فاقمت تكلفة الاشتراكات الشهرية لخدمة الإنترنت الفضائي "ستارلينك" "STARLINK" الذي ادخلته الحكومة التابعة للتحالف، الأزمة الاقتصادية في مدينة عدن وبقية المحافظات الجنوبية، جراء الاستنزاف المستمر للعملة الصعبة. وأثر تحويل العشرات من ملايين الدولارات التي يدفعها آلاف المشتركين شهريا إلى خارج اليمن منذ توقيع "الحكومة التابعة لتحالف العدوان على اليمن" على تفعيل الخدمة مطلع العام 2024 ولمدة خمس سنوات، بشكل مباشر في تعميق الأزمة الاقتصادية واستمرار انخفاض قيمة العملة بعدن، وذلك بسبب تزايد الطلب على العملة الأجنبية الذي لا يزال الريال اليمني يفقد قيمته الشرائية أمام الدولار الأمريكي الذي بلغ سعره قرابة 2800 ريال يمني خلال الأيام الماضية. إن استمرار خروج العملة الأجنبية وفق ما يعرف الاشتراكات الشهرية لشركة "ستارلينك"، بمثابة الاستنزاف المدمر للاحتياطي النقدي اليمني، دون تسجيل أي عائد اقتصادي يذكر، بل استمرار تحويل تلك الملايين من الدولارات إلى حسابات تلك الشركة تأثير غير مباشر على أسعار بقية السلع الاستهلاكية المستوردة. وهنا نستغرب صمت الكثير عن الاستنزاف الكارثي للعملة الصعبة وتداعياتها الخطيرة للحد من الانهيار المستمر للاقتصاد الهش وذلك حتى لا تتسع معاناة المواطنين أكثر في عدن وبقية المحافظات الجنوبية الذي لا هم لهم للكثير منهم دون وعي وإدراك سوى العثور على شبكة متصلة للإنترنت غير مكترثين لأوضاعهم المعيشية والخدمية خلال السنوات القادمة مع استمرار انهيار القدرة الشرائية للعملة المحلية في تلك المناطق وانعكاس ذلك على ارتفاع أسعار السلع الأساسية وانهيار الخدمات الأساسية عقب رفع الدعم الخارجي للخدمات المحلية. من الغباء السياسي توافق تلك الحكومة على ادخال تلك الخدمة دون إدراك لعواقبها الأمنية والاقتصادية خصوصا مع عدم مقدرتها على استيراد شحنة وقود لمحطات توليد الكهرباء في عدن وبقية المحافظات، فكيف لها استباق الدول الاقتصادية العملاقة في منطقة الشرق الأوسط على إدخال كارثة "ستارلينك" والاضرار بالاقتصاد الهش لبنك عدن المركزي الذي يعيش الرمق الأخير عجزه التام عن صرف مرتبات الموظفين هناك للأشهر الماضية، تحت مبررات وذرائع سخيفة حتى لا تحصل الشركة الوطنية "يمن نت" في صنعاء على إيرادات الإنترنت من عدن وبقية المحافظات الجنوبية التي تذهب على حد زعمهم ل"الحوثين". هناك الكثير من الحقائق لا يدركها عامة الناس بأن خدمة الإنترنت الفضائي "ستارلينك" فُرضت على حكومة المرتزقة لأهداف تجسسية استخباراتية بحتة من قبل الكيان الصهيوني عبر إحدى الدول المشاركة في العدوان على اليمن، لاسيما بعد زيارة مؤسس الشركة "إيلون ماسك"، إلى الكيان خلال نوفمبر 2023، بهدف تعويض الأخيرة النقص الحاد في المعلومات التي يعاني منها "الموساد" عن رصد مسارات انطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة للقوات اليمنية في صنعاء التي تستهدف السفن الإسرائيلية عقب حظر الملاحة عنها في البحرين الأحمر والعربي، ضمن العمليات اليمنية المطالبة بإيقاف الحرب وفك الحصار عن أبناء غزة. وهو مالم تخفيه الولاياتالمتحدةالأمريكية