لضمان التفوق الصهيوني فكانت تمول جميع صفقات الأسلحة التي يشتريها الكيان الصهيوني من الدول الاوروبية , وعلى رأسها صفقة كبيرة من الدبابات والمدفعية وصلت من المانيا الغربية وكانت سببا في قطع العلاقات السياسية بين عشر دولة عربية والمانيا الغربية .
ففي عام العدوان الصهيوني على مصر 5 يونيو 1967م , فقد بلغت المعونات الامريكية الاقتصادية والعسكرية للكيان الصهيوني 1,1 مليار دولار بينما كانت في العام السابق 92 مليون دولار فقط , أي أن الدعم الأمريكي للكيان الصهيوني نضاعف بنسبة 1200% قبيل حرب يونيو 1967م مقارنة بالغام الذي يسبقه .
-حرب الكترونية
في مطلع عام 1967م , سخرت المخابرات الأمريكية كل التسهيلات للكيان الصهيوني فأباحت له بكل المعلومات المتوفرة لديها وأتاحت له إمكانية فك شفرة معظم مفاتيح الشفرة المصرية المدنية والعسكرية ووفرت له إمكانيات الحرب الالكترونية من تشويش إلى إعاقة .
كما أجرت اتصالاتها مع المخابرات البريطانية كي يحصل الكيان الصهيوني على وثائق الخطط البريطانية للضرب الجوي الذي قامت به بريطانيا ضد الطيران المصري في عدوان 1956م.
وفي 21 مارس 1967م وصلت إلى مصر تقارير استخباراتية عن قيام وكالة المخابرات الأمريكية بالاتفاق مع بعض شركات الطيران الدولية على تركيب كاميرات خاصة في بطون طائراتها بحيث تستطيع أن تلتقط صورا تغطي سطح مصر كلها أثناء طيرانها في الأجواء المصرية .
كما أفادت نفس التقارير بأن الطائرات الحربية الأمريكية التي تمر في المجال الجوي المصري بإذن خاص تفعل نفس الشيء على نطاق أوسع .
وصدر قرار يحدد ممرات جوية خاصة للطيران المدني كذلك صدر قرار يمنع الطيران العسكري الأمريكي تماما فوق الأراضي المصرية .
-الأسطول السادس
في 22 مايو توجه الأسطول السادس وحاملتا الطائرات ساراتوجا وأمريكا إلى شرق البحر المتوسط في رسالة إلى الجميع بأن الكيان الصهيوني تحت الحماية الامريكية .
وكان اقتراب الحاملتين من الشواطئ الصهيونية لسد الثغرة التي يمكن أن تنشأ إذا ما بدأ الكيان الصهيوني في تسديد ضربته الجوية .
فقد كانت هناك مخاوف أن يتسرب موعد الضرب ويقوم الطيران المصري بهجمة مضادة على المطارات الصهيونية لتدمير مدارجها , فإذا ما ذهبت الطائرات الصهيونية إلى ضرب المطارات المصرية وجدتها خالية من الطائرات لأن الطيران المصري سوف يكون وقتها فوق مطارات الكيان الصهيوني , وإذا ما حاولت الطائرات الصهيونية العودة تعذر عليها ذلك لأن مطاراتها لن تكون في خالة تسمح بذلك .
بينما تستطيع طائرات مصر أن تهبط في مطارات الأردن أو السودان او حتي السعودية .
وهكذا رست حاملتا الطائرات الأمريكيتان أمام سواحل الكيان الصهيوني كي تحمى قواعدها الجوية , وكذلك لتأمين جميع الأهداف الداخلية في العمق الصهيوني , إذا ما أبدى العرب بغض المقاومة أو المهارة في إدارة الحرب .
وكانت طائرات النقل الأمريكية تقوم بنقل كميات ضخمة من المهمات العسكرية من قاعدة ( هويلس) في ليبيا إلى الكيان الصهيوني .
