ضبط قارب تهريب محمّل بكميات كبيرة من المخدرات قبالة سواحل لحج    نقابة الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين تدين وتستنكر التهديدات التي يتعرض لها الزميل خالد الكثيري"بيان"    العثور على جثتين في مدينة إب خلال يومين    الكثيري يطّلع على أوضاع جامعة الأحقاف وتخصصاتها الأكاديمية    إحصائية: الدفتيريا تنتشر في اليمن والوفيات تصل إلى 30 حالة    وقفة حاشدة في تعز لإعلان النفير العام والجهوزية لمواجهة العدوان    الجزائية تستكمل محاكمة شبكة التجسس وتعلن موعد النطق بالحكم    محور تعز يتمرد على الدستور ورئيس الوزراء يصدر اوامره بالتحقيق؟!    اتحاد كرة القدم يحدد مواعيد انطلاق دوري الدرجتين الأولى والثانية للموسم 2025م 2026م    انخفاض نسبة الدين الخارجي لروسيا إلى مستوى قياسي    تدهور صحة رئيس جمعية الأقصى في سجون المليشيا ومطالبات بسرعة إنقاذه    القائم بأعمال رئيس الوزراء يتفقد عدداً من المشاريع في أمانة العاصمة    المنتخبات المتأهلة إلى الملحق العالمي المؤهل لمونديال 2026    تكريم الفائزين بجائزة فلسطين للكتاب في دورتها ال14 بلندن    الأرصاد: صقيع متوقع على أجزاء محدودة من 7 محافظات وأمطار خفيفة على أجزاء من وسط وغرب البلاد    صحيفة "تيتان سبورتس بلس" الصينية: اكتشاف جديد في تاريخ كرة القدم العربية يعود إلى عدن    المهندس فؤاد فاضل يلتقي إدارة نادي الصقر لمتابعة تقدم مشروع تعشيب الملاعب    تغريد الطيور يخفف الاكتئاب ويعزز التوازن النفسي    ماذا بعد بيان اللواء فرج البحسني؟    الداخلية تعرض جزءاً من اعترافات جاسوسين في الرابعة عصراً    لجان المقاومة الفلسطينية : نرفض نشر أي قوات أجنبية في غزة    المرشحين لجائزة أفضل لاعب إفريقي لعام 2025    اعتماد البطائق الشخصية المنتهية حتى 14 ديسمبر    اتفاق المريخ هو الحل    وادي زبيد: الشريان الحيوي ومنارة الأوقاف (4)    مجلس الأمن وخفايا المرجعيات الثلاث: كيف يبقى الجنوب تحت الهيمنة    الكونغو الديمقراطية تصطاد نسور نيجيريا وتبلغ الملحق العالمي    رئيس النمسا يفضح أكاذيب حكومة اليمن حول تكاليف قمة المناخ    صنعت الإمارات من عدن 2015 والمكلا 2016 سردية للتاريخ    نوهت بالإنجازات النوعية للأجهزة الأمنية... رئاسة مجلس الشورى تناقش المواضيع ذات الصلة بنشاط اللجان الدائمة    دائرة التوجيه المعنوي تكرم أسر شهدائها وتنظم زيارات لأضرحة الشهداء    الرئيس المشاط يُعزي الرئيس العراقي في وفاة شقيقه    الماجستير للباحث النعماني من كلية التجارة بجامعة المستقبل    مدير المركز الوطني لنقل الدم وأبحاثه ل " 26 سبتمبر " : التداعيات التي فرضها العدوان أثرت بشكل مباشر على خدمات المركز    الدكتور بشير بادة ل " 26 سبتمبر ": الاستخدام الخاطئ للمضاد الحيوي يُضعف المناعة ويسبب مقاومة بكتيرية    الكاتب والباحث والصحفي القدير الأستاذ علي سالم اليزيدي    ايران: لا يوجد تخصيب لليورانيوم في الوقت الحالي    قراءة تحليلية لنص "محاولة انتحار" ل"أحمد سيف حاشد"    التأمل.. قراءة اللامرئي واقتراب من المعنى    مدير فرع هيئة المواصفات وضبط الجودة في محافظة ذمار ل 26 سبتمبر : نخوض معركة حقيقية ضد السلع المهربة والبضائع المقلدة والمغشوشة    "الصراري" شموخ تنهشه الذئاب..!    