أكد تقرير نشره موقع "ذي كريدل" اليوم السبت،أن التوغل العسكري الإسرائيلي المتصاعد في جنوبسوريا يمثل استراتيجية شاملة تهدف إلى السيطرة على الشرايين الحيوية للمنطقة، مع التركيز على الموارد الأساسية: المياه والغاز، بهدف تأمين النفوذ الجيوستراتيجي المستقبلي. وذكر التقرير، انه " منذ سقوط حكومة الرئيس السوري السابق بشار الأسد، توسّعت التوغلات الإسرائيلية في سوريا باطراد، حيث تسيطر تل أبيب الآن على مرتفعات استراتيجية، بما في ذلك جبل الشيخ ، الذي يبلغ ارتفاعه 2814 مترًا ويطل على سوريا والعراق والأردن ولبنان وفلسطين المحتلة". كما أكد "ذي كريدل" أن الهدف الأعمق لهذه المكاسب الإقليمية هو الهيمنة على الموارد كأداة ضغط استراتيجية: --حوض اليرموك: تسعى إسرائيل للسيطرة على هذا الخزان المائي الأساسي الذي يغذي سوريا والأردن وفلسطين المحتلة، ودمجه في شبكتها المائية لزيادة هيمنتها المائية في المنطقة. ---عرقلة خطوط الغاز: يقع جنوبسوريا على مفترق طرق لمشاريع الطاقة، وتسعى إسرائيل إلى عرقلة مسار خط أنابيب الغاز القطري التركي المقترح، الذي سيمر عبر سوريا، وذلك لمنع تقويض ممر تصدير الغاز الإسرائيلي "إيست ميد". وخلص التقرير إلى أن إسرائيل تسعى بذلك إلى احتكار الموردين الرئيسيين (الماء والغاز) كوسيلة ضغط جيوسياسية لإعادة رسم خريطة السيادة والطاقة في بلاد الشام. وذكر التقرير :" الماء ليس سوى جزء من القصة، فجنوبسوريا يقع أيضًا على مفترق طرق لطموحات الطاقة، حيث تسعى إسرائيل إلى عرقلة أي مسار مستقبلي لخط أنابيب الغاز القطري التركي المقترح منذ فترة طويلة، والذي سيمر عبر سوريا في طريقه إلى أوروبا، وهو بديل قد يُقوّض ممر تصدير الغاز الإسرائيلي "إيست ميد"، ومن هذا المنطلق، يتحول جنوبسوريا إلى نقطة تماس بين مشاريع المياه والغاز، حيث تسعى تل أبيب إلى احتكار الموردين كوسيلة ضغط جيوستراتيجية تُمكّنها من إعادة رسم خريطة الطاقة والسيادة في بلاد الشام".