-خطة للتدخل
وفي 23 مايو أرسلت الولايات المتحدة شحنة كبيرة من الأسلحة وقطع الغيار والذخيرة في الوقت الذي كانت تعلن فيه الحظر على جميع الأسلحة المرسلة إلى الشرق الاوسط .وفي 30 مايو قام مدير المخابرات الصهيونية بزيارة سرية إلى الولايات المتحدة وهناك أوضح له المسؤولون في البنتاجون والمخابرات أنه ( إذا تصرفت إسرائيل بمفردها وحققت نصرا حاسما على العرب فإن أحدا لن ينزعج في واشنطن ) .
فقد كانت هناك خطة طارئة أعدتها هيئة الأركان المشتركة الأمريكية قبل الحرب بأيام للترتيب لتدخل عسكري في الحرب إذا ما سارت في غير مصلحة الكيان الصهيوني .
-طائرات التجسس
وفي 3 يونيو 1967م , وقع الرئيس الأمريكي جونسون أمرا رئاسيا بأن تقوم القوات الجوية الأمريكية المتمركزة في قاعدة ( رامشتاين ) بألمانيا الغربية بترتيب عملية استطلاع للجبهة المصرية بواسطة طائرات وبالفعل تم التجسس وقدمت الطائرات آلاف الصور لكافة التحركات على الجبهة المصرية .
-الضوء الأخضر
وفي 4 يونيو قبل العدوان بيوم كان الرئيس الامريكي جونسون يحضر اجتماعا حزبيا في نيويورك , وفي أثناء الجلسة اقترب منه ( أيبي ) أحد زعماء الحزب الديمقراطي وأسر إليه أنه لا يمكن التأخير أكثر من ذلك , وأن إسرائيل ستبدأ هجومها خلال 24 ساعة ..
وعندئذ قام جونسون وألقى خطابا حماسيا حول وجود إسرائيل وضرورة حمايتها وتأييدها بكافة الوسائل .
-بدأ الهجوم
وفي صباح الخامس من يونيو هاجم الكيان الصهيوني مصر وبدأت الحرب بضربة جوية عبارة عن ثلاث طلعات جوية قامت بها 492 طائرة لضرب 11 قاعدة جوية مصرية في الدلتا والصعيد وسيناء لتنتهي الحرب قبل أن تبدأ !
وكانت الولايات المتحدة قد زودت الكيان الصهيوني بخزانات إضافية للوقود تحملها الطائرات المغيرة على مصر وتستعمل وقودها في رحلتها ذهابا إلى أهدافها في أقصى العمق المصري وبعد انتهاء مهامها تقذف بهذه الخزانات الاضافية في الجو لتستعمل بعد ذلك وقودها الأصلي في رحلة العودة إلى قواعدها في الكيان الصهيوني .
وفي اليوم التالي للحرب كان هناك مشروع في مجلس الأمن لوقف إطلاق النار والعودة إلى موقف ما قبل الحرب لكن أمريكا نجحت في تأجيل طهوره حتى يؤكد الكيان الصهيوني انتصاره ليظهر بعد ذلك مشروع وقف إطلاق النار مع بقاء الوضع كما هو عليه دون انسحاب نتيجة إصرار الولايات المتحدة الامريكية .
وفي يومي 8 و 9 يونيو قامت امريكا بمهام الاستطلاع الليلي لرصد التحركات العربية حتى تسهل الهجمات الصهيونية في صبيحة اليوم التالي , وكان تلك المساعدة الامريكية في منتهي الأهمية , فقد كان الكيان الصهيوني لا يمتلك أداة مقدرة على الاستطلاع الليلي في حرب يونيو 1967م.
-نتيجة العدوان
وبعد سته أيام من بدء الحرب كانت المعركة قد حسمت تماما لصالح الكيان الصهيوني , وقد اسفرت عن خسارة مصر 340 طائرة و600 دبابة , في مقابل 40 طائرة و105 دبابة على الجانب الصهيوني , لكن مصر خسرت ما هو اغلي من ذلك بكثير خسرت بضعة آلاف من ابنائها وخسرت هيبتها وكرامتها وارضها سيناء كما احتل الصهاينة القدس الشرقية والضفة الغربية وغزة ومرتفعات الجولان .