النرويج تتأهل إلى المونديال    أمن مأرب يعرض اعترافات خلايا حوثية ويكشف عملية نوعية جلبت مطلوبًا من قلب صنعاء    قطرات ندية في جوهرية مدارس الكوثر القرآنية    الشعيب وحالمين تطلقان حملة مجتمعية لتمويل طريق الشهيد الأنعمي    حكومة بريك تسجل 140 مشاركًا في مؤتمر البرازيل بينما الموظفون بلا رواتب    رئيس تنفيذية انتقالي لحج يطلع على جهود مكتب الزراعة والري بالمحافظة    حضرموت.. حكم قضائي يمنح المعلمين زيادة في الحوافز ويحميهم من الفصل التعسفي    نجوم الإرهاب في زمن الإعلام الرمادي    "العسل المجنون" في تركيا..هل لديه القدرة فعلًا على إسقاط جيش كامل؟    الأمير الذي يقود بصمت... ويقاتل بعظمة    تسجيل 22 وفاة و380 إصابة بالدفتيريا منذ بداية العام 2025    قراءة تحليلية لنص "في المرقص" ل"أحمد سيف حاشد"    في رحلة البحث عن المياه.. وفاة طفل غرقا في إب    وزارة الأوقاف تعلن عن تفعيل المنصة الالكترونية لخدمة الحجاج    المقالح: من يحكم باسم الله لا يولي الشعب أي اعتبار    الإمام الشيخ محمد الغزالي: "الإسلام دين نظيف في أمه وسخة"    قيمة الجواسيس والعملاء وعقوبتهم في قوانين الأرض والسماء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الجنوب بين المصداقية والمناورة لدول الخليج

بالعودة الى خلفيات الأحد اث والربط بينها تُمكننا من معرفة حقيقة مايجري اليوم ,وكيف يتم تغييرالأدوات المُستخدمة وتبادل الأدوار ضمن لعبة أكبر,بعض الأدوات في هذه اللعبة صناعة محلية والبعض الآخر متداخل فيها المحلي والدولي ,وفي نهاية المطاف كلها تصب لصالح أهداف الإستعمار الغربي - الصهيوني , فبعد أن نُفذت كل الحيل لتطبيع الوضع بشكل كلي ونهائي لصالح العدو الصهيوني وطمس خارطة فلسطين من الوجود, وبسبب وجود مقاومة من قوى حيه عربيه وإسلاميه لازالت تعرقل إستكمال هذا المشروع ولازالت تقاوم تمرير المشروع الجهنمي الصهيوني -الغربي الذي يستند في جوهره إلى 3 أهداف هي :1- تفكيك جغرافية الوطن العربي 2-ضمان أمن وحماية الكيان الصهيوني ( إسرائيل) 3- ضمان تدفق النفط العربي للصناعة الغربية. و لذا فقدكانت محاولة الإستعمار الغربي منذ بداية القرن العشرين تنحصر في توجيه الضربة للمسلمين كأمة وإدخالهم في صراع داخلي بين العرب والدولة العثمانية, وهكذا فبعد ان تمكن الغرب من هزيمة الامبراطورية العثمانية تم تقاسم إرثها بموجب إتفاقية سايكس- بيكو الشهيرة في مايوعام 1916م. ورأى الغرب بعدها بأن العرب بدأوا يلتفون حول حلم جديد وهوتقوية الروابط والاواصر العربية لتجميع الاقطار العربية المتفرقة وحشد طاقاتها لتحرير بلدانهم من الاستعمار الغربي وإقامة دولتهم العربية الواحدة تحت شعار القومية العربيه ,وأكتسبت هذه الفكرة مزيداً من الزخم القومي بظهور زعامة الرئيس جمال عبد الناصر وسطوع نجمه بعد العدوان الثلاثي على مصر في 1956م وتحقيقه الوحدة بين القطرين مصر وسوريا عام 1958م. لذا فإن الإستعمار الغربي مالبث أن انتقل أيضاً للتفكير بتدمير هذا المسعى وأفشل الوحدة العربية بين مصر وسوريا ,كاول تجسيد حقيقي لحلم القومية العربية وأتبعها بدعم العدوان الصهيوني على مصر والاردن وسوريا في 5يونيوعام 1967م بل وإحتلال أجزاء من بلدانها وقطاع غزه الفلسطيني.
