تأتي الذكرى السنوية للشهيد للعام 1447ه والشعب اليمني ينعم بالأمن والاستقرار، كثمرة من ثمار ما بذله الشهداء من تضحيات جسيمة على سنوات من مواجهة تحالف العدوان السعودي الإماراتي، وصولًا إلى المواجهة المباشرة مع قوى الهيمنة والاستكبار والغطرسة: أمريكا وبريطانيا وإسرائيل. فتكمن أهمية هذه الذكرى في ترسيخ المفهوم السليم للشهادة ودورها في إحياء الجهاد في الأمة، وهي محطة مهمة للتزود بالعزم والبصيرة، والمضي على درب الشهداء العظماء، والتذكير بمآثرهم وما سطروه من ملاحم بطولية دفاعاً عن الوطن وسيادته واستقلاله. وتكتسب سنوية الشهيد أهمية كبيرة لدى شعبنا من خلال الأنشطة والفعاليات الواسعة إحياءً لهذه الذكرى، وما تحمله من معانٍ ودلالات تستنهض أبناء الأمة وترسخ في نفوسهم ثقافة الجهاد. ويتزامن إحياء هذه الذكرى هذا العام مع الموقف المشرف والبطولي لليمن، قيادةً وحكومةً وشعبًا، في نصرة الشعب الفلسطيني في غزة، في مواجهة الكيان الصهيوني الغاصب الذي يرتكب أبشع المجازر بحق المدنيين، في ظل تواطؤ المجتمع الدولي وتخاذل بعض الأنظمة العربية والإسلامية. فالذكرى السنوية للشهيد هي رمز للوفاء والإجلال للشهداء الذين ضحوا بأرواحهم دفاعاً عن الوطن وعزته واستقلاله. وإحياء هذه الذكرى له أهمية بالغة على مختلف الأصعدة الروحية والاجتماعية والثقافية، حيث تتجسد المكانة العظيمة التي يحتلها الشهداء في قلوب أبناء شعبنا، من خلال ما يتم إقامته من أنشطة وفعاليات يستحضر فيها الجميع التضحية التي جاد بها الشهداء من أجل عزة شعبهم. وتساهم هذه الذكرى في تعزيز الهوية الوطنية من خلال استذكار المجتمع لنضال وتضحيات الشهداء. كما أن هذه الذكرى محطة لتعزيز الوعي لدى أبناء شعبنا، من خلال التذكير بمآثر الشهداء، بحيث تصبح حافزاً للأجيال المقبلة على مواصلة النضال من أجل تحقيق الاستقلال والسيادة الكاملة على أراضي الوطن. والذكرى السنوية للشهيد ليست مجرد مناسبة للتذكر؛ فالأهمية هنا هي أن نتذكر أن الشهداء لم يكونوا مجرد أسماء أو صور، بل كانوا أفرادًا، وآباء، وإخوة، وأصدقاء، وقد تركوا وراءهم أثرًا إنسانيًا لا يُنسى. ولهذا، فإن الاحتفال بهم يتطلب الاستمرار في العمل على تحقيق الأهداف التي ضحوا من أجلها. وتعد هذه الذكرى محطة لتعزيز الاصطفاف الوطني، وتعريفِ الأجيال بالتضحيات التي قدمها الشهداء في ميادين الشرف والبطولة، لكي تبقى هذه الملاحم البطولية خالدة في ذاكرة الأجيال، وترسيخ المبادئ التي ضحى من أجلها الشهداء، ومحاربة ما يحيكه الأعداء من مؤامرات لكسر وحدتنا الداخلية عبر العملاء والخونة المأجورين. وخير دليل على ذلك بيان وزارة الداخلية الذي كشف عن القبض على شبكات تجسسية تعمل لصالح المخابرات الأمريكية والإسرائيلية والسعودية، في محاولة لثني اليمن عن مواقفه ومناصرته لقضايا المظلومين أينما كانوا. وتعد هذه الذكرى محطة سنوية مهمة في تاريخ اليمن، الذي قدّم وما يزال يقدم تضحيات عظيمة لنيل الحرية والكرامة والتخلص من قوى الوصاية والهيمنة الخارجية، في محاولة لكسر إرادة اليمنيين الذين اختاروا المواجهة في ميادين العزة والبطولة. والتاريخ شاهد على أنهم لم يستسلموا لغازٍ أو دخيل أو محتل، ولذا سُمّي اليمن ب"مقبرة الغزاة". وستظل تضحيات الشهداء، التي تُوِّجت بانتصارات عظيمة، مصدر إلهام للأجيال القادمة، وستبقى بطولاتهم محل فخر واعتزاز ليس لأبنائهم وأسرهم فحسب، وإنما محفورة في وجدان كل اليمنيين الشرفاء.