حضرموت بحاجة إلى مرجعية دينية بحجم السيد "الحداد"    لو فيها خير ما تركها يهودي    ارتفاع التضخم في منطقة اليورو إلى أعلى مستوى له منذ خمسة أشهر    افتتاح المركز الثقافي اليمني في نيويورك    34 شهيدًا في 129 خرقًا صهيونيًا لاتفاق وقف العدوان في غزة    صحيفة أمريكية تكشف عن سعي إسرائيل لتجنيد مرتزقة يمنيين يعملون لصالحها في اليمن    المقالح: الجاسوس الأخطر يتواجد في المستويات القيادية    سان جيرمان يعود من بعيد لينتزع نقطة التعادل من ستراسبورغ    الأمم المتحدة مطالبة بالتحقيق في استغلالها للتجسس    وفاة أكاديمي بارز في جامعة صنعاء    الفرح: لا قلق على شغور المكان ولا على تأثر المسار    3 لاعبين أفغان يسقطون في غارة جوية    انفراجة في أزمة كهرباء عدن    فضيحة اليمنية: ملايين الدولارات لِفمّ الوزير.. وفتات الجياع للشعب!    خبير في الطقس يتوقع تحسن في درجات الحرارة وهطول أمطار غزيرة ويحذر من سيول في ثلاث محافظات    انفراجة في أزمة كهرباء عدن    أن تكون من أنصار الله.. واجب ومسؤولية (وليست شعارًا أو وجاهة)    موقف القانون الدولي من مطالب الانتقالي الجنوبي لاستعادة الدولة    ما ذنب المواطن؟!    التحديات الحقيقية في الجنوب.. بين الجغرافيا والمصالح السياسية    النائب بشر: أطراف الصراع يمارسون الإرهاب والنهب باسم الشعب والوطن    زوبيميندي جاهز لمواجهة أرسنال أمام فولهام    قراءة تحليلية لنص "اثقال العيب .. تمردات وحنين" ل"أحمد سيف حاشد"    المعرفة المشاعة وسقوط النخبوية في الفضاء السيبرنطيقي    الذهب يتجاوز 4300 دولار متجها لأفضل مكاسب أسبوعية منذ 17 عاما    مصلحة الهجرة والجوازات توضح بشأن أزمة دفاتر الجوازات    الشيخ حسن بغوي يناشد الجهات العليا بصنعاء إعادة النظر في قضيته وانصافه    مهندس جيولوجي يوضح حقيقة منجم الحامورة في حيفان بتعز    المداني خلفا للغماري .. بعضاً مما قاله خصمه اللدود عفاش في الحروب الست    الرئيس المشاط يعزّي في وفاة العلامة محسن بن يحيى العنسي    هيئة الكتاب تصدر كتاب "مفهوم الشرق الأوسط الجديد"    احتل المرتبة 152.. المنتخب الوطني يتقدم مركزين في تصنيف الفيفا    سفراء الدول الراعية للعملية السياسية يؤكدون دعمهم للحكومة وجهودها لتنفيذ الإصلاحات    عدن تغرق في الظلام مع ارتفاع ساعات انقطاع الكهرباء    اكبر تاجر تجزئة ذهب في اليابان يعلق مبيعاته    منظمة انتصاف : 8 من بين 10 اشخاص في اليمن تحت خط الفقر    ديمبيلي يدخل خطط الشهري أمام الهلال    الهلال يبقي بونو حتى 2028    رونالدو الأعلى دخلا.. ويامال يدخل قائمة الكبار    كهرباء عدن تحذر من توقف منظومة التوليد خلال ساعات    «نزيف القيادات» يؤرق الحوثي.. اتهامات لسد ثغرة الإخفاقات    فريق صلاح الدين يتوج بطلاً لبطولة "شهداء على طريق القدس"    خبير في الطقس يحذر من كتلة غبار قادمة ويتوقع تراجع موجة البرد مؤقتا    إشهار منصة إرث حضرموت كأول منصة رقمية لتوثيق التراث والتاريخ والثقافة    اغويرو يبدي اعجابه بماركوس راشفورد    وزير الشباب والرياضة المصري يكرم وفد اليمن المشارك في نموذج محاكاة برلمان الشباب العربي    مصلحة الهجرة تعلن انتهاء أزمة دفاتر الجوازات بعد وصول أولى الدفعات إلى عدن    الدكتور بن حبتور يعزي وزير الدفاع في وفاة عمّه    اليمن انموذجا..