وقدوضع بن غوريون ، أول رئيس وزراء لحكومة العدو الصهيوني بنفسه عام 1953 بالتعاون مع أمريكا وبريطانيا مشروع تفتيت الوطن العربي . و يقول الباحث والاكاديمي العراقي عبد الوهاب الجبوري في احدى ..دراساته بانه قام شخصياَ في عام 1972م بترجمة وثيقة عبرية ، هي جزء من ذلك المشروع ، والتي تتحدث عن تقسيم العراق إلى ثلاث دويلات ضعيفة في العراق : كردية في الشمال وسنية في الوسط وشيعية في الجنوب وهو مايجري حالياً العمل على تنفيذه. ومع تطور الاحداث ووجود مقاومة عربية للمشروع الصهيوني وتعاطفاً دولياً مع القضية الفلسطينية وتأييد العالم لإقامة دوله فلسطينيه مستقله, فقد أنتقل التفكير الغربي المؤيد للمشروع الصهيوني وإستجابة أيضا لمصالح الدول الغربية إلى مرحلة التفتييت العملي للوطن العربي وإضعاف الدولة القطرية العربية بإعتبارها ماتبقى من الأواصرالتي تجمع فيما بين الاقطار العربية ولازالت تُشكل بنظر الصهاينة عائقاً أمام تمرير المشروع الصهيوني ولمنع إقامة أي وحدة عربية مستقبلاً تجمع أقطارها أو تسعى لمد جسور التواصل فيما بينها .
إن كل هذا يتمعلى حساب حقوقنا العربية ومستقبل الامتين العربية والإسلامية ,ونظراً لتُعثر تنفيذ هذا المخطط بحسب خططهم الإستراتيجية الذي بدأ الحديث عنه بالفعل في بداية الثمانينات من القرن العشرين إلا أن هذا الأمر للأسف لم يُؤخذ على محمل الجد بل كان غالباً مثار سخريةٍ أو إعتباره نوعاً من المبالغةِ أوميل إلى نظرية المؤامرة , وفي ظل هذه الغفلة لجأوا الى التركيز على تغيير الاسلوب وإعادة ترتيب أوراق اللعبة عبرإثارة النعرات القومية والطائفية والمذهبية تمهيداً لتغيير الجغرافيا بعد أن عجزوا عن إثارة الصراع السياسي ,وطمعوا بعض القوميات والطوائف في المنطقة والاقليم ليتم إستخدامها مؤقتاً في اللعبة حتى ينتهي دورها ومن ثم يأتي الوقت بالإنقلاب عليها هي ذاتها وضربها أيضاً بعد أن تكون قد نفذت مهمتها في المؤامرة الكبرى .
