دول المنطقة اليوم تمر بأوضاع متشابكة ومتداخلة، بسبب التدخلات الخارجية والحرب الدائرة في غزة، والعدو الصهيوني يمارس أبشع المجازر والجرائم النكراء بحق أهل غزة الأبرياء، في ظل صمتٍ عربي وإقليمي ودولي وأممي متخاذل، وتضليل إعلامي مأزوم بأبشع أساليب التضليل والتمويه والتمييع في تحوير الأحداث، وقلب الحقائق، والاصطياد في الماء العكر.. المنطقة اليوم تقف على صفيح ساخن من النهر الى البحر، بسبب التدخلات الخارجية والانبطاح وسياسة الكيل بمكيالين.. وما يدور في غزة من إبادة جماعية، وجرائم نكراء، في ظل صمتٍ عربي وإقليمي ودولي وأممي، وقلب الحقائق، والاصطياد في المياه العكرة.. وإعلامنا العربي للأسف أصبح عبارة عن أبواق مضللة، يفبرك الأحداث، ويحول الجلاد الى ضحية، حتى تم تحويل المتلقي الى مستهلك غير واعٍ ومدركٍ بواقعه الإنساني، وأوضاعه الاجتماعية والحياتية.. فالأحداث المتلاحقة والمتداخلة ألقت بظلالها على الحراك الحياتي والاجتماعي في معظم دول المنطقة.. وما يحدث الآن في سورياوالعراق ولبنان، والسودان وليبيا، والقائمة قد تطول، بسبب التدخلات الإقليمية والدولية، فمعظم الصراعات والخلافات الدائرة في كثير من دول المنطقة هي صراعات مذهبية وطائفية وأثنية وهذا هو السلاح الذي تستخدمه دول العدوان ضد شعوب المنطقة لتمزيق وحدتها، وتقسيم أرضها وزعزعة أمنها واستقرارها.. فالتاريخ مليء بالدروس والعظات والعبر، والأحداث تتباين، ولكن الاستعمار هو الاستعمار، والاحتلال هو الاحتلال مهما اختلف توجهه أو تنوعت أساليبه، أو تلونت مشاربه.. فعندما تم تدمير العراق عام 2003م وطرحت فكرة الشرق الأوسط الكبير، التي لم تثمر بسبب الأوضاع المعقدة، والأزمات المزمنة، وتداخل الرؤى المتباينة، خاصة في الأراضي المحتلة، وكل هذا تسبب في واقع سياسي جديد في المنطقة، والهدف من وراء ذلك ضرب الحركات الإسلامية، وإشعال سعار المذهبية والطائفية والعرقية، وطمس الهوية الإيمانية، وتغيير جغرافية المنطقة برسم خارطة الشرق الأوسط الجديد.. المتأمل في المشهد السياسي العربي الآن يرى أن التغلغل الصهيوأمريكي في المنطقة أصبح مكشوفاً وواضحاً للعيان، تقسيم دول المنطقة برسم خارطة شرق أوسطية جديدة تلائم أو تتماشى مع النظام العالمي الجديد.. والزيارة التي سيقوم بها الرئيس الأمريكي ترمت لكل من السعودية وقطر والإمارات ستكشف لنا مدى مصداقية تلك السيناريوهات التي تحمل في جعبتها الكثير من المفاجآت والقرارات التي ستلقي بظلالها على سياسات تلك الدول، وانحراف البوصلة نحو الانبطاح، والانجرار وراء مصالح تخدم النظام الجديد، لرسم خارطة جديدة للعالم العربي دون المساس بمقومات وحضارات وثقافات تلك الشعوب.. صفوة القول: من هنا ندرك مدى التواؤم والتلاؤم بين الحركة الصهيونية والإمبريالية العالمية على إيجاد وطن قومي لليهود في فلسطين، قد يمتد من النهر الى البحر، ولذلك يسعى الشيطان الأكبر على تسييس دول المنطقة وتقسيمها الى طوائف وأجناس، وأصول قومية وعرقية وطائفية حتى يتم رسم الخارطة الجديدة للوطن العربي.. فالرؤية الصهيوأمريكية تجاه المنطقة أصبحت واضحة للعيان- فرق تسد- وتظل بعض دول الخليج البقرة الحلوب للنظام العالمي الجديد، وعلى رأسها السعودية، ومن على شاكلتها.. ومضات شعرية: تقاسمنا خبز أحلامنا تقاسمنا زخات المطر وانتظرنا طويلاً.. فوق الصخور نناجي ضوء القمر.. نحتضن الريح.. وانكسارات الزمن.. ماذا ننتظر سوى الرحيل.. وعودة الغائبين من ميادين الحروب.. وهناك آلاف الجياع.. يبحثون عن كسرة خبز.. وقطرة ماء..!! في عالم غاب فيه الوفاء والأوفياء.. تتقاسم فيه الأنين والآهات.. تتقاسم فيه ذرات الهواء والزفرات..