أين تذهب أموال المانحين؟    ابتكار قرنية شفافة يقدم حلا لأزمة نقص التبرعات العالمية    معهد امريكي: شواء اللحوم يزيد خطر الاصابة بالسرطان    الضالع بعيون ابينية    متى يبدأ شهر رمضان 2026/1447؟    448 مليون ريال إيرادات شباك التذاكر في السعودية    أبناء وبنات الشيباني يصدرون بيان ثاني بشأن تجاوزات ومغالطات اخيهم الشيباني    أبناء وبنات الشيباني يصدرون بيان ثاني بشأن تجاوزات ومغالطات اخيهم الشيباني    الرمان... الفاكهة الأغنى بالفوائد الصحية عصيره يخفض ضغط الدم... وبذوره لها خصائص مضادة للالتهابات    ما فوائد تناول المغنيسيوم وفيتامين «بي-6» معاً؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بعد إقدامه على اعتقال الناشطين المشاركين في أسطول الصمود لكسر الحصار عن غزة.. العدو الصهيوني إرهابي مارق على كل القوانين والأعراف
نشر في 26 سبتمبر يوم 06 - 10 - 2025

في اعتداء سافر وقرصنة وإرهاب تحدى كل القوانين الدولية والأعراف الإنسانية، قامت قوات الاحتلال الصهيوني البحرية باعتراض سفن أسطول الصمود العالمي لكسر الحصار عن غزة، والذي يظم نحو 50 سفينة تحمل مساعدات إنسانية و 532 متضامناً مدنياً من أكثر من 45 دولة.
أعلن الأسطول يوم الجمعة، أن قوات البحرية في جيش العدو الإسرائيلي، اعترضت سفينة مارينيت، آخر سفن الأسطول على بُعد حوالى 42.5 ميلًا بحريًا من غزة.
وأضاف في تدوينة له على منصة "إكس: إنه "على مدار 38 ساعة، اعترضت قوات الاحتلال البحري الإسرائيلي بشكل غير قانوني جميع سفننا البالغ عددها 42 سفينة، تحمل كل منها مساعدات إنسانية ومتطوعين، وعزمًا على كسر الحصار الإسرائيلي غير القانوني على غزة".
عبدالحميد عبدالله
وبين: "لكن هذه ليست نهاية مهمتنا. تصميمنا على مواجهة فظائع "إسرائيل" والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني لا يزال راسخًا".
وتابع الأسطول: "بينما ينتفض الناس في مدن العالم للمطالبة بإنهاء هذه الفظائع واتخاذ موقف من أجل الإنسانية، ننهض معًا بصوت واحد: لن نتوقف حتى تنتهي الإبادة الجماعية. لن نتوقف حتى تتحرر فلسطين".
اعتقال الناشطين
هذا وقام كيان الاحتلال الصهيوني باقتياد عدد من الناشطين من على متن سفن الأسطول وإخضاعهم للتحقيق وعقد جلسات استماع بخصوص ترحيلهم.
كما باشرت ما يسمى سلطات الهجرة إجراءات الاستماع تمهيدا لإصدار أوامر ترحيل أو اعتقال بحق الناشطين، دون حضور محاميهم، ودون تمكينهم من الحصول على الاستشارة القانونية اللازمة.. ما يشكّل خرقاً صارخاً للقانون الدولي، وانتهاكا مباشرا لحق أساسي من حقوق الإجراءات القانونية العادلة .
إدانات واسعة
ولاقت عملية السطو والاعتراض الصهيونية على سفن أسطول الصمود العالمي التي تضم اتحاد أسطول الحرية، وحركة غزة العالمية، وقافلة الصمود، ومنظمة "صمود نوسانتارا" الماليزية، إدانات واسعة حول العالم، وأثارت غضباً شعبياً عارماً ومظاهرات في معظم دول العالم.