ومن هنا جاء البدء بإشعال حرب بين الدولتين الجارتين ايران والعراق لتدمير كل امكانياتهما المادية والاقتصادية والعسكرية والبشرية ومنع مواطني البلدين من العيش بكرامة بل وجعل مواطني البلدين يعيشون في حالة من الفاقة وضنك العيش, في سبيل تحويل كل امكانيات الدولتين للمجهود الحربي وشراء الأسلحة من شركات الدول الكبرى والإستمرار في تدمير بعضهما البعض على مدى 8 سنوات من الحرب المستمرة,وبعد الإتفاق على إيقاف الحرب لجأ الغرب إلى حيلة أخرى أكثر لؤماً وهي دفع العراق لإحتلال الكويت وبعد ان تم ذلك وأبتلع الطعم , اقاموا ضده تحالفاً دولياً لاكثر من 30 دولة والدول الخليجية كانت جزءاً اساسياً فيه لإخراج العراق من الكويت أو إشعال حرب كونية ضده وهو ماتم بالفعل ,وبعد عدة سنوات وبعد حصار اقتصادي مروع للعراق تم إسقاط النظام العراقي وحل التدمير الشامل بالعراق دولةً وإنساناً وتم تمزيق مجتمعه المتعايش والزج به في أتون حرب مذهبية ,حرب طائفيه تكون هي نموذج وعنوان المرحلة لتفتييت الدوله القطريه في كل بلد عربي وإسلامي على حده وجعلهم يتناحرون وتتعمق الاحقاد والكراهية فيما بين مجتمعاتهم بفعل القتل, حيث الكل يقتل الكل دون سبب سوى أنه لاينتمي الى مذهبه أوإلى طائفته ,وهكذا أصبح الإنتماء للمذهب والطائفة مقدم على الولاء للوطن ويضعف الشعور بالإنتماء له وتنتفي الحاجة للدولة الوطنية, ومن هنا قال الجنرال رالف بيترز، في تقريره الذي نشره مع الخارطة في المجلة العسكرية الشهرية " أرمد فورسز جورنال - -والذي عنونه ب"بخارطة الدم أوحدود الدم"، إن الولايات المتحدة الأمريكية (("أضاعت فرصة ثمينة لأنها لم تقدم على تقسيم العراق إلى دول بعد سقوط النظام السابق حيث كان من الممكن مثلا إعلان قيام الدولة الكردية وجميع الأكراد يطالبون بذلك وتجميع الأكراد من إيران وسوريا وتركيا في هذه الدولة"((. .إذن ماحل بالعراق من جراء الغزو الأمريكي عام 2003م هو جزء من مخطط أشمل للمنطقة العربية وليس هناك انصع ولا ابلغ من دليل على وجود هذا المخطط افضل من تصريح رئيس أركان الجيش الامريكي ريموند اودييرنو , يوم الاربعاء 12 -اغسطس 2015م حيث قال في تصريحه:- (( ان تحقيق المصالحة بين الشيعة والسنة في العراق لا ينفك يزداد صعوبة، معتبرا ان تقسيم هذا البلد "ربما يكون الحل الوحيد" للتسوية)) وكذلك في ليبيا وسوريا تحت مسمى الربيع العربي ,ولازال الإحتراب الداخلي في هذه البلدان قائماً حتى اللحظة , وكانت هذه هي الموجة الثانية للمخطط الصهيو -غربي بعد حرب ايران والعراق التي كانت الاولى , وبدأت المؤامرة تقترب أكثر من الهدف الكبير للمخطط وهو إسقاط الانظمة الخليجية وماتبقى من الدول العربية, وتفتيت دولها التي تربض على بحر من النفط والغاز ناهيك عن الموقع المتميز والإستراتيجي بالقرب من الممرات الدولية وكذا مكانة المملكة العربية السعودية الدينية كقبلة للمسلمين ضمن الهدف النهائي للتيار الغربي الديني المتطرف والمتصهين وهي المرحلة الثالثة.
ومايهمنا هنا التركيز عليه من كل هذاهو الوصول الى أهمية الربط لما جرى في هذه البلدان العربية والإسلامية ومايجري اليوم في مايسمى بالجمهورية اليمنية التي تتكون من شعبين هما الجمهورية العربيةاليمنية وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية بهويتها الجنوبية العربية وعلاقته وخطورته على كيان المملكة العربيةالسعودية بالذات.
فقد كان النظام اليمني برئاسة علي عبدالله صالح نظاماً فاسداً تجتمع تحت مظلته جملة من القوى صاحبة مصلحة مشتركة سخرت كل إمكانيات الدولة في خدمتها وهي عبارة عن تحالف العسكر وزعامةالقبيلة والتجار ورجال الدين ورأت بأن تحقيق مايسمى بمشروع الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990م يجب ان يكون طوع مصالحها وفي خدمتها ونبذ أي قوى من مشاركتها مغانم السلطة والثروة والنفوذ أو التفكير في بناء الدولة ,ولهذا سعت إلى خلق حرب صيف عام 1994م ضد الجنوب لإحتلاله وإقصائه نهائيا من معادلة السلطة والثروة والمشاركة بالقرار .
