أحسب الشيطان الأكبر ومعه الكيان الغاصب الصهيوني مصدر الشر والمنكر، أن يكسر إرادة شعب خصه الله بالفضل الأكبر والنصر الأظهر في زمن هو الأقسى على الشيطان وأوليائه؟!.. أولم يأخذ حذره من بعد أن حذره شبل حيدر ومعه رجال الله أحفاد الأنصار وعمار والمقداد والاشتر، وأعذر من أنذر؟. فلربما ظن واهمًا أن يمن الإيمان والحكمة ستكون لقمة سائغة بإمكانه أن يلتهمها كما التهم الذين استكانوا وهانوا، وأن اليمن لا يزال على حال من الضعف والهوان التي كان عليها قبل قيام قائم آل محمد 'المنصور بالله' السيد عبد الملك بن بدر الدين "حفظه الله" الذي أخرج اليمن من ظلمات الضعف والهوان والتبعية والارتهان لأعدائه إلى القوة والبأس الشديد، وصنع المتغيرات التي أطاحت بالشيطان وعملائه وأدواته، الذين كانوا قبل الثورة الشعبية يتحكمون في شؤون البلد ويقفون أمام تغطرس وتبجح وتبختر وتنمر الشيطان والكيان الغاصب، أذلاء عاجزين وضعفاء خائفين ومنكسرين ومخذولين. ونسي أو تناسى أنه بعد عشر سنوات من العدوان والحصار لم يفلح في كسر إرادة هذا الشعب العظيم بعدوانه الإجرامي وتحالفاته التي جمعت العالم بأكمله للقضاء على ثورتنا والتحكم بإرادتنا ومصيرنا وقرارنا واستقلالنا لاستعادة هيمنته على هذا البلد الأمين والشعب العظيم. فكيف له أن يحقق اليوم ما عجز عن تحقيقه خلال عدوان السنوات العشر دون جدوى؟! ولا أظن هذا العدو المتغطرس اللعين إلا أحمقًا قد ضرب عليه الغباء وكتب عليه من الله الشقاء، واقتضت إرادة الله سبحانه وتعالى أن تكون نهايته وزواله وغرقه في البحرين الأحمر والعربي والمحيط الهندي، ليلقى مصير فرعون في نفس البحر الذي أغرق الله سبحانه وتعالى فيه فرعون في الزمن الغابر من التاريخ القديم، وتلك هي سنن الله التي لا تتبدل ولا تتحول، وذلك هو وعد الله لأنبيائه ورسله وأوليائه الذين وعدهم الله سبحانه وتعالى بالتمكين والغلبة والنصر، وأمدهم بالأمة التي تتحرك معهم وتنطلق جهادًا في سبيل الله لإعلاء كلمة الله ونصرة المستضعفين في الأرض..ثم أتاهم من الآيات والمعجزات ما يساعدهم على تجاوز كل الصعاب والمخاطر المحدقة بالأمة. وكما أضحت عصا موسى قوة عظيمة في تلقف سحر فرعون وإفكه وطغيانه وجبروته، فقد أمد الله سبحانه وتعالى قائد الأمة وعلم الهدى من الآيات والمعجزات والإمدادات والبركات الربانية ما أضفى على صواريخ ومسيرات القوات المسلحة اليمنية التفوق العجيب على ترسانة وأسلحة ودفاعات وبوارج ومدمرات وحاملات الطائرات الأمريكية والصهيونية التي ظلت لعقود من الزمن ترعب بها وترهب العالم أجمع، ولكنها وقفت عاجزة غير قادرة على رد البأس اليماني والسلاح اليمني البسيط الذي لطالما انطلق باسم الله وعلى بركة الله، واستمد فعاليته وقوته من قوة الله. وهنالك لاذت كل قوة الشيطان الأكبر الأمريكي والصهيوني بالفرار، وولت هاربة ذليلة منكسرة من الضربات الحيدرية اليمنية القاصمة للعدو الصهيوني والأمريكي ومعه البريطاني والغرب الكافر، حتى تطهر البحر الأحمر والعربي والمحيط الهندي من رجسهم.. كما عجزت الدفاعات الجوية للكيان الغاصب عن رد بأس الله ولم تتمكن من إسقاط صواريخ أنصار الله وأوليائه، فحققت أهدافها ونالت من العدو الصهيوني وأركسته على رأسه حتى بدأ يعلو صراخه من هول الرعب والبأس اليماني العظيم. ناهيك عن تمكن أولياء الله في الجانب الأمني من الكشف عن مخططات الأعداء والقبض على شبكات التجسس والخلايا التي أراد الشيطان الأكبر أن يزعج بها الأمن والسلم، ورصد الأهداف لاستهدافها بغاراته الجوية التي لم تحقق أي إنجاز يذكر إلا استهداف الأعيان