حيث أكد قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي، في خطابه الأسبوعي، أن الناشطين والمتضامنين في أسطول الصمود نجحوا في فضح الإسرائيلي ولفتوا أنظار العالم إلى معاناة الشعب الفلسطيني.
من جانبه أكد عضو المجلس السياسي الأعلى الدكتور عبدالعزيز بن حبتور، التضامن الكامل مع "أسطول الصمود" الذي يهدف إلى كسر الحصار على الأشقاء في قطاع غزة الذين يتعرضون لإبادة وتطهير عرقي من قبل العدو الإسرائيلي المجرم لنحو عامين.
وأشاد عضو السياسي الأعلى بالروح التضامنية لجميع المشاركين في أسطول الصمود الذين جسدوا بإصرارهم وصمودهم وعزيمتهم على الوصول إلى قطاع غزة سمو إنسانيتهم وضميرهم الحي.. لافتاً إلى أن العالم الحر يتابع بفخر واعتزاز مسار الأسطول منذ لحظة انطلاقه رغم ما يتعرض له من اعتداءات من قبل العدو الإسرائيلي حتى اللحظة.
وأدان الدكتور بن حبتور، بأشد العبارات ممارسات كيان العدو الإسرائيلي وصلفه واستكباره الذي يتعمد إعاقة السفن من الوصول إلى هدفها السامي.. موضحا أن هذا السلوك العدواني ليس بالأمر المستغرب على الصهاينة الذين ينتهكون يوميا قانون ومبادئ حقوق الإنسان وجميع المواثيق الدولية ويرتكبون أبشع الجرائم بحق أبناء غزة على مرأى ومسمع من العالم اجمع.
وأشار إلى أن غزة بأحداثها الدامية هي امتحان إنساني وأخلاقي كبير سقط فيه العالم أجمع باستثناء الأحرار في اليمن ومحور المقاومة وإلى جانبهم أحرار العالم.
موقف ثابت ومساند
واعتبرت وزارة الخارجية والمغتربين، الاعتداء الصهيوني على "أسطول الصمود العالمي" المتجه إلى غزة انتهاكاً صارخاً وسافراً للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
وأوضحت وزارة الخارجية في بيان صادر عنها، أن اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949، والبروتوكول الإضافي الأول لعام 1977، يؤكدان أن على الاحتلال الصهيوني السماح بمرور المساعدات الإنسانية وعدم عرقلة وصولها إلى السكان المدنيين، ويجّرمان أيضًا الاعتداء على القوافل الإغاثية أو استهداف طواقمها.
وأشار البيان إلى أن الكيان الصهيوني يواصل، منذ عامين، فرض حصار مُطبق وظالم على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، في محاولة ممنهجة لتجويع أبناء القطاع، وكسر إرادتهم، ودفعهم للتهجير القسري من أرضهم في انتهاك صارخ للأعراف والقوانين والمواثيق الدولية. وأشادت وزارة الخارجية بشجاعة المشاركين في "أسطول الصمود"، الذين ضربوا أروع الأمثلة في التضامن الإنساني، متحدّين الحصار الذي يفرضه الكيان الصهيوني المجرم بحق أكثر من مليوني مدني في قطاع غزة، ومؤكدين أن الضمير الإنساني العالمي ما يزال حياً.
كما جددت التأكيد على موقف الجمهورية اليمنية الثابت والمساند للشعب الفلسطيني في غزة بكل الوسائل الممكنة حتى إنهاء العدوان ورفع الحصار المفروض عليه.
القوى السياسية
إلى ذلك عبرت العديد من القوى والأحزاب السياسية عن إدانتها للقرصنة والإرهاب الصهيوني الذي تعرض له أسطول الصمود العالمي الذي يضم مدافعين عن حقوق الإنسان، وأطباء، وبرلمانيين، وناشطين وصحفيين من أكثر من 40 دولة، ما يمثل رمزًا قويًا للتضامن مع الفلسطينيين المحاصرين والمجوعين، ويعكس رفض تقاعس المجتمع الدولي المستمر عن وقف الانتهاكات "الإسرائيلية".