وبعد أعوام بسبب التنافس بين أجنحة السلطة سعت الدول الغربية لإستخدام اطراف السلطة اليمنية المختلفة في لعبة المؤامرة الكبرى وإيهام كل طرف بأن بقائه في السلطة وضمان ديمومة مصالحه مرهون بتنفيذ دور مناط به في هذه اللعبة المؤامرة, ونظراً لتذبذب هذه القوى وخوائها الفكري والسياسي وإنتهازيتها المفرطة وفزعها على إمتيازاتها وحرصها الشديد في الحفاظ على مكاسبها ومواقعها التي أغتصبتها على حساب معاناة المواطن البسيط لجأت للقفز من سفينة النظام الوشيكةعلى الغرق بفعل موجة مايسمى بالربيع العربي ,وأستجابت لهذه الضغوطات, وهكذا انقسمت منظومة النظام اليمني الفاسد الى قسمين فسارع احد القسمين إلى إمتطاء صهوة الثورة للنجاة بنفسه من السقوط المحتم فانظم حزب الإصلاح وبقية الأحزاب اليمنية الإنتهازية في احزاب مايسمى باللقاء المشترك اليمني و المدعو الجنرال علي محسن وهو أحد أعمدة النظام اليمني المتخلف الفاسد على مدار 33 عاماً ,فانحاز علناً الى الثورة التي كان من ضمن قواها الحوثيون الذين حاربهم علي محسن في ستة حروب وشكلوا حلفاً واحداً لإسقاط علي عبدالله صالح أو إغتياله ,بينما تمترس في جبهة علي عبدالله صالح بقية حيتان المؤتمر الشعبي ومنهم عبد الكريم الارياني في جبهة مضادة لعلي محسن وللحوثيين ,حتى أنتهت الثورة بسقوط علي عبدالله صالح وتسليمه السلطة لعبدربه منصور هادي بعد فشل محاولة تفجير مسجد الرئاسة به , وخلال عامين من مايسمى بثورة التغيير اليمنية في عام 2011م تغيرت ظروف التحالفات السياسية وانقلب الحوثيون على حلفائهم في الثورة وبدأ الحوثيون بدعم أيراني وامريكي واقليمي خفي بالزحف نحو العاصمة اليمنية صنعاء ودك معاقل حزب الإصلاح اليمني الذي كان علي محسن الاحمر واولاد الشيخ عبدالله الاحمر وعبد المجيد الزنداني وبقية قيادة حزب الإصلاح اليمني أركانه الرئيسية ورموزه وأسقطوامحافظة عمران ولحق بها سقوط صنعاء في 21سبتمبر 2014م ,وامسك الحوثيون بزمام السلطة وإنقلبوا على الرئيس عبدربه منصور هادي بعد ان رفض تمرير مشروعهم مقابل البقاء في السلطة , وتم تهريبه فيما بعد الى عدن واعلنها عاصمة مؤقتة لنظام الإحتلال اليمني .
