من جديد نفذت قواتنا المسلحة بعون الله تعالى عملية استهداف سفينة (ETERNITYC) في البحر الأحمر والتي حاولت خرق قرار الحظر الجزء المهم أن هذه العملية هي الثانية من نوعها خلال 48 ساعة بعد عملية استهداف سفينة (Magic Seas ) والتي تم إغراقهن بالكامل في قعر البحر . مابين العمليتين أظهرت قواتنا المسلحة مستوىً جديداً من التصعيد التي اعتمدت فيه عمليات هجومية ذات نمط مركب حيث شاركت فيه ( القوة الصاروخية - سلاح الجو المسير- البحرية) في إطار منظومة هجومية متكاملة .وبفضل الله تعالى عزز هذا المزيج من التكامل القدرة على تدمير السفن وإغراقهن بصورة غير مسبوقة . زين العابدين عثمان في عملية استهداف سفينة (ETERNITYC) كان أهم مالوحظ قوة الأسلوب والتكتيكات التي أظهرتها القوات البحرية في إدارة العملية كما ظهر أيضا الدقة العالية للصواريخ الباليستية والمجنحة التي أصابت السفينة بشكل مباشر منها برج القيادة والأجزاء الجانبية حيث عرض الإعلام الحربي مشاهد وثقت دقة تلك الإصابات رغم ضيق حيز الاستهداف والتعقيدات العملياتية باعتبار الهدف في حالة متحركة . لذا هذا الانجاز النوعي يوضح مستوى تطور الصواريخ خصوصا طراز بر -بحر التي باتت بفصل الله تعالى تمتلك القدرة على تحقيق إصابات دقيقة بهامش خطأ CEP لا يتعدى مترين وهو هامش يجعل من هذه الصواريخ ضمن قائمة الصواريخ النقطوية التي لا تملكها سوى دول محدودة بالعالم وجعلت اليمن هو الدولة الأولى في التاريخ التي تستخدم التقنية الباليستية في ضرب الأهداف البحرية المتحركة تجربة اليمن في المعركة البحرية (القتال الهجين ) بطبيعة استراتيجات القتال البحري سواء التقليدي أو الحديث عادة تكون منظومة المواجهة أو الأسلحة الهجومية ضد إي أصول بحرية معادية ( أساطيل - سفن وناقلات وحاملات طائرات ) هي الاعتماد على نفس الإمكانيات والقوات أي "أساطيل بأساطيل " وسفن مقابل السفن مع فارق استخدام أنواع مختلفة من الصواريخ المضادة للسفن كالطوربيات وصواريخ الكروز والنظائر المماثلة , لذلك هذا النمط من القتال معتمد لدى جميع دول العالم وهو ما يعكس ضرورة تحقيق مبدأ التكافؤ في القوة واستخدام ذات الإمكانيات لتوفير القدرة المطلوبة لمواجهة أي قوة بحرية معادية أو الوصول إلى مسألة إغراق السفن. لكن بالعودة إلى المعركة البحرية التي تخوضها قواتنا المسلحة منذ نحو عامين وطبيعة الاسراتيجيات والأساليب والأسلحة التي أستخدمها في مواجهة القوات البحرية التابعة لتحالف العدو الأمريكي والغربي وكذلك في مسألة تثبيت الحظر عبر استهداف السفن التجارية التابعة للعدو الإسرائيلي في مياه البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي,ظهرت توليفات عسكرية مختلفة وغير مسبوقة في طبيعة الأسلحة والأساليب، فقواتنا المسلحة في واقع الحال لا تمتلك قدرات بحرية مكافئة (أساطيل أو سفن وماشاكل ) ولكن كانت استراتيجيتها العسكرية بعد الاعتماد على الله تعالى أولا ترتكز على نوعية هجينة من التكتيكات واستخدام أسلحة دفاعية وهجومية منها ماهو معتمد عالميا " كالألغام البحرية والزوارق والطائرات المسيرة ومجموعة من الصواريخ التقليدية المضادة للسفن " ومنها أسلحة لم يسبق استخدامها في أي مواجهة بحرية وهي ( الصواريخ الباليستية ) التي استخدمت لأول مرة في ضرب سفن الشحن والمدمرات وحاملات الطائرات . لذلك بفضل الله تعالى هذا النموذج من الأسلحة الصاروخية كان أحد العوامل التي جعلت اليمن يقدم تجربة عسكرية لم يسبق لها مثيل في تاريخ حروب أعالي البحار " وكانت جزءا من نجاح استراتيجية المواجهة الذي كسرت خطوط التفوق التكنولوجي التي تميزت بها البحرية الأمريكية وتعطيل قدراتها في المعركة, حيث حققت هذه الصواريخ بفضل الله تعالى تفوقاً مضاداً أطاح بجميع الأساطيل وحاملات الطائرات التي أرسلتها أمريكا ودول الغرب إلى البحر الأحمر والعربي وأخرجتها من المواجهة بصورة مذلة ومخزية . الصواريخ الباليستية ..