وأكدت البيانات الصادرة عن الاحزاب والتنظيمات أن صمت المجتمع الدولي يشجّع العدو الإسرائيلي على ارتكاب المزيد من الجرائم، وهو ما يفرض تحرّكًا عاجلًا من كل الأحرار والأمم الحُرّة لرفع الحصار عن سكان غزة، وضمان حقهم في الحياة الكريمة.
وحملت القوى السياسية اليمنية الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي المسؤولية الكاملة عن جرائم الإبادة الجماعية والحصار والتجويع في قطاع غزة التي أسفرت عن استشهاد 66,225 مدنياً فلسطينياً، غالبيتهم من الأطفال والنساء، وإصابة 168,938 آخرين، فيما لا يزال الآلاف من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.
سلوك عدواني
وفي ذات السياق استنكر عضو المكتب السياسي لأنصار الله، محمد الفرح، ما أقدمت عليه قوات العدو الإسرائيلي من اعتداء سافر على أسطول الصمود العالمي، والسيطرة على سفنه المدنية العاملة في مهمة إنسانية وأخلاقية تهدف إلى كسر الحصار الجائر عن قطاع غزة، وإيصال المساعدات العاجلة إلى المدنيين المحاصَرين.
وأوضح الفرح أن اعتراض هذا الأسطول في المياه الدولية، والسيطرة على سفنه ومصادرتها، يمثّل انتهاكًا صارخًا وسلوكًا عدوانيًا يكشف حقيقة هذا الكيان المارق، الذي لا يقيم وزنًا للقانون أو للأعراف الدولية، ويؤكد أنه كيان استعلائي معادٍ للإنسانية، يستهتر بحياة الأبرياء، ويتحدّى المجتمع الدولي دون رادع، ويعادي جميع فئات البشر.. مشيراً إلى أن استمرار الحصار على غزة، والاعتداء على المبادرات الإنسانية، يُشكّل عدوانًا مباشرًا على الإنسانية جمعاء، ويقوّض كل القواعد القانونية، ويهدد الأمن والسلم الدوليين.
انتهاك جسيم
وعالمياً، أدان رئيس جنوب أفريقيا، سيريل رامافوزا، اعتراض "إسرائيل" لأسطول الصمود العالمي، معتبرًا ذلك "انتهاكا جسيما للتضامن العالمي والمشاعر الإنسانية".
وأكد رامافوزا، في تدوينه على منصة "إكس" ، أن ذلك يستهدف جهود تخفيف المعاناة على الشعب الفلسطيني في غزة وتعزيز السلام في المنطقة.. وطالب نيابة عن حكومته وأمته "إسرائيل" بالإفراج الفوري عن المواطنين الجنوب أفريقيين المختطفين في المياه الدولية، وكذلك عن جميع المواطنين الذين حاولوا الوصول إلى غزة لتقديم المساعدات الإنسانية.
وشدد على أن اعتراض الأسطول في المياه الدولية "يخالف القانون الدولي وينتهك سيادة كل دولة كانت ترفع علمها على السفن المشاركة"، مؤكدًا أن هذا الإجراء يتعارض أيضًا مع قرار محكمة العدل الدولية الذي ينص على ضرورة السماح بتدفق المساعدات الإنسانية دون عوائق.
وأكد رئيس جنوب أفريقيا دعمه الكامل للدعوة التي وجهها مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان إلى "إسرائيل" لرفع الحصار عن غزة فورًا والسماح بدخول المواد المنقذة للحياة بكل الوسائل الممكنة.. مشيراً إلى أن مشاعره وأفكاره تتجه مع جميع المختطفين وعائلاتهم، متوقعًا أن تقوم "إسرائيل" بالإفراج عن الناشطين في مجال حقوق الإنسان.. لافتاً إلى أن هذه الاختطافات لا تخدم أي غرض في سياق الجهود الرامية لتحقيق السلام في الشرق الأوسط.