كل هذا تم بدعم أساسي خفي وغير معلن من المخلوع علي عبدالله صالح للحوثيين الذين كانوا خصماً لدوداً له في ثورة التغيير في فبرايرعام 2011 م ,وعملوا على إسقاطه بالتحالف مع احزاب اللقاء المشترك اليمني واللواءعلي محسن الأحمر قائد الفرقة المدرعة , الذي فرهو الآخر فيما بعد وساعة دخولهم صنعاء , ولجأ الى المملكة العربية السعودية واصبح هو الآخر عدواً لدوداً للحوثيين وهم من كانواحلفاءاً له بالأمس في ثورة التغييرعام 2011م, وهكذا أقتربت النار الطائفية والمذهبية من حدود المملكة العربية السعودية واصبح التهديد لها جدياً ومباشراً بعد أن كانت حدودالتهديد المذهبي قبل سقوط صدام حسين لا تتجاوز حدود العراق وتصدى حينها لها صدام وشكل سداً منيعاً في وجه أحلام ايران التوسعية والمذهبية في المنطقة العربية حتى يوم 9 -أبريل عام 2003م يوم سقوط بغداد وكانت العراق هي محطة التعاون الثانيه مع امريكا بعد التعاون الاول معها في غزو إفغانستان في عام 2001م ولتصبح اليوم ايران هي الحاكم الفعلي وصاحب النفوذ في العراق, و يلمس الكل قوة نفوذها وهيمنتها في لبنان وتمددها في سوريا بسبب مواقف دول الخليج من سوريا ومن قوى الممانعة العربية ضد المشروع الصهيو -امريكي , وهاهي أيران الآن تدق أبواب السعودية بل ولتصبح جارة للسعودية عبر التحالف مع الحوثي في صعده وعلى حدودها مباشرة, وعلى منافذ العبور الرسمية بين مايسمى بالجمهورية اليمنية والمملكةالعربية السعودية ,ورداً وثأرا من السعودية لإفشال مخططها في مملكة البحرين.
وبعد أن شعرت السعودية بهذا الخطرالمحدق والداهم لجأت لدعم شرعية الرئيس عبدربه منصور هادي, وشكلت حلفاً لإستعادة الشرعية وإجبار الحوثيين المتحالفين في صنعاء مع المخلوع علي عبدالله صالح الذي يقف معهم اليوم في جبهة واحدة هدفها إجتاح الجنوب مرة أخرى وتكراراً لسيناريو حرب الاجرام في عام 1994م ضد الجنوب وبدأوا بممارسة القتل والتدمير لكل مدن وقرى الجنوب مما حدا بالتحالف لإطلاق عملية الحزم العسكرية لإيقاف الغزو الحوثي- صالح ,للجنوب ,بينما انضم حليف الحوثيين السابق في ثورة التغييرعلي محسن الاحمرإلى شرعية الرئيس عبدربه منصور هادي والتحق به عبد الكريم الإرياني في لعبة تبادل الأدوار والذي كان على الضفة الأخرى من الجبهة أثناء ثورة التغيير اليمنية في فبراير عام 2011م أي كان الارياني حليفاً للمخلوع علي عبدالله صالح.
كل هذا التبديل في التحالفات والتغيير في المواقف يبقى له هدف واحد وهو أنه كما كانوا في عام 2011م منقسمين الى معسكري الثورة والثورة المضادة فقد انقسموا اليوم مجدداً بين موالٍ للشرعية ومضاد لها ,بهدف إبقاء سيطرتهم على مجرى الأحداث في الطرفين وحتى يظل الجنوب غنيمة ولقمة سائغة لهم وكهدف يجمعون عليه جميعاً. وضمن هذه اللعبة الكبرى وكجزء من الصراع الذي يراد له ان يكون مذهبياً أي يتخد طابعاً سنياً شيعياً لتكتمل حلقات المؤامرة وتمزق الجغرافيا وتهدم البنى الإجتماعية وتقوض الكيانات السياسية وتُمزق الأوطان وتختفي الدولة القطرية التي كنا نلعنها بإعتبارها أحدى إفرازات إتفاقية سايكس -بيكوا في مايو 1916م ..لنجد أنفسنا اليوم نتمنى فقط بقاءها ونترحم على أيامها .
ومن هنا يبدأ التحضير لحرب مذهبية وتحت مبرر تصحيح الأخطاء في المنطقة العربية ورفع المظالم, لكنها في الحقيقه لإضعاف دول المنطقة وتفتيتها وتفخيخ مشروع التعايش الإجتماعي الذي ظل على مدى قرون , وهكذا يندرج الاتفاق الايراني- الغربي ضمن تقوية دور ايران على حساب دول المنطقة العربية وخلق عدو جديد لإستنزاف إمكانيات المنطقة , لكن هذا لن يطول وسيكون وضعاًمؤقتاً ريثما يتم تنفيذ المشروع الصهيوني -الغربي في المنطقة فقط , الذي لجأوا إليه بعد ان تعثر تنفيذه بأيادٍ غربية كما سبق وأعلنتها كاندليزا رايس وزيرة خارجية أمريكا يومها وأثناء العدوان الصهيوني على لبنان في عام 2006م وبشكل سأفر قالت :((بان تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد قد بدأ الآن )) بعد أن تعثر في عام 2003 بعدغزو العراق بسبب شراسة المقاومة العراقية .
