سجلت محطات مركز رصد ودراسة الزلازل والبراكين في محافظة ذمار، 17 هزة أرضية محلية مسقطة على الخريطة خلال شهر فبراير الماضي، توزعت على عدة محافظات يمنية، حيث بلغت أعلى هزة بقوة 3,6 درجة على مقياس ريختر في محافظة شبوة. واشارت احصائية خاصة رصدتها "26سبتمبر"، إلى أن النشاط الزلزالي شهد تصاعدا ملحوظا خاصة في محافظتي الحديدةوالبيضاء خلال فبراير الماضي. محمد العلوي هزات الحديدة بدأ شهر فبراير بهزة أرضية بقوة 2,6 درجة على مقياس ريختر، في وادي عرفان على بعد 15 كم جنوب شرق الخوخة بمحافظة الحديدة، تلتها ثلاث هزات أرضية متفرقة توزعت قوتها بين (2,4 و2,0 و2,5) درجات تم رصدها في مناطق متفرقة على بعد لا يزيد عن 14 كم بين شمال شرق، وشمال غرب زبيد. لودر أبين بينما سجلت محطات الرصد الهزة الثانية خلال شهر فبراير، بقوة 3,1 درجات في وادي حديد جنوب غرب لودر في محافظة أبين، وشعر بها الاهالي بالمنطقة والمديريات المجاورة وصولا إلى محافظة البيضاء ومنطقة يافع في لحج. بؤرة النشاط وتصدرت محافظة البيضاء قائمة النشاط الزلزالي، خلال الشهر نفسه، بدأت الهزات بهزة بقوة 2,9 درجة على بعد 10 كم شمال غرب مدينة البيضاء، تبعتها 19- 20 هزة خفيفة سجلتها محطة الرصد بالبيضاء تراوحت قوتها بين أقل من 1 درجة و2,6 درجة، كما شعر السكان بهزة متوسطة بقوة 3,3 درجة كانت ليلا على بعد 9 كم جنوب غرب المدينة، تلتها هزتان بقوتي 1,5 و3,1 درجة على مقياس ريختر. أعلى هزة أرضية وسجلت محافظة شبوة أعلى هزة أرضية خلال فبراير الماضي، حيث بلغت قوتها 3,6 درجة على مقياس ريختر، تم رصدها على بعد 28 كم شمال غرب منطقة الحورة. بالإضافة إلى ذلك رصد المركز زلزالا بحريا بقوة 5,0 درجة قبالة سواحل أرخبيل سقطرى، بصدع كارلسبيرج في خليج عدن بعمق ضحل 10كم (6 أميال بحرية)، تبعه هزة أرضية خفيفة بقوة 3,2 درجة غرب خليج عدن، كما سجلت محطات الرصد هزة أرضية خفيفة بقوة 2,1 درجة على بعد 4 كم غرب مدينة ذمار خلال الفترة ذاتها. تحليلات علمية وفقا لتحليل البيانات المسجلة من محطات الرصد للنشاط الزلزالي في المنطقة الوسطى لليمن لاسيما البيضاء والمناطق المجاورة لها، من الناحية العلمية لتحديد أسبابها الجيولوجية والتكتونية، وتقييم مدى استمراريتها وتأثيراتها المحتملة، وذلك بالاعتماد على التحليلات الجيوسيزمية والميكانيكية، ومراجعة السجل الزلزالي للمنطقة، أكد المهندس الحوثي في توضيح له أن منطقة الهضبة الوسطى إحدى المناطق التي تمت مراقبتها منذ إنشاء الشبكة اليمنية للرصد الزلزالي نهاية العام 1994م، حتى توقفها نهاية العام 2014م، بعد تدمير شبكات الرصد بواسطة الغارات الجوية التي شنها تحالف العدوان على مبنى المركز عام 2015م. وقال المهندس الحوثي "منذ بداية العام الماضي 2024م استأنف المركز نشاطه من خلال تركيب عدد من محطات الرصد الزلزالي والبركاني في عدد من المحافظات، ومنها محطة في مدينة البيضاء التي سجلت نشاطا زلزاليا جديدا في بعض مناطق المحافظة". وارجع إحساس السكان للهزات الأرضية الخفيفة التي حدثت مؤخرا إلى العمق الضحل جدا، بالإضافة إلى الطبوغرافية الخاصة بالمنطقة وتركز معظم السكان على رؤوس الجبال "الصخور الصلبة التي تنقل الاهتزازات بشكل واضح، وهو ما يزيد من تأثير الهزات الزلزالية في مناطقهم وأكد رئيس المركز، في دراسة علمية له خلال الشهر الماضي استمرار النشاط الزلزالي في المنطقة لاستمرار التأثير التكتوني للإزاحة بين الصفيحة العربية والصفيحة الأفريقية، جراء حركة الصفيحة العربية باتجاه الشمال الشرقي وانفصالها التدريجي عن الصفيحة الأفريقية عبر منطقة التصدع في البحر الأحمر وخليج عدن. وأوضح أن الحركات التكتونية تؤدي إلى توليد إجهادات تراكمية في الطبقات الصخرية، وتؤثر تلك الإجهادات على خطوط التصدع الرئيسية والثانوية في المنطقة وبقية المناطق اليمنية. الطاقة المتراكمة وأفاد أن ذلك يؤدي إلى تنشيطها وإطلاق الطاقة المتراكمة على شكل هزات أرضية متفاوتة القوة، مع احتمالية تنشيط الصدوع المحلية في الغلاف الصخري، مبينا في دراسته عدم وجود صدوع إقليمية كبيرة أطول من 800– 1000كم، في المنطقة الذي من المتوقع أن يتم تحرير الطاقة التكتونية المتراكمة عبر تنشيط صدوع صغيرة ومتوسطة داخل الغلاف الصخري. وأشار إلى أن إعادة تنشيط تلك الصدوع تؤدي إلى هزات أرضية سطحية ضعيفة إلى متوسطة القوة وهو ما يفسر طبيعة الهزات التي تحدث في محافظة البيضاء ومحيطها. وذكر أن التوسع التكتوني المستمر في خليج عدنوالبحر الأحمر يؤثر على النشاط الزلزالي المحلي وله دور رئيسي في إعادة توزيع الإجهادات الجيولوجية في اليمن، وأن النشاط الزلزالي في البيضاء ناتج عن التراكم الطاقي على خطوط التصدع بسبب الضغط الناتج عن الحركة المستمرة المتولدة من مناطق التوسع للصفائح التكتونية في خليج عدن. ويعمل مركز رصد ودراسة الزلازل والبراكين في ذمار، بشكل مستمر على متابعة ومراقبة النشاط الزلزالي وتحليل بيانته بما يسهم في فهم اسباب الانشطة الجيولوجية والتكتونية التي تقف خلف الهزات وتقييم تأثيراتها المحتملة على تلك المناطق.