الوجه المجرم
بدورها، أكّدت وزارة الخارجية التركية أنّها تتابع من كثب أوضاع مواطنيها الموجودين على متن السفن التي هاجمتها القوات الإسرائيلية في طريقها إلى قطاع غزّة. وندّد الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان بالعدوان الإسرائيلي على "أسطول الصمود" المتجه إلى غزة، مؤكداً أنّ ما جرى يبرهن أنّ الحكومة الإسرائيلية لا تنوي السماح بأي أمل للسلام. وشدّد إردوغان على أنّ بلاده تتخذ جميع التدابير لضمان سلامة المواطنين الأتراك المشاركين في الأسطول، معتبراً أن الهجوم يكشف مجدداً "الوجه المجرم" لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو وحكومته.
من ناحيته، شدد وزير الخارجية الكويتي، عبد الله اليحيا على أنّ بلاده تبذل كل الجهود الممكنة لضمان سلامة مواطنيها المحتجزين ضمن المشاركين في "أسطول الصمود" والإفراج عنهم، مؤكداً متابعة التطورات من كثب.
مفتي عمان
من جانبه، دان مفتي سلطنة عُمان، الشيخ أحمد الخليلي، اعتداء الكيان الصهيوني على "أسطول الصمود" المتجه إلى غزة، معتبراً أنه تعدٍ صارخ على الخدمة الإنسانية.
وشدد على أنّ هذا العدوان يستدعي تضافر جهود العالم الحر لوقف التعدي الغاشم، كما دعا الدول العربية والإسلامية، ولا سيما دول الجوار، إلى تحمل مسؤولياتها مضاعفة تجاه الشعب الفلسطيني في مواجهة الجرائم الإسرائيلية المستمرة.
سلامة المشاركين
ودانت وزارة الخارجية القطرية بشدة اعتراض قوات العدو الإسرائيلي "أسطول الصمود" العالمي المتجه إلى غزّة، مؤكدة ضرورة ضمان سلامة جميع المشاركين والإفراج عنهم فوراً.
وأعربت الحكومة البرازيلية عن استنكارها للعمل العسكري الصهيوني، مجددة دعوتها إلى الرفع الفوري وغير المشروط للقيود المفروضة على دخول وتوزيع المساعدات الإنسانية إلى غزة.
من جهتها، طالبت الخارجية الألمانية سلطات العدو بمعاملة المشاركين على متن القوارب المتجهة إلى غزّة بشكل جيد ومتناسب. فيما أكدت الحكومة الأيرلندية أن أسطول المساعدات لا يشكل تهديداً لأحد.
التجويع كأداة حرب
إلى ذلك أعربت سلطنة عُمان عن استنكارها ل"الهجوم الإسرائيلي" على أسطول الصمود العالمي الهادف لكسر الحصار عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وإيصال المساعدات الإنسانية إليه. وقالت وزارة الخارجية العمانية، في بيان على منصة "إكس":"تُعرب وزارة الخارجية عن إدانة سلطنة عُمان واستنكارها للهجوم الإسرائيلي على قافلة " الصمود " المحمّلة بالمساعدات الإنسانية العاجلة إلى قطاع غزة، في انتهاكٍ آخر لكافة القوانين الدولية والإنسانية".
وأكدت أن "مواصلة سلطات الاحتلال ارتكاب مثل هذه الأفعال اللاإنسانية، في وقت تتعالى فيه النداءات الدولية لإنهاء معاناة المجاعة في القطاع، يكشف عن سياسة ممنهجة تستخدم التجويع كأداة حرب".
وجددت سلطنة عُمان دعوتها العاجلة إلى السماح الفوري بإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى الأراضي الفلسطينية دون أي عوائق، مشددة على ضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته القانونية والإنسانية لوقف هذه الانتهاكات وحماية المدنيين.
احتلال أجنبي
قال رئيس كولومبيا، غوستافو بيترو أوريغو، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "لن يتمكن من بدء أي خطة سلام إذا لم تُدخل فورًا المواد الغذائية إلى سكان غزة"، مؤكدًا أن "السلام لن يكون ممكنًا إذا كان الناس يُقتلون جوعًا".. وأضاف بيترو اوريغو، في تدوينه على منصة "إكس" أن هناك سفنًا لا تزال تصل إلى غزة، محذرًا من ضرورة عدم توقفها، ومشددًا على أن "الولايات المتحدة وأوروبا ستفقدان كل معنى للحرية والديمقراطية إذا تُرك أشخاص محتجزون لمجرد أنهم نقلوا الطعام لشعب جائع".
