في خطوة تعكس حجم الارتباك والافلاس السياسي والعسكري أقدم الاحتلال الإسرائيلي على استهداف مؤسسة إعلاميةفي العاصمة صنعاء هما صحيفة 26 سبتمبر وصحيفة اليمن ما أدى إلى سقوط عدد من الشهداء والجرحى من الصحفيين والعاملين في الميدان الإعلامي هذه الجريمة النكراء تأتي في سياق ممنهج اعتاد فيه العدو على قصف المنابر الإعلامية منذ عقود في محاولة يائسة لإسكات الأصوات الحرة التي تكشف حقائق جرائمه وتوثق بشاعة عدوانه على الشعوب وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني واليمني إن استهداف الإعلام لم يكن يوما عملا عسكريا مشروعاً بل هو خرق صارخ للقوانين الدولية والمواثيق الإنسانية التي تحمي الصحفيين والمؤسسات الإعلامية وتعتبرهم جزءا من البنية المدنية التي يجب تحييدها عن النزاعات المسلحة لكن الاحتلال الذي عجز عن إسكات صوت المقاومة في الميدان يحاول عبثا إسكات الكلمة الحرة بالقنابل والصواريخ الاعتداء على صحيفتي 26 سبتمبر واليمن لا يمثل هجوما على مبانٍ أو مقرات وحسب بل هو اعتداء على الحقيقة ذاتها وعلى حق الشعوب في المعرفة وفضح الممارسات الإجرامية ويكشف في الوقت ذاته مدى ضيق أفق العدو وانكشافه أمام الرأي العام العالمي بعد فشله في فرض روايته الكاذبة إن واجب المؤسسات الإعلامية والنقابات الصحفية والهيئات الحقوقية في العالم اليوم أن تتحرك بجدية لإدانة هذا العدوان الجبان وأن ترفع الصوت عاليا في المحافل الدولية دفاعا عن الصحفيين الذين يدفعون حياتهم ثمنا لنقل الحقيقة فالرسالة الأوضح من هذا الاستهداف هي أن الكلمة ما زالت أقوى من الصاروخ وأن الحقيقة وإن قصفت فإنها لا تموت بل تزداد قوة وانتشارا لتسقط مشاريع الاحتلال وتفضح وجهه أمام العالم