الشعوب الحية هي من تمتلك القدرة على تصحيح مساراتها والنهوض من جديد والمضي قُدماً في مواجهة التحديات والأخطار التي تحاول النيل منها، والشعب اليمني واحداً من هذه الشعوب الحضارية التي تستطيع التقاط اللحظة التاريخية صانعاً انتصاره لحقه في الوجود حراً مستقلاً موحداً على أرضه. وهذه المعاني والمضامين جسدتها ثورة ال21 من سبتمبر التي لم تجهض مشاريع ومخططات ومؤامرات القوى الاستعمارية وأدواتها وأتباعها في الإقليم والداخل اليمني بل استطاعت أن تضع اليمن في المكانة التي يستحقها في مواجهتها لأعداء اليمن والأمة العربية والإسلامية، وهي ثورة جاءت لترتقي بما سبقها من الثورات الوطنية التحررية ثورة ال26 من سبتمبر 1962، وال14 من أكتوبر 1963، مشكلةً امتداداً لأنبل وأنقى ما في هاتين الثورتين وهذا سياق تاريخي تلتقي فيه القواسم المشتركة وتفترق فيه الانحرافات والخضوع للقوى الخارجية الإقليمية والدولية التي طالما ناصبت العداء لشعبنا وشعوب أمتنا العربية والإسلامية. وفي هذا المنحى، الجميع يعرف ما تعرضت له الثورة اليمنية 26 سبتمبر و14 أكتوبر لحرب عدوانية من نفس الأعداء الذين شنوا حرباً على ثورة 21 سبتمبر، وتواصلت المؤامرات على وحدة وسيادة واستقلال اليمن، وكادت أن تنجح بتمزيق هذا البلد إلى كيانات متناحرة وتحت شعارات وعناوين ومصطلحات ومسميات هدفت إلى إدخال اليمن في أتون فوضى لا تنتهي وصراعات وحروب بأيدي أبناءه وبأساليب ناعمة تمكن أعداء الشعب اليمني والعرب والمسلمين من نهب الثروات والسيطرة على الموقع الاستراتيجي وفرض هيمنة الصهاينة على هذه المنطقة والمشاهد اليوم واضحة ووقوف يمن الواحد والعشرين من سبتمبر إلى جانب الشعب الفلسطيني وأحرار الأمة في محور المقاومة لمواجهة الإبادة والاستباحة الأمريكية الصهيونية والتي وصلت بها الأمور إلى أن تفقد أنظمة الخيانة والعمالة في الإقليم لوظيفتها ومع ذلك تواصل التآمر على غزة والقضية الفلسطينية حتى بعد أن أصبح استهدافها واضح للأعيان وضرب كيان العدو الصهيوني لقطر بين الحقيقة التي لا لبس فيها. وبهذا المعنى، كان عدوان التحالف السعودي الإمارات البريطاني الأمريكي على اليمن هو خدمةً للصهاينة، وجاء موقف الإسناد والنصرة لأبناء الشعب الفلسطينية في غزة لوقف العدوان ورفع الحصار ليؤكد المؤكد ويظهر الأصيل الأمريكي والبريطاني والصهيوني ليشنوا عدوانهم الفاشل وينسحبوا مهزومين ويعملون على نسج مؤامرات جديدة ومن جديد واجهتها السعودي والإماراتي وأدواتهم من العملاء والخونة، وهذه المرة ستكون الهزيمة ماحقة لأن الأقنعة سقطت وسينتصر اليمن لسيادة ووحدته واستقلاله ولفلسطين وأمته مؤمناً أن كل هذا من عند الله وبفضله سبحانه وتعالى.