ولهذا سيتم الآن إستخدام أيران كحصان طروادة في المنطقة لتمرير هذا المشروع لتكون سبباً في إشعال الحروب المذهبية في المنطقة وصولاً في النهاية لتدمير الدول العربية الخليجية عبر إثارة الحروب المذهبية وتفكيك مجتمعاتها ,وقد لمسنا ذلك في البحرين وتفجيرات مساجد الكويت والمملكة العربية السعودية وفي صنعاء وسيأتي الدور على البقية,وذلك خدمةً للمشروع الغربي -الصهيوني في المنطقة العربية والإسلامية بعلم أيران او بدون علمها . وسيتم فيما بعدخلق الفوضى المذهبية في المنطقة , والإلتفاف على إتفاق ايران النوي مع الدول 5 1 وستُخلق الأعذار لإلغائه بمجرد تنفيذها لمآرب الغرب والكيان الصهيوني في المنطقة العربية ,ليتم فيما بعد زعزعة إستقرارها الداخلي وخلق التوترات القومية والطائفية والمذهبية في مجتمعها ولتُسقى ايران من نفس الكأس التي أسقت به الآخرين نظراً لهشاشة أوضاع ايران الداخلية والإقتصادية وسهولة اللعب على هذه الأوتار.
كما أن اوضاع دول الخليج العربي ليست على مايرام فهي ايضاً تعاني من مشاكل داخليه مجتمعية واقتصادية,وقد كانت لديها فرصة سانحة منذ ان بدأ مسلسل ثورات الربيع العربي للإلتفات سريعاً إلى أوضاعها الداخلية وتحسين مستوى معيشة المواطن ومعالجة الإختلالات الناتجة عن قصور في القوانين ليشعر المواطن بالامن والأمان والكرامة التي ينشدها وقد المح الرئيس الامريكي باراك حسين أوباما بعد الاتفاق النووي الايراني لتبديدمخاوف دول الخليج العربي بان الخوف على الاصدقاء في دول الخليج ليس من العدوان الخارجي بل من تفجُر الاوضاع من داخلها.
ولتجنيب المنطقة آفة هذه الفوضى فأنه يجب التركيز على تدعيم وحماية أمن الدولة القطرية والعمل باسرع وقت لخلق حالة من الإستقرار السياسي والاقتصادي والتعايش الإجتماعي في كل بلد عربي على حده لتقوية مشروع الدولة القطرية ولإستعادتها لمكانتها واهميتها بالنسبة لإستقرار المجتمعات في كل دولة قطريه وخلق إنسجام بين دول المنطقة أي إستعادة الدولة القطرية لوظيفتها في المنطقة وتعزيزهابكل السبل.
ومن هنا فان هذا الاستقرار الذي ننشده في المنطقة لن يتحقق إلا بإستكمال استعادة شعب الجنوب لدولته المستقلة كجزء رئيسي وهام من جغرافية المنطقة وهي ليست فقط مجرد تحقيق رغبة شعبية عارمة ومطلب حق له , بل تفرضها الوقائع الجغرافية والسياسية والتاريخية ولاعلاقه لها بالمشروع التفتيتي الذي نوهنا إليه أعلاه بل أنها عودة للتوازن وإستعادة شرعية لوضع طبيعي غُيب قسراًومعالجة للخلل الذي نشأ في ظل تغييب الدولة الجنوبية وما نتج عن ذلك من موجة إرهاب ضربت بلدان المنطقة ولن يسلم منها أحد.
