شهدت مدن أوروبية وعالمية مسيرات ووقفات احتجاجية تأييدا لقطاع غزة في ذكرى مرور عام على بدء الحرب عليه، وتنديدا بالعدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية ولبنان. فقد شهدت العاصمة البريطانية لندن مسيرة كبرى تأييدا لقطاع غزة، طالب المتظاهرون فيها بوقف "الإبادة الجماعية" التي ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني، داعين الحكومة البريطانية إلى وقف ما وصفوه بالتواطؤ البريطاني مع إسرائيل ووقف تجارة السلاح معها تماما. وشاركت شخصيات سياسية في هذه المظاهرة، بينها الزعيم السابق لحزب العمّال (مستقل حاليا) جيرمي كوربين ورئيس الحكومة الأسكتلندية السابق حمزة يوسف.. وردد المتظاهرون هتافات عدة من بينها "أوقفوا القصف" و"فلسطين حرة حرة" و"أوقفوا قصف المستشفيات"، إلى جانب هتافات تنتقد رئيس الحكومة كير ستارمرن من بينها "لا يمكنك الاختباء، سنوجّه إليك اتهامات بالإبادة الجماعية". وفي حين خرجت مظاهرة مماثلة السبت في العاصمة الأيرلندية دبلن، وأخرى في إدنبره الأسكتلندية، شهدت شوارع مدينة هامبورغ الألمانية مظاهرة تضامنية مع الفلسطينيين وللتنديد بالحرب الإسرائيلية على غزة مع مرور عام على الحرب.. وجاب المتظاهرون بعض شوارع تلك المدن رافعين أعلاما فلسطينية ولافتات منددة بالحرب، وهتفوا بوقف الحرب الإسرائيلية على غزة ورفع الحصار عن سكان القطاع. وفي فرنسا، شهدت العاصمة باريس ومدينة ستراسبورغ، مظاهرات لدعم الشعبين الفلسطينيواللبناني وتنديدا بالحرب الإسرائيلية المستمرة على غزة لليوم ال365. وقد نظم محتجون في ستوكهولم مظاهرة ضد الهجمات الإسرائيلية على غزةولبنان، حاملين أعلامًا فلسطينيةولبنانية في مسيرة من ساحة أودنبلان إلى وزارة الخارجية السويدية. وفي اليابان نظم محتجون وقفة بالشموع في طوكيو تنديدا بالحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة، داعين إلى وقف إطلاق النار وتقديم المساعدات الإنسانية للقطاع المحاصر. جنوب أفريقيا كما تظاهر مئات الأشخاص وسط مدينة كيب تاون اليوم السبت وهم يلوحون بالأعلام الفلسطينية ويرددون شعارات مناهضة لإسرائيل في تظاهرة مؤيدة لغزة مع حلول الذكرى الأولى للحرب على قطاع غزة.. وحمل المتظاهرون لافتات تتهم إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية وبالعنصرية، وسار العديد منهم إلى البرلمان في احتجاج نظمته حملة التضامن مع فلسطين، مؤكدين أنهم يدعمون الدعوى التي رفعتها بلادهم ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية. ويأتي ذلك ضمن مظاهرات تشهدها مدن عالمية عدة، تنديدا بحرب جيش الاحتلال المستمرة على غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مخلفة عشرات آلاف الشهداء والجرحى والمفقودين، وسط وضع إنساني يوصف بالكارثي ومجاعة متفاقمة تخيم على القطاع المحاصر. وفي بودكاست لمونتركارلو عرجت الإذاعة في بودكاست ، لقررت العديد من المدن الأوروبية وبعض المدن العربية تنظيم تظاهرات مؤيدة لفلسطينولبنان ومطالبة بوقف إطلاق النار وإيقاف حروب حكومة نتنياهو.كيف أثر التضامن الشعبي على السياسات الأوروبية والغربية تجاه اسرائيل ؟ ولماذا يتخلف هذا التضامن الشعبي في بعض الدول العربية؟ فمن الولايات المتحدة وإسرائيل، مرورًا ببريطانيا وفرنسا وإيطاليا إلى الفلبينوجنوب أفريقيا، احتجاجات عدة انطلقت من تلك البلدان -دون تنسيق بينها- في الذكرى الأولى لحرب غزة.. الاحتجاجات التي انطلقت من تلك البلدان باستثناء إسرائيل، عارضت الحملة الإسرائيلية في غزة وعبرت عن القلق من اتساع الصراع بالمنطقة، فيما طالبت المتظاهرون في الدولة العبرية بضرورة إعادة الرهائن في غزة، غداة مرور عام على ذكرى حرب غزة، التي اندلعت في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، فيما فشلت الدبلوماسية الدولية في التوصل لهدنة تعيد الهدوء إلى القطاع المحاصر. فماذا نعرف عن تلك الاحتجاجات؟ شارك حوالي 40 ألف متظاهر في مسيرة في وسط لندن وتجمع آلاف آخرون في باريس وروما ومانيلا وكيب تاون ومدينة نيويورك. وأقيمت مظاهرات أيضا بالقرب من البيت الأبيض في واشنطن، احتجاجا على دعم الولايات المتحدة لحليفتها إسرائيل في الحملتين العسكريتين في غزةولبنان. ووضع المتظاهرون في تايمز سكوير بمدينة نيويورك «الكوفية الفلسطينية» ذات اللونين الأسود والأبيض حول أعناقهم ورددوا شعارات، مثل: «غزةولبنان ستنتفضان والشعب معكما». ورفعوا -أيضا- لافتات تطالب بمنع تصدير الأسلحة إلى إسرائيل. وقفة احتجاجية بالشموع أمام معبد زوجوجي في طوكيو وقتل الهجوم الإسرائيلي اللاحق على غزة ما يقرب من 42 ألف فلسطيني، وفقا لوزارة الصحة في القطاع، فضلا عن تشريد كل السكان تقريبا البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة. وقالت المتظاهرة أجنيز كوري في لندن: «للأسف ورغم حسن نوايانا، لا تعبأ الحكومة الإسرائيلية بشيء وهي ماضية ومستمرة في أعمالها الوحشية في غزة، والآن في لبنان وفي اليمن وربما أيضا قد تحدث في إيران». وأضافت: «حكومتنا، حكومتنا البريطانية، للأسف توافق على ذلك وتستمر في تزويد إسرائيل بالأسلحة». وفي لندن، لوح مؤيدون لإسرائيل بأعلام خلال مرور محتجين مؤيدين للفلسطينيين. وقالت الشرطة إنها اعتقلت 15 شخصا على هامش الاحتجاجات، ولم تحدد إلى أي فريق من المؤيدين ينتمي المعتقلون. وفي روما، أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع واستخدمت مدافع المياه بعد اندلاع اشتباكات. وتحدى نحو ستة آلاف محتج حظرا على تنظيم مسيرات في وسط المدينة قبيل ذكرى السابع من أكتوبر/تشرين الأول. وفي برلين، اجتذب احتجاج نحو ألف مشارك حملوا أعلاما فلسطينية. وانتقد محتجون أيضا ما قالوا إنه عنف الشرطة ضد المؤيدين للفلسطينيين في ألمانيا. وشارك مؤيدون لإسرائيل أيضا في برلين في احتجاج على تنامي معاداة السامية واندلعت مناوشات بين الشرطة وأشخاص يعارضون احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين. وعلى مدار العام المنصرم، أثار حجم القتل والدمار في غزة بعضا من أكبر الاحتجاجات على مستوى العالم منذ سنوات في موجة من الغضب قال مدافعون عن إسرائيل إنها خلقت مناخا معاديا للسامية. واتسع نطاق حرب غزة في المنطقة؛ إذ استقطبت جماعات متحالفة مع إيران في لبنانواليمنوالعراق. كما صعدت إسرائيل بشكل حاد حملتها ضد جماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من طهران في الأسابيع القليلة الماضية وأطلقت إيران وابلا من الصواريخ على إسرائيل الأسبوع الماضي. وفي باريس، قال المتظاهر اللبناني الفرنسي حسام حسين: "نخشى اندلاع حرب إقليمية لأن هناك توترات مع إيران في الوقت الراهن، وربما مع العراقواليمن"، مضيفًا: "نحن بحاجة حقا إلى وقف الحرب لأنه لا يمكن تحمل وطأتها بعد الآن". وفي حين يقول حلفاء إسرائيل مثل الولايات المتحدة إنهم يؤيدون حقها في الدفاع عن نفسها، تواجه الدولة العبرية تنديدات دولية واسعة النطاق بسبب أفعالها في غزة، والآن بسبب قصفها للبنان. ورفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الانتقادات، قائلا إن طريقة حكومته في إدارة الحرب تهدف لمنع تكرار الهجوم الذي شنته حماس قبل عام تقريبا. وتقول واشنطن إنها تدعم حق إسرائيل في الدفاع عن النفس. وحذرت وكالات حكومية أمريكية يوم الجمعة من أن الذكرى السنوية لهجمات حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول قد تحفز أفرادا على ارتكاب أعمال عنف. وكثف المسؤولون في بعض الولايات ومنها نيويورك الإجراءات الأمنية من منطلق الحيطة والحذر. وفي مانيلا، اشتبك ناشطون مع شرطة مكافحة الشغب بعد منعهم من تنظيم مظاهرة أمام السفارة الأمريكية في العاصمة الفلبينية احتجاجا على دعم واشنطن لإسرائيل. ومن المتوقع حدوث مظاهرات في مناطق أخرى من العالم خلال الساعات المقبلة. ولم تفلح الدبلوماسية الدولية التي تقودها الولايات المتحدة حتى الآن في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، فحماس تريد اتفاقا ينهي الحرب بينما تقول إسرائيل إن القتال لن ينتهي إلا بالقضاء على الحركة الفلسطينية.