رصد مركز "سِجِلّ" المتخصص بتوثيق الانتهاكات، أكثر من 211 انتهاكاً ارتكبها العدو الصهيوني في محافظات الجنوب السوري خلال شهر أكتوبر الماضي، في تصعيد ميداني متواصل يعكس سياسة الاحتلال القائمة على انتهاك السيادة السورية وفرض وقائع جديدة على الأرض. وأوضح المركز في تقريره الشهري أن محافظة القنيطرة تصدرت قائمة الانتهاكات بواقع مئة وتسعة وثمانين انتهاكاً، شملت عمليات توغل بري، وتحليق مكثف للطيران المعادي، واستحداث نقاط تفتيش وتحصينات عسكرية قرب خط الفصل مع الجولان المحتل، في ظل استمرار الأنشطة الاستطلاعية للعدو داخل الأراضي السورية. وأشار التقرير إلى أن محافظة درعا جاءت في المرتبة الثانية بسبعة عشر انتهاكاً، تلتها محافظة السويداء بثلاثة انتهاكات، في حين سُجل انتهاك واحد في كل من ريف دمشق وحماة، مؤكداً أن وتيرة الاعتداءات الصهيونية تشهد تصاعداً واضحاً منذ مطلع العام الجاري، في ظل غياب أي موقف دولي جاد لوقفها. وبيّن التقرير أن التوغلات البرية الصهيونية احتلت المرتبة الأولى في قائمة الانتهاكات بعدد بلغ خمساً وستين عملية، تلتها إحدى وخمسون عملية تحليق للطيران الحربي والمسيرات، ثم اثنتان وأربعون عملية إقامة نقاط تفتيش مؤقتة، إضافة إلى ست عشرة عملية اعتقال، وثلاث عشرة مداهمة لمنازل وأراضٍ زراعية في المناطق الحدودية. وفي مناطق محمية جبة الخشب وحرش الشحّار، وثّق المركز أعمال تجريف واسعة نفذتها قوات العدو الصهيوني، تضمنت رفع سواتر ترابية وتوسيع قواعده العسكرية في الحميدية والعدنانية، بما يكشف عن نية واضحة لتكريس الوجود العسكري الصهيوني داخل الأراضي السورية وتهديد الأمن البيئي والسكاني. وأكد التقرير أن هذا التصعيد المتزايد يعكس نمطاً منظماً من قبل العدو الصهيوني لترسيخ نفوذه وتوسيع نطاق سيطرته في الجنوب السوري، من خلال الجمع بين التحصينات العسكرية والتضييق على السكان المحليين، في مسعى لإقامة منطقة نفوذ تخدم أهدافه العدوانية وتؤمن خطوط تجسس واتصال مباشرة مع الجماعات المسلحة. ويرى مراقبون أن استمرار هذه الانتهاكات يأتي في ظل صمت دولي مريب وتواطؤ أمريكي مكشوف، يمنح العدو الصهيوني غطاءً سياسياً لمواصلة خروقاته وعدوانه على الأراضي السورية، في انتهاك واضح لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بسيادة سوريا ووحدة أراضيها. ويؤكد المراقبون أن التصعيد الصهيوني في الجنوب السوري يهدف إلى إبقاء المنطقة في حالة توتر دائم، ومنع أي استقرار أمني يمكن أن يعزز دور الدولة السورية هناك، فيما يتزامن ذلك مع محاولات أمريكية لإعادة تفعيل المجموعات المسلحة في بعض مناطق الجنوب، لخدمة الأجندة المشتركة بين واشنطن وكيان العدو في استهداف محور المقاومة.