استأنفت القوات المسلحة اليمنية عملياتها العسكرية لإسناد قطاع غزة بعد ساعات قليلة من معاودة العدو الإسرائيلي عدوانه الوحشي على القطاع، بالرغم من تعرّض اليمن لعدوان جوي أمريكي متواصل منذ عدة أيام لردعه عن الانخراط في إسناد المقاومة الفلسطينية. فالعمليات اليمنية ضد العدو الاسرائيلي تشكل ضغطًا حقيقيًّا على حكومة العدو الإسرائيلي وعلى مسارات التفاوض فيما يتعلق بالحرب على غزة وهذه العمليات لها تأثير كبير على عدة مستويات، أهمها شعور الإسرائيلي بأن التهديد قائم وبأنه مازال من الممكن تعرضهم للأخطار، بالإضافة إلى شعورهم بالقلق من خلال الهروب إلى الملاجئ في كل حين وتدفع الإسرائيلي إلى التفكير بالخروج من هذه الأزمات المتتالية التي يعيشها منذ أكثر من 16 شهرًا ولا سيما الآثار السلبية المباشرة على نفسية الشارع الإسرائيلي..فالعمليات العسكرية اليمنية لم تصل إلى حد الردع لإسرائيل وإنما هي مازالت في حدود التضامن مع الفلسطينيين والضغط من أجل العملية التفاوضية، ولكن في حال كثفت القوات المسلحة اليمنية من حجم ونوعية وعمق تلك العمليات فهذا سيدفع حكومة الاحتلال بشكل جاد للخروج من هذا المأزق، ليس بالعمليات العسكرية المضادة لأنها غير مجدية، والمجربة خلال ال10 سنوات الماضية. فاليمن اليوم يشكل تهديدًا للاستراتيجية العسكرية الأمريكية، فالعمليات العسكرية اليمنية بدأت قبل 15 شهرًا في إطار التضامن مع الشعب الفلسطيني في ظل العدوان الهمجي عليه في غزة، لكنه وبعد تنفيذ اليمنيين عمليات نوعية بات يشكل تهديدًا حقيقيًّا وضغطًا كبيرًا على حكومة "نتنياهو" المأزومة وغير القادرة على فتح المزيد من الجبهات، فلم تقتصر فقط على إطلاق الصواريخ والمسيرات بل كان جانبها الأهم هو في وقف الإمداد البحري القادم من الشرق باتجاه إسرائيل وهو ما اعتبره الأمريكيون تهديدًا خطيراً على أمن البحار وهذا بحد ذاته يشكل رعبًا دوليًّا لما له من تأثير كبير على خطوط الإمداد العالمية. اليوم أصبح الأمر يشكل تهديدًا من نوع آخر فهو تهديد عسكري بالغ الخطورة بعد أن ضرب اليمنيون حاملة الطائرات الأمريكية يو إس إس هاري ترومان وأصابوها إصابة بليغة، إلى جانب أن القوات المسلحة اليمنية أعلنت عن تنفيذ عمليات عسكرية استهدفت مطار "بن غوريون" في منطقة يافا المحتلة وحاملة الطائرات الأمريكية "ترومان" وقطع حربية معادية بعدد من الصواريخ الباليستية والمجنحة والطائرات المسيرة. من جانب آخر فقد أوضحت القوات المسلحة في بيان لها أن القوة الصاروخية استهدفت مطار بن غوريون في منطقة يافا المحتلة بصاروخين باليستيين أحدهما "ذو الفقار" والآخر "فلسطين 2" الفرط صوتي.. مبينة أن هذه العملية التي تأتي نصرة للشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة، حققت هدفها بنجاح، وأشارت إلى أنه ورداً على العدوان الأمريكي على بلدنا وارتكابه المجازر بحق المدنيين في صنعاء وصعدة، استهدفت القوات البحرية والقوة الصاروخية وسلاح الجو المسير عدداً من القطعِ الحربية المعادية في البحر الأحمر بالإضافة إلى حاملة الطائرات الأمريكية "ترومان" وذلك بعدد من الصواريخ الباليستية والمجنحة والطائرات المسيرة وأكدت أن هذا الاشتباك استمر لعدة ساعات وتم خلاله إفشال هجوم جوي كان العدو يحضر لتنفيذه ضدَّ بلدنا. وأهابت القوات المسلحة اليمنية بكافة الأحرار من أبناء الأمة إلى تأدية واجباتهم الدينية والأخلاقية والإنسانية تجاه الشعب الفلسطيني المظلوم.. مؤكدة أنَّها بعون الله مستمرة في منع الملاحة الإسرائيلية واستهداف عمق الكيان المحتل حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن قطاع غزة. فيما أكد الخبير العسكري اللواء فايز الدويري في مقابلة سابقة معه أن الصواريخ القادمة من اليمن باتجاه كيان الاحتلال الإسرائيلي تؤكد فشل الغارات الأمريكية في تدمير قدرات القوات المسلحة اليمنية وتظهر تناقض التصريحات "الإسرائيلية" بشأن اعتراض هذه الصواريخ، وأكد الدويري أن حديث الجيش الإسرائيلي عن اعتراض الصاروخ الذي أطلق قبل دخوله الأجواء الإسرائيلية يتناقض مع حديثه عن سقوط الشظايا الاعتراضية غرب القدس وجنوب يافا المحتلة "تل أبيب" وأن سقوط هذه الشظايا في هذه المناطق يعني أن الصاروخ تجاوز الدفاعات الجوية الإسرائيلية وتم التعامل معه لاحقًا مما يؤكد امتلاك اليمن تقنية الصواريخ الفرط صوتية التي لا تمتلكها كثير من الدول كما أن إطلاق صفارات الإنذار في القدس و"تل أبيب" الكبرى فقط دون بقية مناطق فلسطينالمحتلة يعزز الفرضية القائلة بأن الصاروخ لم يُكتشف إلا بعد وصوله إلى هذه المنطقة وأن صواريخ اليمن لن تؤثر بشكل استراتيجي على موازين القوى العسكرية، لكنها تضع المجتمع الإسرائيلي في حالة تأهب شبه يومي وتربك حياة السكان وتثبت أن الحملة الجوية الأمريكية المكثفة لم تمنع اليمن من شن الهجمات. إطلاق اليمن للصواريخ والمسيرات يظهر فشل الضربات الأمريكية المكثفة في وقف هذه الهجمات، كما أن فشل الدفاعات الإسرائيلية في رصده قبل دخولها الأجواء يعد نقطة تفوق نوعية لليمن.