على طريق القدس، قدّم اليمن ولا يزال، خيرة القادة والضباط والجنود، ليؤكد بذلك موقفًا تاريخيًا غير مسبوق في مواجهة كيان العدو الصهيوني، في جولة من أطول جولات الصراع العربي مع الاحتلال وداعمه الأمريكي. وخلال خوض غمار معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس، برز العديد من القادة العسكريين في ميدان الجهاد، ومن أبرزهم القائد اللواء الركن محمد عبد الكريم الغماري، رئيس هيئة الأركان العامة، الذي حفر اسمه في تاريخ الوطن والقوات المسلحة، وهو يؤدي واجبه الجهادي في مواجهة أعداء الله، حتى توّج مسيرة حياته الجهادية بنيل الشهادة في سبيل الله، انتصارًا للقدس ومظلومية الشعب الفلسطيني. إنها خاتمة الفرسان والقادة العظماء الذين تفخر بهم الأجيال، وتستقي من سيرتهم وعطائهم أسمى معاني الوفاء والإخلاص، في البطولة والفداء، جهادًا في سبيل الله ضد الأعداء، لحماية الأرض والعِرض، وصون مقدسات المسلمين. لم ولن تفلح العصابات الصهيونية في تحقيق أي من أهدافها في يمن الإيمان والحكمة، ولن تؤثر عملياتها الإرهابية على أداء قواتنا المسلحة، ولا على موقفنا المبدئي الثابت تجاه نصرة القضية الفلسطينية، مهما كانت التضحيات، ومهما ارتقى منا شهداء، قادة كانوا أو جنودًا. فالمعركة مصيرية، والإسناد لغزة ونصرة مظلومية فلسطين واجب ديني وإنساني وأخلاقي، لا يمكن أن يحدّ منه اغتيال قائد من قادتنا، بل سيزيد شعبنا وقواته المسلحة عزمًا وثباتًا وإيمانًا في السير على نهج القادة الشهداء، من أمثال الشهيد الغماري ورفاق دربه الذين سبقوه في قطاع غزة، كالشهيد القائد السنوار والضيف وغيرهم من القادة الأبطال، الذين امتزجت دماؤهم بدماء إخوانهم في اليمن، لتتعمق وتترسخ رابطة الأخوة في العروبة والدين بالدماء الطاهرة. سيظل الشهيد الغماري، رحمه الله، رمزًا وعَلَمًا من أعلام الجهاد، الذين يفخر بهم اليمن، بما سطّروه من ملاحم بطولية في جبهات العزة والكرامة، لمواجهة قوى الهيمنة والاستكبار العالمي، وعلى رأسها أمريكا وإسرائيل. عزاؤنا في هذا المقام لقائد الثورة، السيد المجاهد عبد الملك بدر الدين الحوثي، ولرئيس المجلس السياسي الأعلى، المشير الركن مهدي المشاط، ولكافة أبناء شعبنا اليمني العظيم. ونؤكد أننا على درب القادة الشهداء ماضون، ولن ينال كيان العدو الصهيوني من إرادة شعبنا، مهما أوغل في سفك الدماء.