المدنية وسفك دماء اليمنيين الأبرياء، وهذا دليل العجز لدى الأعداء.. وحيال ما يجري على بلدنا من اعتداء وتدمير لمقدرات الشعب اليمني وقتل للأبرياء، فقد بادرت القوات المسلحة اليمنية إلى الرد العاجل وترسيخ معادلة العين بالعين والسن بالسن، ولا نامت أعين الجبناء.. ومهما تخبط الشيطان الأكبر باحثًا عن وسائل أخرى للنيل من شعب الإيمان والحكمة، فلم يعد بمقدوره إلا التسليم والاستسلام والخضوع لإرادة الشعب اليمني الكريم بوقف العدوان الإجرامي الظالم والحصار المطبق على أبناء شعبنا المظلوم وإخواننا في غزة والضفة. وسلام غزة والضفة بسلام البحر، فإن أبى، فالميدان كفيل بإرغامه على قبول مطالب الشعب اليمني الكريم، لا سيما بعد عجزه عن تحريك عملائه وأدواته ومرتزقته ومنافقيه في الداخل اليمني. وذلك أن شعب الأنصار أدرك ما يخطط له الأعداء الأذلاء، وكفى بما جرى في سورية عبرة لأولي الألباب. وهيهات لهذا الشعب العزيز الذي حمل المسؤولية الدينية والأخلاقية والإنسانية في نصر المستضعفين في الأرض وفلسطين، والاستعداد والجاهزية القصوى للزحف لتحرير مقدسات الأمة وتطهير الأرض من الصهيونية والشيطان الأكبر وأوليائه، ولن يتخلى عن موقع الصدارة والشرف والعزة والكرامة التي بلغها على المستوى العربي، والإسلامي والدولي والإقليمي، وأصبح مصدر فخر وعز لكل مسلم وعربي وحر في هذا العالم. وكيف لشعب الإيمان والحكمة والوعي والبصيرة، وقد اصطفاه الله لهذه المهمة، أن يعود إلى الوراء أو ينقلب على عقبيه وبخاصة بعد كسر وأذل القوة العظمى فب العالم؟.. فهذا هو المستحيل في يمن الإيمان والحكمة، الذي من أجل ذلك، لم يتوقف عن الخروج الشعبي الأسبوعي المنقطع النظير للساحات، وعزز ذلك الخروج بعقد اللقاءات والتي جاء انعقاد لقاء قبائل طوق صنعاء المحروسة امتدادًا طبيعيًا للحراك الشعبي المتواصل لإعلان النفير في وجه أي عدوان على بلدنا ومواجهة أي فتنة للمنافقين في الداخل بحزم شديد، وتجديد العهد للقيادة الربانية الحكيمة بالوقوف إلى جانب المستضعفين في فلسطين، وإعلان المؤاخاة لأبناء غزة والضفة وكل المظلومين.. (والمؤاخاة في العرف القبلي اليمني، إذا ما أعلنتها القبائل اليمنية، فإنها تصبح مسؤولية وواجبًا مقدسًا يبذل اليمني من أجل الوفاء به نفسه وماله ودمه، انتصارًا للمظلوم المستجير به). والمعلوم أن قبائل طوق صنعاء لهم امتدادات طبيعية مع كل القبائل اليمنية ومواثيق تلزم كل القبائل بالنفير لمواجهة أي مخاطر تحدق بالأمة واليمن وأي قبيلة من القبائل اليمنية. وفي السياق نفسه، سنرى القبائل اليمنية تتداعى للنفير وتجديد العهد في الصمود والثبات على المواقف المشرفة لكل يمني غيور على دينه وبلده وشعبه وأمته انطلاقًا من الواجب الديني والإنساني والأخلاقي، وذلك أنهم رأوا أن كل تلك الهجمة الشرسة من قبل الشيطان الأكبر والصهيوني اللعين ومرتزقتهم ومنافقيهم وعملائهم ما كانت إلا نتيجة للموقف المشرف لليمن في نصرة الشعب الفلسطيني والوقوف إلى جانب المستضعفين وتوجيه بوصلة العداء لأعداء الأمة الحقيقيين الذين ذكرهم الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم وهم اليهود المجرمون. وفي معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس، ليعلم القاصي والداني والعدو والصديق أن شعب الإيمان والحكمة والبأس الشديد هم أنصار الله ورسوله وأوليائه، وهم القادمون لاقتلاع الطغيان والظلم والإجرام في كل الأرض بحول الله وقوة الله وفضل الله، وهم حزب الله الغالبون، ولينصرن الله من ينصره، والعاقبة للمتقين.. والحمد لله رب العالمين.