-دعم واشنطن
وفي 14 يونيو اجتمع مجلس الأمن القومي الامريكي وقرر إرسال شحنة أسلحة إلى الكيان الصهيوني لتعويض خسارته المحدودة في الحرب فقام بتسليم الكيان الصهيوني 62 طائرة بدلا مما حسره .
وفي اكتوبر 1967م قدمت امريكا 100 طائرة للكيان الصهيوني , 50 طائرة من طراز فانتوم 4 , و50 طائرة من طراز (سكاي هوك ) كمكافأة لها على انتصارها بالحرب ! وفي اكتوبر عام 1968م , قدمت امريكا 50 طائرة إضافية ايضا من طراز فانتوم 4 .
وفي 19 يونيو 1967م , صرح جونسون في بيان له أن الولايات المتحدة لن تضغط على إسرائيل للانسحاب طالما أنه ليس هناك سلام , على الرقم من اصدار مجلس الأمن قراره رقم ( 242) الذي ينص على انسحاب إسرائيل من الاراضي التي احتلتها في حرب 5 يونيو 1967م .
26 سبتمبر نت: علي الشراعي |
وصلت تقارير استخباراتية عن قيام وكالة المخابرات الأمريكية بالاتفاق مع بعض شركات الطيران الدولية على تركيب كاميرات خاصة في بطون طائراتها بحيث تستطيع أن تلتقط صورا .
سخرت المخابرات الأمريكية كل التسهيلات للكيان الصهيوني فأباحت له بكل المعلومات المتوفرة لديها وأتاحت له إمكانية فك مفاتيح الشفرة المدنية والعسكرية , ووفرت له إمكانيات الحرب الالكترونية من تشويش إلى إعاقة .
-معركة أمريكا
طبقا لما قاله الرئيس الجزائري هواري بومدين : ( إسرائيل قامت بدور ثانوي في حرب 1967م, إذ كانت المعركة أمريكية وكان الأداء وحده إسرائيليا ).
فالكيان الصهيوني لم يكن يعمل لمصلحته فقط بل هو بمثابة أداة وعميل للقوي الغربية وعلى رأسها امريكا للسيطرة على العالم العربي .
في المرحلة التي سبقت حرب يونيو 1967م , كانت الولايات المتحدة تبذل كل ما في وسعها لضمان التفوق الصهيوني فكانت تمول جميع صفقات الأسلحة التي يشتريها الكيان الصهيوني من الدول الاوروبية , وعلى رأسها صفقة كبيرة من الدبابات والمدفعية وصلت من المانيا الغربية وكانت سببا في قطع العلاقات السياسية بين عشر دولة عربية والمانيا الغربية .
ففي عام العدوان الصهيوني على مصر 5 يونيو 1967م , فقد بلغت المعونات الامريكية الاقتصادية والعسكرية للكيان الصهيوني 1,1 مليار دولار بينما كانت في العام السابق 92 مليون دولار فقط , أي أن الدعم الأمريكي للكيان الصهيوني نضاعف بنسبة 1200% قبيل حرب يونيو 1967م مقارنة بالغام الذي يسبقه .
-حرب الكترونية
في مطلع عام 1967م , سخرت المخابرات الأمريكية كل التسهيلات للكيان الصهيوني فأباحت له بكل المعلومات المتوفرة لديها وأتاحت له إمكانية فك شفرة معظم مفاتيح الشفرة المصرية المدنية والعسكرية ووفرت له إمكانيات الحرب الالكترونية من تشويش إلى إعاقة .
كما أجرت اتصالاتها مع المخابرات البريطانية كي يحصل الكيان الصهيوني على وثائق الخطط البريطانية للضرب الجوي الذي قامت به بريطانيا ضد الطيران المصري في عدوان 1956م.