الشريك الأساسي للكيان الصهيوني بالمنطقة الأهداف الجوهرية لتوظيف الإنترنت الفضائي "ستارلينك" للأغراض الاستخباراتية باليمن، عبر سفيرها " ستيفن فاجن" لدى حكومة المرتزقة الذي سارع الترحيب بإدخال تلك التقنية الذي وصفها ب "الإنجاز الاستراتيجي"، مع العلم أن صحيفة "فايننشال تايمز" كانت قد أكدت في تقرير لها نهاية العام 2023م، أن ما يسمى "تحالف حارس الازدهار" الذي قادته أمريكا وبريطانيا لحماية الملاحة الصهيونية في البحر الأحمر يواجه عجزا كبيرا في المعلومات الاستخباراتية عن القدرات العسكرية اليمنيةبصنعاء، لتتجه واشنطن والكيان الصهيوني على إثره للحصول على المعلومات من اليمن عبر أدوات المراقبة الرقمية "الانترنت الفضائي" التي تنتهك السيادة الوطنية لتصبح خصوصية وبيانات المستخدمين هناك مستباحة وعرضة للمخاطر الأمنية للاستخبارات الأجنبية. مع العلم أن ادخال الإنترنت الفضائي "ستارلينك" جاء بعد فشل مشروع إنشاء شركة إماراتية مشتركة متخصصة بالأمن السيبراني "NX" للسيطرة على قطاع الاتصالات في عدن وبقية المحافظات الجنوبية منتصف العام 2023، التي قوبلت برفض شعبي ومعارضة شديدة بما في ذلك بعض الموالين لتحالف العدوان وذلك لخطورتها على الأمن القومي اليمني، كان من المزمع تدشين البث الخاص بها على مراحل بدء في عدن خلال الأشهر الأولى من العام 2024م. وحتى تكتمل الصورة المخيفة للإنترنت الفضائي "ستارلينك" لشركة "سبيس إكس" التي تتعاون بشكل وثيق مع الأجهزة الاستخباراتية الأمريكية وفق ما يعرف بقانون "الكلود" "CLOUD"، الذي يمنح الاستخبارات التي تزيد عن 18 وكالة عسكرية وأمنية وغيرها مثل "CIA"، صلاحية الوصول إلى بيانات كافة مستخدمي "ستارلينك" حول العالم، بما في ذلك سجلات التصفح ومواقع الأجهزة وتفاصيل الاتصالات. وتؤكد وكالة "رويترز" الدولية في تقريرا لها أن شركة "سبيس إكس" تشارك في مشاريع سرية مع وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون"، مبينة أنها وقعت عقدا سريا مع وكالة متخصصة في إدارة أقمار التجسس الصناعية تابعة ل"CIA"، بهدف بناء نظام مراقبة عالمي متطور عبر مئات الأقمار الصناعية لتعزيز قدرات واشنطن في رصد ومتابعة أي هدف في العالم بما في ذلك مستخدمي "ستارلينك" باليمن. وخلال الأشهر الماضية حذرت وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات في صنعاء من المخاطر الجسيمة التي تترب على استخدام معدات الاتصالات غير المرخصة في مختلف المناطق اليمنية. وأكدت الوزارة أن تشغيل خدمة "ستارلينك" الفضائية خرقا لكافة القوانين اليمنية المنظمة لقطاع الاتصالات في اليمن، مبينة أن تلك الخدمة تهدد الأمن القومي للأفراد والمؤسسات على حد سواء عبر اختراق البيانات الشخصية للمستخدمين والتنصت على اتصالاتهم. وتعتبر أطباق "ستارلينك" مظلة للشبكات التجسسية التي تخدم بصورة مباشرة للمخابرات الأجنبية لا سيما الأمريكية، و"الموساد" الصهيوني لتنفيذ عمليات الاغتيالات وتقديم الدعم اللوجستي المعلوماتي تحت مزاعم حرية الإنترنت الذي ينتزع السلطات القانونية للدول على مستخدمي الانترنت عبر البوابات الرسمية.