وإذا ما ساءت دول الخليج العربي التقدير في هذا الظرف التاريخي والمواتي وأصرت على بقاء مايسمى بالوحده اليمنية, فانها ستكون الخاسر الأكبر نظراً لتمدد هذا المشروع المذهبي الذي يراد له ان يكون عنوان مرحلة الصراع, وبإعتبار الجنوب الأقرب نفسيا ومذهبيا وجغرافياً من المجتمع العربي الخليجي ,ولذا فان محاولة فرض إبقاء الجنوب تحت سياط هذه الوحده القسريه سيجعل من التمدد المذهبي أمراً سهلاً جداً, وسيسدون خدمة مجانية , وبالتالي فان كل جهود دول الخليج العربي ستصبح بعد هذا صفراً.وسيكون التمدد المذهبي امراً واقعاً لامحاله ...
وهناك جملة من المعالجات أو الخيارات التي يمكن لدول الخليج العربي تحقيقها في الظرف الحالي المواتي إذا ماصدقت النوايا في إخراج المنطقة من دورة العنف وأي إصغاء لأصوات عناصر الفساد اليمنية وأصحاب المصالح الخاصة والمرتبطه بدوائر الإرهاب التي جربناها لعقدين من الزمن وكانت السبب في ماتعانيه المنطقة اليوم, وأوصلت الأوضاع إلى هذه الكارثة . ومن ضمن المعالجات :
1-كأن يتم الإشتراط من قبل مجلس التعاون للدخول فيه كدولتين :دولة الشمال ودولة الجنوب كحل حاسم ونهائي للوضع الحالي .
2- او أن يتم دعم الدولتين كل على حدة بعد أن يتم فك إرتباط سلس عبررعاية الجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي وبقائهما في إطار التنسيق مع مجلس التعاون الخليجي.
3- أن العمل باحد الخيارين هو إختصارللزمن وتوفيراً للمال والجهد وتقليل للخسائر ومنعاً للدمارودعماً حقيقياً وصادقاً لمقولة حفظ الأمن والإستقرار في المنطقة, وتفويت الفرصة على البعض من تجار الحروب الذين قرروا السير في طريق الوحدة أو الموت ليستمر مشروع إراقة الدماء وإبقاء المنطقة في حالة قلق وتوتر دائمين.
ومن هنا فان الإصرار على إستمرار بقاء الدولتين ضمن مايسمى بمشروع الدولة اليمنية الموحده هوإستمرار لمشروع فاشل بكل المقاييس ويُعتبر قنابل تدميريه موقوته ,انفجر البعض منها بكل عنف في اوقات متفاوته ولكن الإنفجار القادم سيكون الأشد تدميرا وإيلاماً على دول وشعوب المنطقة العربيه برمتها ,حيث ان المشروع التفتيتي في البلدان العربيه واضحاً وضوح الشمس بينما المشروع الأشد خطورة هو المشروع الكامن في بقاءمايسمى بالوحده اليمنية والغريب ان هذا المشروع لازال غامضاً للبعض ويجد البعض من المتعاطفين المغرر بهم وبل ومن المدافعين عنه من المثقفين العرب والخليجيين المتعصبين دون فهم معمق بحقائق الوضع ولا يدركوا بان دفاعهم عنه هو إيذاناً للسقوط في الهاويه.وليس هناك تناقض بين التحذير من مؤامرة التفتيت للوطن العربي والدعوة لإستعادة الدولة القطرية لوظيفتها وفي مقدمتها إستعادة الجنوب لدولته المستقلة الذي يشكل إمتحاناً لمصداقية دول الخليج العربي ولان بقاء الوضع الحالي سيؤدي إلى تفتيت الشمال إلى دويلات وتفتيت الجنوب كذلك, ولهذافان بقاء الشمال كوحده سياسية مستقلة والجنوب كذلك هو أنجع الحلول ولإستيعاب رغبة الشعب الجنوبي ولتجنيب المنطقة الولوج في صراع بإسم الدين والمذاهب والطوائف كما يخطط الغرب والصهاينة لذلك, ولمسناه في باكستان وافغانستان والعراق وسوريا ويتجه الى ليبيا والبحرين والسعودية والكويت ولبنان ومايجري حالياً تحت يافطة حرب الحوثيين .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.