وفي 21 مارس 1967م وصلت إلى مصر تقارير استخباراتية عن قيام وكالة المخابرات الأمريكية بالاتفاق مع بعض شركات الطيران الدولية على تركيب كاميرات خاصة في بطون طائراتها بحيث تستطيع أن تلتقط صورا تغطي سطح مصر كلها أثناء طيرانها في الأجواء المصرية .
كما أفادت نفس التقارير بأن الطائرات الحربية الأمريكية التي تمر في المجال الجوي المصري بإذن خاص تفعل نفس الشيء على نطاق أوسع .
وصدر قرار يحدد ممرات جوية خاصة للطيران المدني كذلك صدر قرار يمنع الطيران العسكري الأمريكي تماما فوق الأراضي المصرية .
-الأسطول السادس
في 22 مايو توجه الأسطول السادس وحاملتا الطائرات ساراتوجا وأمريكا إلى شرق البحر المتوسط في رسالة إلى الجميع بأن الكيان الصهيوني تحت الحماية الامريكية .
وكان اقتراب الحاملتين من الشواطئ الصهيونية لسد الثغرة التي يمكن أن تنشأ إذا ما بدأ الكيان الصهيوني في تسديد ضربته الجوية .
فقد كانت هناك مخاوف أن يتسرب موعد الضرب ويقوم الطيران المصري بهجمة مضادة على المطارات الصهيونية لتدمير مدارجها , فإذا ما ذهبت الطائرات الصهيونية إلى ضرب المطارات المصرية وجدتها خالية من الطائرات لأن الطيران المصري سوف يكون وقتها فوق مطارات الكيان الصهيوني , وإذا ما حاولت الطائرات الصهيونية العودة تعذر عليها ذلك لأن مطاراتها لن تكون في خالة تسمح بذلك .
بينما تستطيع طائرات مصر أن تهبط في مطارات الأردن أو السودان او حتي السعودية .
وهكذا رست حاملتا الطائرات الأمريكيتان أمام سواحل الكيان الصهيوني كي تحمى قواعدها الجوية , وكذلك لتأمين جميع الأهداف الداخلية في العمق الصهيوني , إذا ما أبدى العرب بغض المقاومة أو المهارة في إدارة الحرب .
وكانت طائرات النقل الأمريكية تقوم بنقل كميات ضخمة من المهمات العسكرية من قاعدة ( هويلس) في ليبيا إلى الكيان الصهيوني .
-خطة للتدخل
وفي 23 مايو أرسلت الولايات المتحدة شحنة كبيرة من الأسلحة وقطع الغيار والذخيرة في الوقت الذي كانت تعلن فيه الحظر على جميع الأسلحة المرسلة إلى الشرق الاوسط .وفي 30 مايو قام مدير المخابرات الصهيونية بزيارة سرية إلى الولايات المتحدة وهناك أوضح له المسؤولون في البنتاجون والمخابرات أنه ( إذا تصرفت إسرائيل بمفردها وحققت نصرا حاسما على العرب فإن أحدا لن ينزعج في واشنطن ) .
فقد كانت هناك خطة طارئة أعدتها هيئة الأركان المشتركة الأمريكية قبل الحرب بأيام للترتيب لتدخل عسكري في الحرب إذا ما سارت في غير مصلحة الكيان الصهيوني .
-طائرات التجسس
وفي 3 يونيو 1967م , وقع الرئيس الأمريكي جونسون أمرا رئاسيا بأن تقوم القوات الجوية الأمريكية المتمركزة في قاعدة ( رامشتاين ) بألمانيا الغربية بترتيب عملية استطلاع للجبهة المصرية بواسطة طائرات وبالفعل تم التجسس وقدمت الطائرات آلاف الصور لكافة التحركات على الجبهة المصرية .