وأشار إلى أن الاحتجاجات الشعبية التي خرجت في شوارع إيطاليا ودول أخرى "تُعد بداية لسلام البشرية"، داعيًا إلى التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني.
وشدد الرئيس الكولومبي على أن السلام لا يمكن أن يقوم على "احتلال أجنبي للأرض"، مستذكرًا التجربة التاريخية مع فلسطين وإنجلترا، ومطالبًا "مجموعة لاهاي بدعوة إلى إضراب عالمي كبير".
تظاهرات ووقفات تضامنية
وشهدت عدّة عواصم عالمية تظاهرات ووقفات تضامنية تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على "أسطول الصمود" المتجه إلى غزة، فقد خرجت مظاهرة كبرى في العاصمة الماليزية تنديدا باعتراض أسطول الصمود واستمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وخرجت وقفة في العاصمة تونس دعماً للفلسطينيين، فيما تظاهر الآلاف في لندن مطالبين بفرض عقوبات على كيان العدو وتعليق عضوية "إسرائيل" في الاتحادات الأوروبية بسبب الإبادة في غزّة، كما شهدت مدن إسبانية احتجاجات مماثلة ضد اعتداء الكيان على الأسطول. كذلك خرجت مظاهرات في عدة عواصم أوروبية تندد باعتراض البحرية الإسرائيلية لأسطول الصمود، منها روما، برلين، باريس، بروكسل، أثينا، برشلونة...
العفو الدولية
وأكدت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية، أنياس كالامار، أن اعتراض "إسرائيل" غير القانوني لأسطول الصمود العالمي، واحتجاز طواقمه قبالة سواحل قطاع غزة، يعكس نية "إسرائيل" الاستمرار في منع وصول المساعدات الإنسانية الأساسية للفلسطينيين عمدا.
وأشارت كالامار، في تصريح على الموقع الإلكتروني لمنظمة العفو الدولية، إلى أن الأسطول كان يسعى لكسر الحصار "الإسرائيلي" المفروض على غزة منذ عام 2007، وإيصال الغذاء والمساعدات الإنسانية للمتضررين من الهجمات المستمرة التي تُوصف بالإبادة الجماعية. واعتبرت تصرفات "إسرائيل" اعتداء سافر على نشطاء التضامن الذين يؤدّون مهمة إنسانية سلمية بالكامل.
وقالت كالامار: "يأتي استيلاء "إسرائيل" على السفن بعد أسابيع من التحريض والتهديدات التي أطلقها مسؤولون "إسرائيليون" ضد الأسطول والمشاركين فيه، ومحاولات متكررة لتخريب بعض السفن".. وأضافت: "استمرار منع وصول المساعدات الحيوية يُظهر ازدراء "إسرائيل" للأوامر الملزمة قانونًا من محكمة العدل الدولية، وتنصّلها من التزاماتها بصفتها القوة المحتلة بضمان توفير الغذاء والمساعدات الإنسانية المنقذة للحياة للفلسطينيين".
وشددت على ضرورة الإفراج الفوري وغير المشروط عن طواقم السفن المحتجزة، مؤكدة أن احتجازهم غير قانوني، وأن على "إسرائيل" تحمل المسؤولية الكاملة عن سلامتهم وحمايتهم من أي سوء معاملة.
وأشارت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية، إلى أن الاعتراض "الإسرائيلي" ليس مجرد منع مساعدات، بل يعد "فعلًا ترهيبيًا يهدف إلى معاقبة المنتقدين وإسكات الأصوات المعارضة للإبادة الجماعية والحصار غير القانوني الذي تفرضه "إسرائيل" على غزة".
واختتمت كالامار بالقول: "لقد ولّى زمن التنديدات الفارغة. على الدول في جميع أنحاء العالم أن تتحرك فورًا وتعلن عدم التسامح مع سياسة التجويع الممنهجة واستهداف الجهود الإنسانية السلمية. يجب الضغط على "إسرائيل" لرفع حصارها وفتح المعابر، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى كافة أنحاء قطاع غزة، وضمان العودة الآمنة لجميع المحتجزين".
