في جريمة اغتيال غادرة نفذها كيان الإجرام والحقد الصهيوني الأمريكي على الأمة العربية والإسلام مؤخرا، قضى السيد القائد والبطل المجاهد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله نحبه شهيدا مضمخا بطيوب الوفاء والفداء لغزة وللأقصى الشريف ولفلسطين بعد مسيرة جهادية عمرها نحو ثلاثون عاما قضاها في ميادين الكفاح والنضال ضد مشروع قوى اللوبي اليهودي الصهيوني الاحتلالي والاستكبار العالمي الاستعماري.. 26 سبتمبر: محمد الزعكري عرفه خلالها العالم الإسلامي أنموذجا للانتماء الحقيقي للإسلام والإيمان والذود والدفاع عن عزة وكرامة الأمة والانتصار لقضيتها الأولى والمركزية العادلة "قضية الشعب الفلسطيني والقدس الشريف".. وعرفه خلالها الأعداء رجلا استثنائيا ثابت المبدأ لا يتردد في اتخاذ قراره أو يتراجع عنه ولا يهادن أو يساوم على مواقفه الإيمانية الجهادية بمعانيها السامية والراقية، وعرفه خلالها أبطال المقاومة قائداً فذا شجاعا، يخوض بهم غمار أتون أشرس معارك لقاء الأعداء في الميدان، وخطيب بلاغة وفصاحة وبيان يزلزل بصوته وكلماته قلوب قادة كيان الاحتلال . قائدا عربيا استثنائيا عظيما وبطلا مجاهدا ذا عزيمة وشكيمة وقوة وبأس شديد وطريق حق ودرب انتصار للمستضعفين ودفاع عن المظلومين مشاها متوكلا ومؤمنا بالله توج القائد الألطف والشهيد الأقدس حسن نصرالله مسيرة حياته الجهادية بالفوز بمنحة الشهادة الربانية في سبيل الله التي طالما تمناها وفاز بها ونالها وكان أكثر من استحقها واستحق ذلك الشرف العظيم. ناضل وكافح وجاهد وصبر وجالد الأعداء في ميادين اللقاء حتى نال الشهادة وفاز بلقاء الله شهيدا خالدا مباركا على درب سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب، وعلى درب الإمام الشهيد علي عليه السلام، وعلى درب الإمام الشهيد الحسين عليه السلام، وعلى درب السيد الشهيد عباس الموسوي، وعلى درب السيد القائد الشهيد حسين بدر الدين الحوثي، وعلى درب وطريق جميع شهداء القدس.. فهنيئا له الشهادة . المصاب جلل والفقد عظيم لذلك القائد الفذ وثلة من رفاقه الشهداء المباركين، ويبقى عزاؤنا هو قول ما يرضي الله، والحمد لله رب العالمين.. ويبقى رضا الله ورضا الشهيد هو استمرار المقاومة ببأسها وعنفوانها ورباطة جأشها وثبات رجالها وأبطالها الأوفياءِ للدم الشهيد الغالي الذي سقاهم عزاً بعد عز .. والصبر والقوة والثبات، وتجديد عهد المضيِّ على طريق القدس- طريقِ ذات الشوكة حتى بلوغ الوعد الإلهي.. وكان وعداً مفعولاً . نعم استشهد السيد القائد المجاهد حسن نصرالله ولكن استشهاده لا يعني انتهاء المقاومة أو انتهاء حزب الله . نعم اغتيل السيد القائد المجاهد حسن نصرالله قائد المقاومة اللبنانية والأمين العام لحزب الله وتبنت إسرائيل عملية اغتياله والحقيقة أن من اغتاله ليست إسرائيل وأمريكا، وتكنولوجيتها العسكرية، وهيمنتها في وسائل الإعلام الدولية، وهيمنتها في الدوائر المالية الدولية، بل اغتاله خذلان وخيانة العرب للقضية الفلسطينية وخنوعهم وخضوعهم لأعداء الإسلام من الصهاينة والأمريكان. نعم رحل السيد القائد المجاهد حسن نصرالله وغاب عن أنظارنا ولكنه لم يمت بل التحق بركب من قال عنهم المولى عز وجل أحياء عند ربهم يرزقون . رحل قائد مقاومتنا السيد القائد المجاهد حسن نصرالله ولكنه قبل رحيله قد حدد لنا معالم طريق استكمال مسار الجهاد ضد الاحتلال حتى تحقيق النصر المبين بقوله رضي الله عنه: نحن لا نهزم.. عندما ننتصر ننتصر وعندما نستشهد ننتصر.. نحن على مشارف انتصار كبير، لا يجوز أن ننهزم نتيجة سقوط قائد عظيم من قادتنا، بل يجب أن نحمل دمه ويجب أن نحمل رايته ويجب أن نحمل أهدافه ونمضي إلى الأمام بعزم راسخ وإرادة وإيمان وعشق للقاء الله . ولذلك يجب أن نكون على مستوى عال القوة والثبات والاستعداد والجهوزية لاستكمال المسار، يجب أن نحمل دم الشهيد حسن نصرالله، أن نحمل رأيته، نحمل قضيته، نحمل أهدافه، ونمضى إلى الأمام بعزم راسخ، وإرادة وإيمان وعشق للقاء الله ومن أجل تحقيق بشرى الشهيد نصرالله وبشرى جميع شهداء المقاومة التي يعبر عنها قول الله: (وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ).