في جريمة نكراء وانتهاك صارخ لكل الأعراف والمواثيق والقوانين الدولية والإنسانية، وفي محاولة يائسة لإسكات الصوت الرافض للتطبيع والهيمنة والحريص على فضح جرائم الصهاينة بحق أبناء الشعب الفلسطيني في غزة والضفة وفي مختلف المدن والمناطق الفلسطينية، اقدم كيان الاحتلال الصهيوني يوم الأربعاء الماضي على استهداف مقر صحيفتي "26سبتمبر" و"اليمن" في حي التحرير بأمانة العاصمة صنعاء، وهو حي مزدحم بالسكان، ما أسفر عن ارتقاء أكثر من 50 شهيدا وإصابة المئات من المواطنين المدنيين، بينهم 31 شهيداً وأكثر من 50 مصابا صحفيا وإعلاميا من كوادر صحيفتي "26 سبتمبر" و "اليمن"، الذين كانوا يؤدون واجبهم الوطني والإعلامي بمهنية بهدف تعزيز وعي المواطن وفضح وتوثيق جرائم العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية وعلى اليمن وأبنائه الأحرار المساندين والمتضامنين والمناصرين لغزة وأبطال مقاومتها الميامين الصامدين في وجه العدوان الصهيوني الفاشي وحرب الإبادة الجماعية والحصار والتجويع والتهجير القسري المتواصلة على مدى ثلاثة وعشرين شهراّ دون توقف، بدعم أمريكي مطلق وكامل وفي ظل صمت وتواطؤ دولي وأممي فاضح وتخاذل عربي وإسلامي مخز. موسى محمد حسن إن هذه الجريمة النكراء والاعتداء الاثم والجبان تمثّل انتهاكاً صارخاً للقوانين والمواثيق والاتفاقيات الدولية التي تكفل حماية الصحفيين والمؤسسات الإعلامية وتجرم استهدافهم بأي شكل من الأشكال. ونحن هنا نؤكد أن هذه الجريمة الشنعاء والنكراء لن تسكت صوتنا ولن توهن عزمنا ولن تؤثر مطلقا على مسارنا الإعلامي أو على أدائنا وتوجهنا الصحفي المهني الحر ولن تستطيع ان تحد أو توقف أو تؤثر على رسالتنا الإعلامية والصحفية المهنية في خدمة الوطن وتعزيز الوعي ومناصرة قضايا الأمة العادلة والمشروعة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية التي هي القضية الأولى والمركزية للأمة العربية والإسلامية، بل ان هذه الجريمة النكراء ستزيد من عزمنا واصرارنا على مواصلة رسالتنا الصحفية والتي من أولوياتها مواجهة الآلة الإعلامية الصهيونية وفضح جرائم كيان الاحتلال الغاصب وتعزيز روح الصمود والتحدي وحالة الوعي المجتمعي والشعبي والثبات على الموقف المبدئي المشرف الأخلاقي والديني والإنساني في نصرة غزة وأهلها ومقاومتها الباسلة والشعب الفلسطيني المظلوم والدفاع عن مقدسات المسلمين في أرض الرباطفلسطين الجهاد والفداء والتضحية خط الدفاع الأول عن الأمة في وجه الصهاينة ومخططاتهم الاحتلالية التوسعية وحروبهم العدوانية واعتداءاتهم المتكررة والمتواصلة على شعوب وبلدان المنطقة. كما نؤكد أننا سنظل صامدين في جبهتنا الاعلامية في مواجهة كيان الاحتلال الصهيوني وآلته الاعلامية وكل من يقف خلفه داعما ومساندا، واننا لن نتراجع أو نحيد عن أداء واجبنا الوطني والديني والأخلاقي والانساني مهما كانت التحديات الماثلة ومهما بلغت التضحيات، فاننا سنواصل المسار بعزم ووعي وبصيرة واصرار، لم ولن تثنينا جرائم العدو ولن ترهبنا غاراته الهمجية واعتداءاته الجبانة، وسنمضي على درب شهدائنا العظماء، اوفياء لدمائهم الزكية التي روت تربة وطننا المعطاء وامتزجت بدماء الشهداء الصحفيين في قطاع غزة، مؤكدين للشعب الفلسطيني ولأهالي قطاع غزة انهم ليسوا وحدهم وأننا معهم وإلى جانبهم بالقول والفعل، وان دمائنا ليست أغلى من دمائهم، مدركين أهمية وضرورة خوض هذه المعركة المصيرية وقدسيتها وقيمة التضحيات فيها عند الله سبحانه وتعالى، وان العدو الصهيوني عدو لنا جميعا وخطر يستهدف المنطقة بكلها دون استثناء. كما نؤكد ايضا ان هذه الجريمة البشعة والنكراء التي ارتكبها العدو الصهيوني باستهدافه مقر صحيفتي "26سبتمبر" و"اليمن" بانها لا تحقق للعدو اي انتصار أو انجاز عسكري أو أمني، بل انها تثبت مدى هشاشة العدو وعجزه أمام صوت الحقيقة وضربات أولي القوة والبأس الشديد، وهو اثبات أيضا وإقرار من العدو بمدى فاعلية وأثر الكلمة الحرة والرسالة الصحفية والاعلامية اليمنية على كيان الاحتلال وفي مواجهة عدوانه ومقارعة آلته الإعلامية والاتجاه نحو ايقاظ الأمة من سباتها وتوضيح خطر المهادنة والتطبيع مع العدو الذي لا يتوقف عن استهداف بلدان المنطقة وقتل أبنائها، وهذا ما يرعب كيان الاحتلال، ولذلك نجد الصحفيون اليمنيون الأحرار يثبتون اليوم أن اقلامهم اقوى من قنابل العدو الصهيوني وأن كلمتهم الحرة أبلغ اثرا من صواريخ الاحتلال الغاصب. وختاماً نؤكد ان أحرار شعبنا اليمني العظيم ومن ضمنهم الكوادر الصحفية والإعلامية هم يقفون البوم شامخين خلف قيادتهم الحكيمة والشجاعة، ناصرين ومساندين لغزة وأهلها ومقاومتها الباسلة، يزرعون الرعب في قلوب الصهاينة، ويقيمون الحجة على شعوب وانظمة ودول عالمنا العربي والإسلامي المتخاذلة والخاضعة للصهاينة ولقوى الاستكبار والهيمنة، فاليمن لم يقف متفرجاً على مجازر العدوان الصهيوني وحرب الابادة التي يشنها كيان الاحتلال على قطاع غزة رغم بعد المسافة وكذلك الامكانيات العسكرية والمالية والاقتصادية التي تعد متواضعة مقارنة بكثير من دول العالم العربي والإسلامي.. لكن اليمن بإرادتها القوية وايمانها الصادق بالله وتوكلها عليها وثقتها بنصره وتأييده قررت خوض المواجهة واثبت ذلك بالفعل قبل القول ونكلت بالعدو بعون الله وتأييده في البحار وفي عقر داره وكبدته خسائر كبيرة وفادحة وهي تواصل هذا المسار العظيم وتؤكد انها لن تتوقف عن نصرة ومساندة غزة حتى وقف العدوان عليها ورفع الحصار عنها.