حركة الأحرار
وفلسطينياً، اعتبرت حركة الأحرار الفلسطينية، الاعتداء الغاشم الذي ارتكبته قوات العدو الصهيوني على أسطول الصمود العالمي المسير لكسر الحصار على غزة في المياه الدولية، قرصنة وخرق واضح للقانون البحري الدولي.
وأكدت الحركة ، في تصريح صحفي أن الاعتداء "ضرب بعرض الحائط لقرار محكمة العدل الدولية باتخاذ الإجراءات اللازمة لحياة كريمة وسلامة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وإمعان نازي بتشديد الحصار وفرض سياسة التجويع الممنهج عليه".
كما أدانت حركة الأحرار في بيانها "هذا الفعل الإجرامي البربري"، محملة العدو الصهيوني وحكومته الفاشية، المسؤولية الكاملة عن حياة وسلامة طواقم الأسطول، وعودتهم لديارهم سالمين.وطالبت الحركة " الأمم المتحدة ومجلس الأمن وكل المؤسسات القانونية اتخاذ الإجراءات الدولية والقانونية اللازمة إزاء هذه القرصنة المجرمة، وملاحقة العدو وقادته النازيين في المحاكم الدولية، عن كل جرائم الحرب التي ارتكبوها، والتأكيد على عدم افلاتهم من العقاب".
الجبهة الشعبية
واعتبرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، الاعتداء ضد المتضامنين الدوليين في أسطول الحرية أضخم عملية قرصنة إرهابية في العصر الحديث وإرهاب دولة منظم تمارسه "عصابة حرب" بأوامر مباشرة من مجرم الحرب بنيامين نتنياهو".
وأضافت أن " العالم كله شاهد هذه الجريمة الإرهابية المنظمة، والتي تُمثّل تجاوزاً صارخاً لكل القوانين وتضرب بعرض الحائط كل الأعراف والمواثيق الدولية، وتكشف مجدداً الطبيعة القرصانية والبلطجية للكيان الذي يرتكب جرائمه علناً دون خشية من الرأي العام العالمي".
وقالت الجبهة إنها " تشجب بأقسى العبارات التواطؤ المخزي للسلطات الإيطالية، التي تخلت عن واجبها في توفير الحماية للمتضامنين وسهلت عمليات القرصنة"، مُحملةً إياها "مسؤولية أخلاقية وقانونية لا يمكن التغاضي عنها".
ودعت " المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لاعتقال ومحاكمة مجرم الحرب بنيامين نتنياهو والقادة السياسيين والعسكريين الصهاينة أمام المحاكم الدولية على جرائمهم المتواصلة ضد الإنسانية، وفرض عقوبات سياسية واقتصادية وعسكرية شاملة، ورفع الحصانة عن الكيان ومقاطعته على جميع المستويات".
وأشادت الجبهة الشعبية "بحركات التضامن العالمية والتظاهرات العارمة التي خرجت بشكلٍ عفوي احتجاجاً على جريمة القرصنة، والتي أكدت أن الضمير الإنساني حي، مثمنةً موقف الاتحاد العام الإيطالي للعمل بالإعلان عن الإضراب العام احتجاجاً على الجريمة".
حركة حماس
وأدانت حركة المقاومة الإسلامية حماس، اعتراض البحرية "الإسرائيلية" لسفن أسطول الصمود في المياه الدولية واعتقال النشطاء والصحفيين المرافقين لهم، وعدّت ذلك اعتداء غادرا وجريمة قرصنة وإرهاب بحري على المدنيين.
وقالت الحركة في بيان صادر عنها: إن هذا الاعتراض يمثل هجوما همجيا استهدف متضامنين دوليين في مهمة إنسانية عاجلة لنقل مساعدات طارئة إلى أهل غزة المحاصرين، الذين يتعرضون منذ عامين لإبادة جماعية وتجويع ممنهج.
وأضافت حماس أنها تدين بأشد العبارات هذا العدوان، مشددة على أن اعتراض البحرية "الإسرائيلية" عمل إجرامي يجب أن يدان من جميع أحرار العالم.
