يحتفي أبناء الشعب اليمني العظيم بذكرى الجلاء في ال30 من نوفمبر المجيد، لرحيل آخر جندي مستعمر بريطاني من تراب اليمن الطاهر في جنوب الوطن. تأتي هذه الاحتفالات وجزء من أرضنا اليمنية يقبع تحت وطأة احتلال استعماري آثم من قِبل قوى الاستكبار: أمريكا وإسرائيل، وأنظمة العمالة والتطبيع السعودية والإمارات، وأدوات التنفيذ من المرتزقة والعملاء في المحافظاتالجنوبية من الوطن، والتي عاثت فيها فسادًا ونهبًا للمقدرات والخيرات اليمنية. فمثلما حملت ذكرى ال30 من نوفمبر طابعًا فريدًا لأبناء اليمن باعتبارها مناسبة وطنية مجيدة للتحرر من المستعمر وأذنابه، فإنها مناسبة عظيمة وخالدة يحتفل بها أبناء الشعب في الجنوب بوجه خاص؛ لأنها تحمل في مضامينها أحداثًا وتحولات في غاية الأهمية شهدتها المنطقة آنذاك. وستحمل اليوم ذكرى ال30 من نوفمبر خلال المرحلة الراهنة معنى إضافيًا، وفي هذا التوقيت تحديدًا، بعد أن حقق شعبنا اليمني وقواتنا المسلحة انتصارًا على قوى الاحتلال الجديد، ضمن معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس إسنادًا لفلسطين ومجاهديها في غزة، ضمن معركة البحر الأحمر والعربي والمتوسط والمحيط الهندي، وضرب عمق الكيان الصهيوني بالصواريخ والمسيرات. لقد شكّل تاريخ ال30 من نوفمبر المجيد منطلقًا لتأسيس الهوية الوطنية تحت مسمى "اليمن الواحد والشعب الواحد ذي المواطنة المتساوية والتطلعات المشتركة". ولهذا، فمن الطبيعي أن يحاول أعداء الماضي وأعداء الحاضر تحريف المعاني الوطنية لهذه المناسبة اليمنية المجيدة واستجلاب مصطلحات مناطقية. وكما تم تسمية "الجنوب العربي" في عهد المستعمر البريطاني، يحاول أذناب الإمارات والسعودية استجلاب هذه التسمية العنصرية خلال المرحلة الراهنة، وتأسيس هوية مشوهة قائمة على أساس التقسيم والتفريق بين أبناء الوطن الواحد. ولعل التشابه بين سياسات دويلة الإمارات في الوقت الراهن على المناطق الجنوبية والشرقية، وبين سياسات المستعمر البريطاني في القرن الماضي، يكمن في الهدف المشترك لهذه القوى الاستعمارية، والمتمثل في السيطرة على جنوب الوطن. وكما عملت بريطانيا على صناعة السلطنات لإبقاء الحرب، كذلك تسعى السعودية والإمارات اليوم لتكوين جماعات إرهابية شمالًا وجنوبًا لإبقاء حالة الحرب لضمان بقائها مسيطرة على الشريط الساحلي لوطننا الحبيب. لهذا، فإن الاحتفاء بال30 من نوفمبر هو بمثابة إعادة بعث جديد للهوية اليمنية التي تشكل أعظم تهديد لقوى الاستكبار: أمريكا، والكيان الصهيوني، وأنظمة العمالة والتطبيع، ومن يدور في فلكهم من العملاء والخونة. *قائد كتائب الوهبي