المؤسف المعيب أن الأنظمة العربية والإسلامية مازالت تعيش مرحلة الخذلان والهوان تجاه ما يحدث في غزة الشموخ والإباء، ورغم الصلف الصهيوني الأمريكي تجاه دول المنطقة من النهر إلى البحر مازال المشهد السياسي العربي باهتاً وغير واضح الملامح، والرؤى وغير مواكب لما يحدث من انتهاكات واستفزازات لكثير من دول المنطقة التي خنعت للذل والهوان. فالتصور الصهيوني تجاه العرب بصفة عامة منذ وعد بلفور وحتى الآن يحمل في طياته بأنَّ لا قيام لدويلة الكيان الصهيوني إلاّ بسحق وإبادة الفلسطينيين.. هذه النظرة الشوفانية الحاقدة تجاه الفلسطينيين التي تمارس من قبل العدو الصهيوني بشتى أشكال الإبادة والقتل والنفي ضد أهلنا في غزة والأراضي المحتلة في ظل تعتيم إعلامي وصمت إقليمي ودولي وأممي، ما شجع العدو الصهيوني على توسيع عملياته العسكرية في المنطقة غير مبال لأي رد فعل.. الكيان الصهيوني اليوم يمارس أبشع صور الإبادة والقتل والتعذيب بحق أهلنا في غزة، وعلى مرأى ومسمع من العالم أجمع ولم يجرؤ أحد أياً كان أن يوصمه بالإرهاب أو مجرم حرب بما ارتكبه من مجازر نكراء بحق أهلنا في غزة وأرض فلسطينالمحتلة.. المريب في الأمر أنّ مجلس الأمن الدولي لم يحرك ساكناً تجاه ما يحدث من مجازر وإبادة في غزة وكأنّها كوكب في عالم آخر.. رغم كل تلك المجازر النكراء والجرائم الشنعاء بحق أهلنا في غزة الكل يقف موقفاً سلبياً مخزياً حتى دول الجوار، في حين دول أوروبا ودويلات الخليج تساند وتؤيد دويلة الكيان الصهيوني رغم علمهم المسبق بجذور ومرجعية الصراع الصهيوني- الفلسطيني، حتى روسيا والصين لاذتا بالصمت تجاه ما يحدث في أرض غزة، ما يُدار وراء الكواليس تجاه دول المنطقة مؤامرة محبوكة سلفاً ومخطط لها بدقة من قبل الشيطان الأكبر.. فاليهود لا عهد لهم ولا وعد، ليس لهم مشروع سوى الإبادة الدموية وقتل الشعب الفلسطيني، لا هدنة ولا سلام مع اليهود ولا مفاوضات ولا حوار، رغم المفاوضات الجارية وهم يمارسون أبشع أنواع الجرائم النكراء في أهل غزة على مرأى ومسمع من العالم قاطبة، غير مبالين بحقوق إنسانية أو حقوقية أو دولية.. فهل هذه هي العدالة الإنسانية التي يتحدثون عنها..؟! وهل يا تُرى أنّ الحق لم يعد كافياً لتغيير الواقع المؤلم الذي تعيشه الأمة اليوم في ظل عالم جائرٍ يقف مع الظالم منتصراً له..؟! صفوة القول: الشعوب اليوم تعيش في عالمٍ متناقضٍ متشابك الرؤى، متداخل المصالح، كل ما يراه الغرب أصبح واقعاً ملموساً في قوانينهم وأنّ الإرهاب مصدر العرب والمسلمين، على الرغم من وجود ظاهرة التطرف داخل مرجعية الغرب وعنصرية الكيان الصهيوني. في هذا السياق تظل الأنظمة العربية العميلة هي المسؤولة أولاً وأخيراً عما يحدث في دول المنطقة من تداعيات وأزمات وحروب.. ومن هنا نُدرك أنّ لكل شيء رد فعل مماثل، والكل سيدفع الثمن باهظاً في المستقبل القريب رغم أنفهم، وعن يد وهم صاغرون. المؤسف المعيب أنّ بعض الأنظمة العربية أساءت كثيراً لشعوبها بتلك الممارسات الخاطئة والشعارات الزائفة، أما الوحدة القومية بين الشعوب هي ضمنية وراسخة قبل أن تكون بين الأنظمة الحاكمة العميلة. كلمات مضيئة: الدخول إلى السياق الحواري الحضاري يحتاج إلى فهم التداعيات الآنية والمستقبلية والتحليلات الدقيقة لمواجهة كل التحديات وأساليب المراوغة والدهاء السياسي؛ فالزعامات العربية الجوفاء والفاقدة للخبرة والثقافة والحنكة السياسية انتهى بها الأمر إلى مزابل التاريخ الأسود. فالصراع العربي الإسلامي مع الكيان الصهيوني يظل قائماً إلى قيام الساعة.. لم ولن يموت إلاّ بعد أنّ يرث الله الأرض ومن عليها..!!