إنه ذلك القائد الهمام والمجاهد المقدام الذي بذل روحه الطاهرة رخيصة انتصاراً لدينه ووطنه ومظلومية شعبه.. تاركاً غرور المنصب الدنيوي لينال منصباً رفيعاً ووساماً عند ربه ومكانة عظيمة عالية الى جوار الأنبياء والصديقين.. الشهيد الرئيس المجاهد صالح الصماد عنوان للإيثار عن نفسه من كل مغريات العيش كرئيس له منصبه ومكانته واستحقاقاته التي لم يضرب لها أي حساب، ناهيك عن ما يمنحه هذا المنصب من أملاك وأرصدة وحسابات داخلية وخارجية وعلاقات عامة وخاصة وتسلط وتكبر إلا أنها لم تنل من عزيمته وإرادته الجهادية وثقافته الإيمانية وروح المشروع القرآني الذي تربى عليه من مدرسة الشهيد القائد حسين بدرالدين الحوثي- رضوان الله عليهما- وبنى فيه نفسه وانتهل منه ثقافته ومبادئه وهويته وإيمانه وعقيدته الجهادية التي توجها ببذل روحه ودمائه الزكية الطاهرة ليلقى ربه شهيداً مجاهداً صافياً من مغريات الدنيا الزائلة.. لقد كان الشهيد الصماد مدرسة إيمانية جهادية بحق فكنا ننعته برفيق المجاهدين والتمسنا منه خلال لقاءاتنا وتواصله معنا كل ما تحمله معاني وصفات وسمات القائد الذي تحرك في الميدان كالشعلة المضيئة التي أنارت ميادين العزة والكرامة وجبهات القتال بزياراته المستمرة والدائمة لكل جبهة يرفع فيها معنويات وروحية المجاهدين والقادة الميدانيين وكان لحضوره في أوساط المجاهدين النصيب الأوفر والدافع المعنوي في تحقيق الانتصار والإنجازات الميدانية وكانت كل توجيهاته وأوامره الاهتمام بالمقاتلين وتعزيز متطلبات الجبهات في كل المجالات والصعد.. الشهيد الصماد نال الشهادة التي كانت مطلبه عند لقاءه بربه وقد زرع فينا الصمود والشجاعة وغرس فينا البذل والعطاء فكان ثمار ذلك هو النصر المؤزر لبلادنا وقضيتنا ومظلوميتنا وكان مثالاً للقائد المجاهد الذي لم يبخل يوماً من تزويدنا بالمعارف والعلوم القتالية والثبات في المواجهة مع الأعداء والغزاة مهما كانت العدة والعتاد.. متواضعاً فلم يغادرنا الشهيد الصماد إلا وقد أنتجت روحيته الإيمانية الجهادية مجاهدين حملوها روحاً وجسداً وشهدت ميادين القتال والمواجهة مئات الآلاف هم الشهيد الصماد والعاقبة للمتقين.. ولا نامت أعين الجبناء.