يبدأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين -اليوم الخميس- زيارة رسمية إلى الهند، أكبر مشتر للنفط الروسي، يبحث خلالها تعزيز الشراكة الإستراتيجية بين البلدين في عدد من المجالات العسكرية والاقتصادية. وتعد الزيارة التي تستغرق يومين أول زيارة يقوم بها بوتين إلى الهند -أكثر دول العالم سكانا- منذ بدء الحرب الروسية على أوكرانيا التي دخلت عامها الرابع. وتأتي الزيارة تلبية لدعوة من رئيس الوزراء ناريندرا مودي لحضور القمة الهندية الروسية السنوية ال23، بمناسبة مرور 25 عاما على شراكتهما الإستراتيجية. وأفادت صحيفة "إنديا توداي" الهندية بأن وفدا روسيا رفيع المستوى سيصحب بوتين، يضم وزراء الدفاع والمالية والزراعة والتنمية الاقتصادية والصحة والداخلية والنقل، مما يعكس جدول أعمال الزيارة الواسع. وذكرت الصحيفة الهندية أنه من المتوقع أن يتحدث الرئيس الروسي عن التعاون الدفاعي، بما في ذلك تكنولوجيا الطائرات المقاتلة، والتعاون في مجال الطاقة النووية. وأوضحت أن قمة بوتين ومودي ستستعرض التقدم المحرز في مجالات الأمن والتكنولوجيا والنقل والتعليم والتعاون الثقافي. ورجحت أن تركز مناقشات الدفاع على مشاريع الطائرات الأسرع من الصوت، كذلك الصواريخ بعيدة المدى، ووحدات "إس-400" الإضافية. أما المحادثات الاقتصادية، فمن المقرر أن تتناول اختلال التوازن التجاري، وترسم خريطة طريق للتعاون الثنائي حتى عام 2030، ومن المتوقع أن توقّع الهندوروسيا اتفاقيات تشمل التجارة والصحة والزراعة والإعلام والتبادل الثقافي. ومن المقرر أن يلقي بوتين ومودي كلمة مشتركة في منتدى الأعمال الهندي الروسي، لتسليط الضوء على فرص الاستثمار وشراكات التصنيع والتعاون التكنولوجي، بينما يستكشف مسؤولون من البلدين آليات حماية المعاملات الثنائية من الضغوط الخارجية. ويبحث بوتين خلال الزيارة التطورات الإستراتيجية في منطقة المحيطين الهندي والهادي، ومشتريات الهند من الطاقة، في ظل تشديد العقوبات الأميركية على شركات النفط الروسية الكبرى. وتأتي الزيارة في وقت تسعى فيه نيودلهي وموسكو إلى تعميق شراكتهما في مجالات الدفاع، والطاقة، والتعاون في منطقة القطب الشمالي، والتكنولوجيا، واتفاقيات التنقل.