قال المحلل السياسي والخبير الاقتصادي الدكتور عبد العزيز الترب ان الموقف اليمني المشرف مع القضية الفلسطينية منذ بداية معركة طوفان الأقصى كان الأبرز في هذه المعركة الوجودية وسجل حضورا غير مسبوقا في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي. وأضاف الدكتور الترب ان القيادة اليمنية استشعرت المسؤولية الأخلاقية في نصرة المظلومين من أبناء فلسطين ودخل اليمن الأبيّ أتون المعركة دون استئذان أو توان نظراً لِمَا تُمليه عليه شريعة الإسلام ، هدفه في ذلك دعم المقاومة الفلسطينية، والضغط على كيان العدو لإيقاف مجازره اليومية التي يرتكبها ضد أهلنا في غزة. وتابع الدكتور الترب يجدد قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في كل خطابه الموقف اليمني الديني والمبدئي والإنساني مع قضية الشعب الفلسطيني العادلة لمواجهة الصلف الصهيوني واعتداءاته اليومية على الفلسطينيين العزل المتمسكين بأرضهم وحقهم في العيش والحياة لذلك كان لليمن مواقف ثابتة راسخة تُدرّس للأجيال في معركة "الفتح الموعود والجهاد المقدّس" دعماً وإسناداً للمقاومة المجاهدة الحرّة عقب العملية المباركة "طوفان الأقصى" التي زلزلت الكيان الصهيوني ومن تحالف واشترك معه في مجازر الإبادة والعدوان الشامل على شعب فلسطين في قطاع غزة. وأشار الدكتور الترب الى الموقف الأخير للقيادة اليمنية والمهلة التي منحها للكيان الغاصب بفك الحصار عن غزة الذي يأتي كنتيجة لتعنت العدو الصهيوني وإصراره على محاصرة أهالي غزة، حيث جاء إعلان القوات المسلحة اليمنية عن استئناف حظر الملاحة في البحرين الأحمر والعربي وباب المندب وخليج عدن أمام السفن الإسرائيلية فالقرار اليمني لم يأت اعتباطا وإنما بعد انتهاء مهلة الأربعة الأيام التي منحها السيد القائد، للوسطاء الدوليين للضغط على الكيان الصهيوني لفتح المعابر وإدخال المساعدات، والتي أنقضت دون أن يكون هناك أي بوادر أو تحركات تصب في هذا المنحى. وأوضح الدكتور الترب ان الخطوة التصعيدية التي أقدم عليها العدو بإغلاقه للمعابر، قوبلت بتنديد واسع نظرا لتداعياتها السلبية على سكان القطاع البالغ عددهم أكثر من مليونين و400 ألف نسمة، الذين يواجهون أساسا ظروفا إنسانية كارثية، إلا أن الدعم الأمريكي الغربي الذي يحظى به الكيان شجعه على المضي في تضييق الخناق على الفلسطينيين رغم معرفته لما قد يترتب على ذلك من تداعيات خطيرة على الكيان الصهيوني والمنطقة بشكل عام ووفقا لما أعلنه السيد القائد فإن العمليات العسكرية الضاغطة على الكيان الصهيوني تهدف بشكل أساسي للضغط على العدو الصهيوني لرفع حصاره عن غزة، وهو الموقف الذي يعتبره الشعب اليمني وقيادته وجيشه حقا مشروعا لليمن دينيا وإنسانيا في مواجهة جريمة التجويع التي يتعرض لها سكان غزة على مرأى ومسمع كل العالم، والتي لا يمكن السماح باستمرارها دون أن يكون هناك تحرك لردع العدو الصهيوني المجرم الذي لا يفهم سوى لغة القوة والرد بالمثل. وتطرق الدكتور الترب الى الشأن الداخلي وقال انه من الملاحظ أن تحالف العدوان ومرتزقة يتعاملون مع الهدنة بطابع مزدوج، فمن جهة يريدون الهدنة ، فهي احتياج موضوعي لعجزهم عن الاستمرار في الحرب العسكرية ووصول السعودية والإمارات إلى قناعة بأنهم في خطر حتى مع وجود الباتريوت الأمريكي، ومن جهة ثانية فلا يريد العدوان والمرتزقة التأكيد على حقائق الواقع والخضوع للسلام العادل ويجدون في الهدنة فرصة للتهرب من الالتزامات وتعليق الوضع في اليمن بين اللاحرب واللاسلم . وأضاف لقد حان الوقت اليوم لاتخاذ موقف حازم من هذه الهدنة والضغط بقوة على دول العدوان للدخول في سلام يضمن لليمن وحدته وكرامته خاصة ان الأوضاع تزداد سواء واصبح الحوار والسلام مهمان لإنقاذ اليمن من تبعات سياسة المحتل وسعيه لتدمير كل مقومات الحياة .