-الضوء الأخضر
وفي 4 يونيو قبل العدوان بيوم كان الرئيس الامريكي جونسون يحضر اجتماعا حزبيا في نيويورك , وفي أثناء الجلسة اقترب منه ( أيبي ) أحد زعماء الحزب الديمقراطي وأسر إليه أنه لا يمكن التأخير أكثر من ذلك , وأن إسرائيل ستبدأ هجومها خلال 24 ساعة ..
وعندئذ قام جونسون وألقى خطابا حماسيا حول وجود إسرائيل وضرورة حمايتها وتأييدها بكافة الوسائل .
-بدأ الهجوم
وفي صباح الخامس من يونيو هاجم الكيان الصهيوني مصر وبدأت الحرب بضربة جوية عبارة عن ثلاث طلعات جوية قامت بها 492 طائرة لضرب 11 قاعدة جوية مصرية في الدلتا والصعيد وسيناء لتنتهي الحرب قبل أن تبدأ !
وكانت الولايات المتحدة قد زودت الكيان الصهيوني بخزانات إضافية للوقود تحملها الطائرات المغيرة على مصر وتستعمل وقودها في رحلتها ذهابا إلى أهدافها في أقصى العمق المصري وبعد انتهاء مهامها تقذف بهذه الخزانات الاضافية في الجو لتستعمل بعد ذلك وقودها الأصلي في رحلة العودة إلى قواعدها في الكيان الصهيوني .
وفي اليوم التالي للحرب كان هناك مشروع في مجلس الأمن لوقف إطلاق النار والعودة إلى موقف ما قبل الحرب لكن أمريكا نجحت في تأجيل طهوره حتى يؤكد الكيان الصهيوني انتصاره ليظهر بعد ذلك مشروع وقف إطلاق النار مع بقاء الوضع كما هو عليه دون انسحاب نتيجة إصرار الولايات المتحدة الامريكية .
وفي يومي 8 و 9 يونيو قامت امريكا بمهام الاستطلاع الليلي لرصد التحركات العربية حتى تسهل الهجمات الصهيونية في صبيحة اليوم التالي , وكان تلك المساعدة الامريكية في منتهي الأهمية , فقد كان الكيان الصهيوني لا يمتلك أداة مقدرة على الاستطلاع الليلي في حرب يونيو 1967م.
-نتيجة العدوان
وبعد سته أيام من بدء الحرب كانت المعركة قد حسمت تماما لصالح الكيان الصهيوني , وقد اسفرت عن خسارة مصر 340 طائرة و600 دبابة , في مقابل 40 طائرة و105 دبابة على الجانب الصهيوني , لكن مصر خسرت ما هو اغلي من ذلك بكثير خسرت بضعة آلاف من ابنائها وخسرت هيبتها وكرامتها وارضها سيناء كما احتل الصهاينة القدس الشرقية والضفة الغربية وغزة ومرتفعات الجولان .
-دعم واشنطن
وفي 14 يونيو اجتمع مجلس الأمن القومي الامريكي وقرر إرسال شحنة أسلحة إلى الكيان الصهيوني لتعويض خسارته المحدودة في الحرب فقام بتسليم الكيان الصهيوني 62 طائرة بدلا مما حسره .
وفي اكتوبر 1967م قدمت امريكا 100 طائرة للكيان الصهيوني , 50 طائرة من طراز فانتوم 4 , و50 طائرة من طراز (سكاي هوك ) كمكافأة لها على انتصارها بالحرب ! وفي اكتوبر عام 1968م , قدمت امريكا 50 طائرة إضافية ايضا من طراز فانتوم 4 .
وفي 19 يونيو 1967م , صرح جونسون في بيان له أن الولايات المتحدة لن تضغط على إسرائيل للانسحاب طالما أنه ليس هناك سلام , على الرقم من اصدار مجلس الأمن قراره رقم ( 242) الذي ينص على انسحاب إسرائيل من الاراضي التي احتلتها في حرب 5 يونيو 1967م .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.