في تجربة اليمن في سياسات الحرب اعتمدت جيوش الدول على الصواريخ الباليستية كسلاح تكتيكي -استراتيجي لضرب الأهداف الأرضية الثابتة بمعنى انه مخصص فقط لمهاجمة أهداف ثابتة كالقواعد والبنى التحتية والمنشآت وغيرها وكان مخطط تطويره يجري على هذا الأساس أما بالنسبة للقوات المسلحة اليمنية اعتمدته كمنظومة هجومية مضادة للأهداف الثابتة والمتحركة في عمق البحر سواء ضد السفن والناقلات والمدمرات وحاملات الطائرات وغيرها، وهذا ما جعل القوات المسلحة اليمنية تفرض نمطا هجينا غير مسبوق في أساليب واستراتيجيات القتال البحري الحديث . الأمور الهامة الذي يجب ذكرها أن أنظمة الصواريخ الباليستية حققت للقوات المسلحة اليمنية بعون الله تعالى تفوقا استراتيجيا في مواجهة البحرية الأمريكية وتحولت إلى سلاح قاتل ضد سفنها ومدمراتها وحاملات طائراتها, فخبراء العدو الأمريكي لا يزالون غارقون في التعقيدات التي فرضتها هذه الصواريخ والتي حققت تفوقاً على أحدث تقنياته و قدراته البحرية ،فالمدمرات والسفن وحاملات الطائرات التي رابطت في البحر الأحمر، وخليج عدن لم تستطع تقنياتها الدفاعية مواجهة هذه الصواريخ رغم أنها معدة لمواجهة خطر الصواريخ الروسية والصينية الأكثر تقدما. حيث أخفقت نظم الحرب الإلكترونية، وأجهزة الرصد، والاستشعار الراداري، ومنظومات الدرع الصاروخي الأمريكي SM-6 وSM-2 في تحقيق أي انجاز لحماية السفن الأمريكية أو الصهيونية التي تمر من البحر الأحمر، أو حتى حماية المدمرات وحاملات الطائرات نفسها من هجمات الصواريخ البالستية. نؤكد في الأخير إن الصواريخ الباليستية باكورة جديدة في ترسانة البحرية اليمنية، واختراقاً تكنولوجياً غير مسبوق، جعل اليمن ضمن نادي الدول الصاروخية الأكثر تطوراً على مستوى العالم كما حققت لليمن بفضل الله تعالى تجربة عسكرية مميزة للغاية في حروب أعالي البحار . بالتالي قواتنا المسلحة وخصوصا في هذه المرحلة الحساسة من الصراع وفي ظل مستوى ما حققته من ارتقاء الأسلوب وتطور القدرات أصبحت اليوم بعون الله تعالى تطبق عمليات هجومية تصل بالسفن إلى حالة الإغراق الكامل فقد أنتقل طبيعة العمل العسكري من العمليات الايذائية إلى العمليات التدميرية "وهذا تحول جديد عزز من تثبيت معادلة الحظر على ملاحة كيان العدو الإسرائيلي والشركات التي تتعامل معه بقوة أكثر صارمة فأي سفينة تحاول كسر الحظر من جديد ستتلقى هجمات مدمرة لا تترك لها حتى فرصة للعودة كما حصل مع سفينتي (MagicSeas) وETERNITYC)).. من الجدير ذكره أن كيان العدو الإسرائيلي حاول في هذه المرحلة تمرير بعض السفن تحت مظلة شركات دولية حيث كانت سفينتي (MagicSea)وETERNITYC) ) تتبع شركة يونانية ولكن كانت قواتنا المسلحة بفضل الله تعالى على علم مسبق بكل المعلومات الخاصة بهذه السفن وبتحركاتها وبجميع الشركات التي مازالت تتعامل معه وتحاول المرور من البحر الأحمر لذا عملية استهداف السفينتين جرى وفق موقف معلوماتي دقيق وحاسم . ختاما نؤكد أن قواتنا المسلحة ومن خلال هذه العمليات ذاهبة للتصعيد أكثر وعلى نحو غير مسبوق ضد السفن التي تحاول إمداد كيان العدو الإسرائيلي وخرق قرار الحظر فالجهد العملياتي سيركز في هذه المرحلة على تطوير القدرات والأساليب التكتيكية والإستراتيجية بما يعزز من قوة هذه العمليات وتأثيرها والارتقاء بها لتكون قادرة حرفيا على مواصلة تدمير السفن المتورطة و إغراقها ونؤكد أيضا أن طبيعة قرار الحظر المفروض مرتبط بشكل كامل بمعركة إسناد اليمنلغزة وللمقاومة في فلسطين ومسألة توقفه مشروطة تماما بإيقاف آلة العدوان والحصار الإسرائيلي الظالم والإجرامي على قطاع غزة .