قال المحلل السياسي والخبير الاقتصادي البروفيسور عبد العزيز الترب ان اليمن ورغم العدوان المستمر لعقد من الزمن ورغم حصاره الطويل لا يزال الثابت على مواقفه القومية والإسلامية المشرفة ففي الوقت الذي هرولت فيه دول عربية للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، كان اليمنيون يقدمون درسا حقيقيا في الوفاء لفلسطين. وأضاف البروفيسور الترب ان هذا الموقف اليمني المشرف كان وما زال مع فلسطين واليوم مع ايران الدولة الإسلامية التي تتعرض لعدوان صهيوني وليس غريبا أن يكون اليمن هو البلد العربي الأكثر زخما في هذه المواقف المشرفة فهذا البلد الذي يتعرض لحصار خانق وعدوان مستمر لم يساوم يوما على مواقفه، ولم يضعف إيمانه بأن تحرير فلسطين جزء من معركته الكبرى ضد الهيمنة والاستكبار. وتابع البروفيسور الترب بخلاف العواطف والمشاعر الطبيعية والانتماء الإسلامي فمن مصلحة الأمن القومي العربي والإسلامي هو الوقوف ضد الكيان الغاصب ويجب ألا تنفرد تل أبيب بقيادة النفوذ الإقليمي وكل العواصم التي تسهل ذلك أو تصمت اعتقادا منها أنها في دائرة الأمان الأمريكي ستندم .. خارطة المنطقة تتشكل من جديد بقوة السلاح وستنقسم دول إلى دويلات وتذهب أخرى إلى طي النسيان بينما نحن العرب في مقاعد المتفرجين . وأشار البروفيسور الترب الى ان عظمة تضامن الشعب اليمني المتواصل تتجسد بتأكيد قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، في أكثر من مناسبة أن "فلسطين ستظل في قلب كل يمني، وأن اليمن سيظل يمثل الصوت المدافع عن الأقصى، ولن يتخلى عن مواقفه مهما كانت التحديات، هذه الكلمات كانت بمثابة إعلان أن قضية فلسطين ليست خيارا سياسيا ظرفيا في اليمن، بل هي قضية دينية وقومية تتجاوز الحدود السياسية. وأضاف البروفيسور الترب الى ان اليمن اليوم لا يرفع فقط علم فلسطين، بل يرفع راية الأمة التي سقطت من أيدي حكامها، ويؤكد أن القدس ستظل القضية التي تسقط العروش، وتكشف الوجوه، وتعيد كتابة التاريخ من جديد، ليس بأقلام الساسة، بل بصوت الشعوب التي لم تمت بعد. ونوه البروفيسور الترب الى ان اليمن يقف اليوم مع اخوانه في ايران مثلما وقف مع مظلومية الشعب الفلسطيني المحاصر والشعب اليمني كان وما يزال من أكثر الشعوب العربية والإسلامية وقوفاً مع الشعب الفلسطيني منذ الطلقة الأولى للثورة الفلسطينية حتى اليوم، موقف استراتيجي أثبتته وقائع وأدبيات الثورة الفلسطينية التي تشيد دائماً بهكذا مواقف لدعم مسيرة النضال الوطني الفلسطيني في سبيل الحرية والتحرير وإسناد الكفاح الفلسطيني بالمقاتلين الذين قدموا أرواحهم قربانا في مسيرة الكفاح المسلح منذ اندلاع شرارة الثورة الفلسطينية، في موقف مبدئي ثابت مع قضية تستحق الوقوف معها بالمال والسلاح والرجال. واكد البروفيسور الترب على أهمية ان يتوازى هذا الموقف المشرف مع تنفيذ إصلاحات داخلية لتخفيف الأعباء على المواطن الذي يعاني من استمرار العدوان والحصار والعمل دون كلل أو ملل لتجاوز التحديات والسير بثبات لبناء الدولة اليمنية الحديثة واشرك كل القوى الوطنية الحية في صنع الغد المشرق.