كما أشادت بشجاعة النشطاء وإصرارهم على كسر الحصار عن الشعب الفلسطيني، داعيا أحرار العالم إلى تنظيم فعاليات شعبية واحتجاجات للتعبير عن الغضب والاستنكار الدولي تجاه اعتداءات الاحتلال، والمطالبة بوقفها فورا.
وطالبت الحركة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بتحمل مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية، عبر إدانة القرصنة "الإسرائيلية"، واتخاذ خطوات عاجلة لحماية المتضامنين وسفنهم، والعمل على وقف جريمة الإبادة والتجويع المفروضة على الفلسطينيين، ومحاسبة قادة الاحتلال على جرائمهم المستمرة بحق الإنسانية.
احتجاجات وإضرابات
وفي إيرلندا أكد وزير الخارجية سايمون هاريس أن سلامة المواطنين الأيرلنديين ستكون على رأس أولويات الحكومة، ومن المعلوم أن نحو 22 ناشطا أيرلنديا من بين المشاركين بالأسطول العالمي.
وفي اليونان، قرر عمال ميناء بيرايوس في العاصمة أثينا الإضراب لمدة 24 ساعة للتنديد بالهجوم الإسرائيلي على أسطول الصمود.
وأدان بيان أصدره اتحاد عمال الميناء الهجومَ الإسرائيلي على الأسطول أثناء توجهه إلى قطاع غزة لكسر الحصار.
وأكد البيان أن "إسرائيل" اعتقلت طواقم السفن -وبينهم يونانيون- بهجوم عسكري وقطعت الاتصال معهم، من أجل منع وصول الغذاء والدواء إلى الفلسطينيين بقطاع غزة الذين يتعرضون لإبادة جماعية وتجويع وحصار.
وحمّل اتحاد عمال الميناء الحكومةَ "ليس فقط لتقصيرها في حماية اليونانيين المشاركين في الأسطول، بل أيضا لحفاظها على علاقات إستراتيجية مع دولة إسرائيل المجرمة، كسابقاتها من الحكومات".
وفي الوقت ذاته، شهدت إيطاليا الجمعة إضراباً عاماً عن العمل يشمل القطاعين العام والخاص، دعا إليه الاتحاد العام للعمل وعدد من النقابات الشعبية تضامنا مع الشعب الفلسطيني ونشطاء أسطول الصمود، كما شهدت عدة مدن مظاهرات داعمة لفلسطين ومنددة باعتراض أسطول الصمود من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي واعتقال الناشطين المشاركين فيه.
ومن جانبه، أكد الأمين العام لاتحاد العمال الإيطالي ماوريتسيو لانديني أن إضرابهم مشروع ودستوري، وذلك ردا على انتقادات أعضاء الحكومة لعدم إعلان الإضراب قبل المدة القانونية اللازمة.
وفي مدريد نظمت نقابات التعليم في العاصمة الإسبانية إضرابا جزئيا احتجاجا على ما اعتبرته قيودا على حرية التعبير داخل المؤسسات التعليمية، وجاء هذا التحرك بعد توجيهات حكومية تضمنت منع مظاهر التضامن مع غزة في المدارس والجامعات الإسبانية، وهو ما رأته النقابات مساسا بحرية التعليم ودوره في تعزيز التفكير النقدي والدفاع عن حقوق الإنسان، ويشمل الإضراب الجزئي جميع المراحل التعليمية، حيث ستُنظم وقفات احتجاجية خلال فترتي الصباح والمساء.
مواقف هزيلة
وفي الوقت الذي اشتعل فيه غضب العديد من شعوب العالم وأنظمتها، جاءت بيانات الشجب والتنديد العربية هزيلة كعادتها، ولم تشهد معظم الدول العربية أي تحرك فعلي للضغط على الكيان الصهيوني والدول الداعمة له وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، لإيقاف العدوان وفك الحصار على غزة، عدا الموقف اليمني الذي يسجل كل يوم انتصاراً جديداً لفلسطين من خلال العمليات العسكرية المستمرة في عمق العدو الصهيوني، بالإضافة إلى فرضه حصاراً بحرياً مشدداً على سفن الاحتلال والسفن التي تحاول الوصول إلى الموانئ في فلسطين المحتلة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.